احتشد ملايين اليمنيين اليوم الجمعة مجدداً في معظم المحافظات اليمنية للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح غداة مقتل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي على يد الثوار الليبيين وهو ما اعتبره الثوار اليمنيون نصراً للربيع العربي. وتأتي مظاهرات اليوم بالتزامن مع تصويت مرتقب في مجلس الأمن الدولي لقرار بشأن اليمن يدين العنف من قبل قوات صالح، ويدعوه للتوقيع على المبادرة الخليجية لنقل السلطة في البلاد. وشهدت صنعاء زخماً ثورياً حيث احتشد في شارع الستين نحو مليون متظاهر فيما أسموها جمعة النصر للشعب، رفعوا شعارات تطالب بإنهاء حكم صالح الذي انتقل إليه لقب «عميد الحكام العرب» لتصبح فترة حكمه لليمن المستمرة منذ 33 عاماً الأطول في تاريخ الجمهوريات العربية بعد مقتل القذافي. ورفع المحتشدون أيضاً شعارات تبارك لليبيين خلاصهم من القذافي إلى غير رجعة وتحرير آخر معاقله، ومذكرين صالح بالاعتبار من مصير رفيقه، كما طالبوا مجلس الأمن باتخاذ قرار قوي وصارم ضد صالح.
وشيع المتظاهرون في صنعاء جثامين أكثر من عشرة شهداء سقطوا خلال الأيام الماضية بنيران قوات صالح التي واجهت المتظاهرين السلميين كما قصفت بعض مناطق المدينة.
وفي المقابل، احتشد أنصار صالح فيما أسموه بجمعة (اقرأ باسم ربك الذي خلق) لحث طلاب الجامعات على مواصلة الدراسة ولتجديد ولائهم لصالح.
وفي إب، قال مراسل المصدر أونلاين مختار الرحبي إن مئات الآلاف اجتمعوا اليوم في ثلاث ساحات بالمحافظة، كانت أكبرها في شارع الدائري بالمدينة، مضيفاً أن توتراً ساد المنطقة قبل أداء صلاة الجمعة بسبب انتشار مسلحين في المدينة. وأشار مراسلنا إلى أنه تم تشييع جثامين أحد الشهداء الذين سقطوا في صنعاء برصاص قوت صالح خلال الأسبوع الماضي.
وفي محافظة صعدة شمالاً، خرجت مسيرة حاشدة صباح اليوم لكنها عبرت عن رفضها لما أسمته «التدخل الخارجي» وتدويل الثورة اليمنية.
وفي بيان صادر عن المسيرة أرسله المكتب الإعلامي لجماعة الحوثيين قال إن «المخاطر المحدقة بالثورة اليوم تتمثل في التدخلات الخارجية التي تحاول جاهدة إعطاء النظام المزيد من الوقت عبر قرارات واهية وضعيفة».
وفي شبوة، شارك الآلاف في مدينة عتق في مسيرة حاشدة طافت شوارع المدينة ورددوا شعارات مناهضة لصالح منها «القذافي أكبر عبرة وعلي صالح جاي دورة». واستمعوا لخطبتي الجمعة التي ألقاها الشيخ صلاح باتيس في مخيم ائتلاف الثورة السلمية بعتق، تساءل عما تبقى للنظامين اليمني والسوري بعد أن خرجت جماهير الشعب في الدولتين تطالب برحيلهم، داعياً صالح والأسد لأخذ العبرة من القذافي.
وفي محافظة تعز، احتشد نحو مليون متظاهر في ساحة الحرية بالمدينة، بينما احتشد عشرات الآلاف في ساحات أخرى أنشأت في مدن ومديريات المحافظة.
وشيع المتظاهرون عقب صلاة الجمعة في مدينة تعز جثمان الشهيدة «عزيزة المهاجري» التي قتلها مسلحون موالون لصالح مطلع الأسبوع الجاري وأصبح أول شهيدة تسقط في الثورة السلمية ضد نظام صالح.
وخرجت مسيرات أخرى في مدن يمنية عدة، كما تضاعفت أعداد الساحات التي تجمع المتظاهرين المناهضين لصالح.