الان: عدوان امريكي صهيوني على الحديدة وانباء عن ضحايا    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    «كاك بنك» يكرم الموظفين المثاليين للعام 2024/2025    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    مؤسستي الكهرباء والمياه بذمار تحييان الذكرى السنوية للصرخة    إلى رئيس الوزراء الجديد    القسام توقع قوة صهيونية بين قتيل وجريح بكمين مركب في خانيونس    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية مفتاح عودة صنعاء لحكم الجنوب    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    العشاري: احراق محتويات مكتب المعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء توجه إلغائي عنصري    نصيحة لبن بريك سالم: لا تقترب من ملف الكهرباء ولا نصوص الدستور    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دريد لحّام: الفيسبوك منبر للتواصل الكاذب
نشر في المصدر يوم 31 - 10 - 2011

أعرب الفنان السوري الكبير دريد لحاّم عن مخاوفه من أن يتحول ما يسمى بالربيع العربي إلى "خريف"، وبدا قلقاً على بلده سورية، واستغرب الانتقادات التي طالته مؤخراً بسبب موقفه إزاء ما يجري في العالم العربي.
وقال الفنان دريد لحام في مقابلةٍ خصّ بها قراء CNN بالعربية: "إن شعبنا ميّال لتناسي تاريخه وسيرِ مبدعيه."
لحّام الذي بدأ بالتعافي من عارض صحي ألم به مؤخراً، لايفكر في كتابة سيرته الذاتية حالياً، ويرى أن الفنان اللبناني جورج خبّاز الأكثر شبهاً به.
وتالياً نص المقابلة:
- بدايةً نريد الاطمئنان عن صحتكم .. سمعنا أنكم خضعتم لعمل جراحي في العين؟
"شكراً لكم.. الأمر لا يتعدى عارض صحي أصابني في العين، والأمور تسير نحو الأفضل والحمد لله."
- ما هي الأصداء التي لمستها عن شخصية (بونمر) في مسلسل (الخربة)؟
"المقربون منك عادةً لا يبدون سوى الأًصداء الإيجابية، سمعت كلاماً طيباً عن هذا الدور، لكنني لم أتبين حقيقة الأمر بعد من الجمهور، وإن كنت بشكلٍ عام أعتقد أن مسلسل (الخربة) ترك انطباعاً جيداً لدى المشاهدين، وهذا لا يخص شخصيةً بعينها، فالعمل إما أن يكون ناجحاً ككل، أو لا يحظى بالنجاح، وإذا وجد المشاهدون أنه جيد، فالكلام ينطبق على كافة الشخصيات."
- هل طوى دريد لحام صفحة (غوّار الطوشة) تماماً في هذا العمل؟
"بالتأكيد لا.. يبقى لهذه الشخصية حضورها القوي في نفسي، وفي ذاكرة الجمهور العربي عموماً، ويمكن أن أستعيدها في أي وقت حينما أجد عملاً ملائماً لهذه الشخصية، وهذا لا يعني أن أقحمها في غير مكانها، خاصةً أنها لا زالت محببة من قبل الناس."
- إلى أي مدى بدت أفلام مثل (الحدود) و(التقرير) ومسرحيات مثل (كاسك ياوطن) سابقةً لعصرها.. بقدر ما هي معاصرة الآن؟
"حينما تمعن النظر بصدق فيما يدور حولك، يمكنك استكشاف المستقبل بسهولة، والمهم هنا أن تكون نظرتك صادقة للحاضر الذي تعيشه، بعيداً عن التزييف، شأنك في ذلك شأن المتنبئ الجوي.. كل تلك الأعمال التي ذكرتها كانت عبارة عن نظرة صادقة للواقع في حينه، لذلك كانت شديدة الحساسية في رسم ملامح المستقبل."
- يمكن أن ينطبق هذا الكلام على مسرحية (السقوط) التي قدمتموها مؤخراً في العاصمة القطرية مطلع العام 2011؟
"بالتأكيد هذا الكلام ينطبق على مسرحية السقوط، خاصةّ أنها تلامس معظم المصائب التي نعانيها في عالمنا العربي، وعانينا منها لأجيال، وتسعى لتجسيدها على المسرح، لكنها في ذات الوقت تدعو إلى التفاؤل، فيما لو عادت الشعوب والأنظمة للتمسك بتاريخها، وتراثها، وأحسنت قراءة مستقبلها. ولذلك، ورغم سوداوية المسرحية، ختمناها بنوع من التفاؤل عبر استعادة الأغنية الشهيرة للعندليب الراحل عبد الحليم حافظ؛ (بحلف بسماها وترابها)، وصولاً إلى المقطع القائل؛ (ما تغيب الشمس العربية)."
- وهل ما زال حلم الوحدة العربية قائماً في مواجهة قلقنا اليوم من إعادة تجزئة ما هو مجزأ أصلاً؟
"ليس المهم أن تزول العواصم والزعامات حتى تتحقق الوحدة العربية بمفهومها الطوباوي، الأهم أن تمحى الخلافات من العقول، وتصفوا القلوب، وصولاً إلى رأي واحد، ونوايا موحدة تجاه القضايا التي تتهدد مستقبل هذه الأمة بالخطر."
- أما زال لديكم أمل في هذا الاتجاه؟
"الأمل في الشباب.. يبدو أننا اتكأنا كثيراً على الأجيال الماضية، وعولنا عليها أكثر من اللازم، بما عانته من تردد وضيق في الرؤية، وأعتقد أنه آن الأوان لأن يأخذ الشباب دورهم، وأثق بقدرتهم على القيام بالكثير من الأشياء التي عجزنا عن فعلها."
- من أين أتى دريد لحّام بهذه القدرة على استقراء ما يجري في العالم العربي؟
"كما قلت لك، المتنبئ الجوي يستطيع التنبؤ بحالة الطقس في الأيام المقبلة استناداً لما يتوفر لديه من معلومات عن حالة الجو اليوم، وربما لا تصح توقعاته إلى حد التطابق 100%، لكن على الأقل هناك احتمالات حول صحة معطياته. وبنظرةٍ صادقة للحظة الراهنة، يمكن أن نتنبأ بالمستقبل بكل سهولة، فمثلاً في مسرحية (كاسك ياوطن) قدمنا مشهداً عن أب يبيع أولاده، ووقتها هوجمنا كثيراً في الصحافة العربية، واتهمنا بالنظرة القاسية للواقع، وبعد سنة أو سنتين من عرض المسرحية قرأنا أخباراً في الجرائد عن عائلات تعرض أولادها للبيع... ألم تكن نظرتنا للواقع صادقةً إذاً في حينها؟"
- هل القراءة التي قدمتها للواقع العربي الراهن في مسرحية (السقوط) تحرم هذه المسرحية من فرصة العرض اليوم على مسارح دمشق وعمان والقاهرة؟
"ليس هذا هو الإشكال الحقيقي، نحن قلنا في تلك المسرحية كلمة حق، لم نخف فيها لومة لائم، فكما يقولون: (صديقك من صدقك)، لكن الظرف الأمني الحالي في العديد من العواصم العربية يحول دون استئناف عرضها في هذه المرحلة، ونتمنى أن تعود الأمور للاستقرار لكي نتمكن من عرض المسرحية في أكثر من مكان في العالم، لأن الفن يحتاج إلى حالة مستقرة نوعاً ما."
- ماذا لو عرضت مسرحية (السقوط) في دمشق اليوم؟
"لا أعتقد أن عرضها سيختلف عن أي بلدٍ آخر، كما قلت سابقاً هذا العرض لا يتعدى كونه كلمة صادقة، وهو بالمناسبة عبارة عن مجموعة مشاهد مسرحية، كل مشهد يتحدث عن الأخطاء التي يقع فيها عالمنا العربي، نتيجة تراكم ممارسات المسؤولين الكبار الخاطئة، وأقصد بذلك الكبار في المناصب، وليس في القدر، ولو كانوا على مستوى مراكزهم لما وصلنا إلى ما نحن عليه في هذه المرحلة
."
- هل تتفق مع الرأي القائل بأن دريد لحام هو أصرح ما يكون حينما يعتلي خشبة المسرح؟
"ليس في المسرح فقط، وإنما في كل مكان، في مقابلاتي الإذاعية والتلفزيونية، والصحفية، دائماً أسعى إلى تناسي الشرطي أو الرقيب الذي بداخلي، وأحاول أن أتحدث عن كل ما أحس به، وأراه متوافقاً مع مصلحة وطني، دون أن أخشى أحد."
- هل قال دريد لحام على لسان (بونمر) ما لم يقله في برامج الحوارات السياسية التي حاولت أن تستدرج منك موقفاً ما إزاء ما يحدث في سورية؟
"مسلسل (الخربة) يزخر بالتلميحات السياسية التي تستفيد من اللحظة الراهنة، وكل ما قيل في المسلسل على لسان مختلف شخصياته مرتبط بما يحدث، فالكاتب ممدوح حمادة، بلا شك كاتب ذكي، ومتفوق جداً، ولهذا السبب بدا هذا العمل معاصراً جداً."
- ما رأيك فيما يسمى بالربيع العربي؟
"أرجو من الله أن لا يكون خريفاً."
- إلى أين يقودك إحساسك بعد هذه التجربة الطويلة؟
"حينما يكون الحوار بالبندقية، والمدفع، لا يمكن أن نعتبره حواراً وإنما دمار، والربيع ليس ربيعاً، بل خريفا، وذلك عندما لا تتوفر الرؤية الواضحة للمستقبل، كما هو حال العديد من البلدان العربية في هذه المرحلة، لا يمكن أن تسير الأمور على هذا النحو، نسقط الأنظمة ثم نفكر بما سيأتي لاحقاً، كما حصل في كلٍ من مصر وتونس وليبيا، أعتقد أن تلك البلدان ذاهبة إلى المجهول."
- هل نعاني حالياً التخمة من كثرة المفكرين العرب؟
"ليس من كثرة المفكرين العرب، وإنما من أولئك الذين يطلق عليهم الإعلام صفة مفكرين، ممن تم تكريسهم لأنهم ينطقون بما يتفق مع وجهة نظر هذه الوسيلة الإعلامية.. أو تلك.. وهم في الحقيقة لا يمتون لهذه الصفة بصلة."
- ألهذا السبب قلت إنك سترجع للدراسة في الجامعة لكي تصبح مفكراً؟
"ليس بالضرورة أن تحمل الشهادات حتى تصبح مفكراً، المسألة لا تتعدى كونها مسألة ثقافة ومعرفة بالحياة. أمي أنا لم تكن تجيد القراءة والكتابة، ولكنني كنت أرى فيها أهم مثقفة في العالم، بسبب فهمها لمتطلبات الحياة رغم كونها شبه أميّة. الثقافة لا تدرس في الجامعات، وإنما يتم اكتسابها من خلال معرفتك بماضيك، وتراثك، وحاضرك، فإذا ما اكتسبت هذه المعرفة ووظفتها في سبيل مصلحة وطنك، أو بيتك على الأقل تصبح مثقفاً بالمعنى العملي للكلمة، عبر استفادتك مما قرأت، وسمعت، وراكمت من معارف الاستفادة من كل تلك المفردات الحياتية، وإلا كنت(كما الحمار يحمل أسفاراً)، هذا بالإضافة إلى ضرورة عدم الانغلاق على ما تحمله من أفكار، عبر إفساح المجال للاستماع والتفكير بما يقوله الآخرون."
- كيف تنظر إلى الفيسبوك؟ هل تتعامل معه؛ باعتبارك وصفت منتقديك مؤخراً بصبية الفيسبوك؟
"لا اعرف استخدام الكمبيوتر بالأصل، ولا أحب ما أطلقوا عليه اسم وسيلة التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، وبدا لي أنه تسبب في الكثير من المشاكل الاجتماعية، على عكس ما يروّج له، فهناك الكثير ممن اتخذوا منه منبراً للتباهي، وآخرون استخدموه وسيلة عصرية للكذب، والتلفيق، والأذى وترويج الشائعات، والناس بطبيعتها تميلُ لتصديق الشر، وحينما يكون هناك مجال للتصحيح يكون قد فات الأوان. أنا لا أقراً ما ينشر على (الفيسبوك) هذا لكنني سمعت ما كتب عني، واعتقد أن هذا الموقع ليس إلا منبراً للتواصل الكاذب، وسامحهم الله على كل حال."

- لماذا تهاجم قامات بحجم دريد لحام ومنى واصف من بعض السوريين، رغم أنكم شكلتم علامات فارقة في تاريخ هذا البلد؟
"يبدو أن شعبنا ميّال للنسيان، أو تناسي تاريخه، وسير مبدعيه، ولا أعتقد أنني أو السيدة منى المستهدفين الوحيدين فقط، بل ربما يكون المطلوب هو تهميش سورية، عبر الإساءة إلى رموزها الفنيّة والثقافية. أنا لم أر بلداً في العالم يهاجم فيه الفنّان بسبب رأيه السياسي، أو موقفه الوطني، يحق لهم أن ينتقدونا على مستوى الأداء فيما نقدمه في مجال الفن، أما أن نهاجم بسبب رأي لا يعجب هذا الطرف أو ذاك، فهذا أمر مستغرب، ويحيلنا إلى سؤالٍ في غاية الأهمية، هل نحن كشعب مؤهلون للديمقراطية؟ أم لا؟ أنا أعتقد أننا لسنا مؤهلين لذلك بعد، لأنك حينما تشتمني بسبب كون رأيي مخالفاً لرأيك، فهذا معناه أنك لست مستعداً لسماع الرأي الآخر، وهذا يعني أنك غير ديمقراطي."
- ألا يعكس هذا الهجوم حالة من الانقسام في المجتمع السوري خلال هذه المرحلة، حتى حول الرموز التي كرّسها على مدى سنوات؟
"بالتأكيد.. إذ لا أعتقد أن هذا الشعب بإمكانه تناسي مسيرة فنية قدمنا خلالها على مدى عقود عشرات الأعمال الحاضرة في أذهان الكثير من الأجيال، وتقدم في العديد من العروض الاستعادية، وما زالت تقابل بالاحتفاء الجماهيري.. وأرى من المعيب أن نُشتم ويتم تجاهل تاريخنا ومواقفنا الوطنية بهذه الطريقة."
- بالعودة إلى دريد لحّام الإنسان: من هم أصدقاؤك اليوم؟
"أولادي، وأحفادي."
- الكل في هذه الأيام يقرأ الماغوط، ويقولون بإنه أكثر ما كتب لهذا الزمن.. إلى أي حد تفتقد اليوم إلى هذا الصديق، أو الشريك اللدود (إن صح التعبير)؟
"افتقد إليه دائماً.. رحمه الله.. الماغوط بدون شك كاتب كبير، وشاعر أكثر من كونه كاتب، وإذا لم ينصفه الحاضر كما يجب، فسينصفه المستقبل بالتأكيد، ولهذا تبقى الأعمال التي قدمناها سويةً مصدر فخرٍ كبير بالنسبة لي، وحققنا فيها نجاحاتٍ كبيرة لا زالت أصداؤها تتردد اليوم. لذلك حينما توقفنا عن التعاون فيما بيننا بسبب سوء تفاهم لا مجال لذكره حالياً؛ لم ينجح كلانا، فأنا لم أحقق النجاح المتوقع في مسرحية (صانع المطر) التي قدمتها بدونه، ولم تلق مسرحية (خارج السرب) التي كتبها منفرداً نفس النجاح لأعمالنا المشتركة. أصح ما يمكن قوله إننا مثلنا في مرحلةٍ من المراحل ورشة عمل متكاملة."
- ما المؤلفات التي تنصح بإعادة قراءتها في هذه المرحلة للماغوط؟
"معظم ما كتبه الماغوط ينطبق على الحالة العربية الراهنة، وله الكثير من الأعمال التي ينبغي إعادة قراءتها في هذه المرحلة كال(العصفور الأحدب)، والعديد من الأعمال الشعرية والنثرية والمسرحية، أو على الأقل كتاب (سأخون وطني) وهو عبارة عن مجموعة مقالات الماغوط السياسية التي كتبها في الصحف المحلية والعربية، والتي لم تلق الاحتفاء اللازم وقت نشرها، وينبغي أن تقرأ اليوم بنوعٍ من التمعن، وليس بقصد الابتسامة من طريقة الراحل الساخرة في الكتابة.. محمد الماغوط لم يكتب ليضحكنا فقط، وعلينا أن نتعامل مع ما كتبه بجديّة أكبر، وأذكر أنني قلت ذات مرة لأحد الوزراء العرب: (لماذا تظنون أننا نسعى لإضحاككم فيما نقدمه من أعمال؟ نحن نقدم لكم تقارير صادقة عما يحدث في العالم العربي، وليس بقصد التسلية)."
- على ماذا يخاف دريد لحام؟
"على سورية."
- وما هو مصدر قلقكم بشكل أساسي على سورية؟
"من الجانب المادي الذي أصبح الأكثر حضوراً وقوةً في المشهد الراهن، أكثر من الانتماء لأي شيء.. مما يدفعنا للخوف على بلادنا من ضعاف النفوس الذين يمكن أن يغيروا انتماؤهم بسهولة بسبب طموحاتهم المادية."
- هل تفكر بكتابة مذكراتك؟
"ليس بعد.. رغم إلحاح الكثير من حولي على هذا الموضوع، ولا أرى أن الأمر ينطوي على أهمية كبيرة بالنسبة لي."
- هل يمكن أن تتخيل مسلسلاً للسيرة الذاتية عن دريد لحام؟
"بالتأكيد ليس في هذا التوقيت، واعتقد أنه من الخطأ التفكير في تناول السير الذاتية لشخصيات لم يمض زمن كبير على رحليها عن الحياة. فسر نجاح مسلسلي (أسمهان) و(أم كلثوم) أنهما نفذا بعد سنوات طويلة من رحيلهما، مما أفسح المجال للكثير من الأجيال التي لا تعرف عنهما الكثير الدخول في عوالمهما دون أن تكون صورتهما الذهنية حاضرة في الذاكرة. وعلى العكس من ذلك، فرغم النوايا الطيبة في تقديم مسلسل (في حضرة الغياب) الذي تناول سيرة الشاعر الراحل محمود درويش، كان من الخطأ تجسيد شخصيته في هذه المرحلة، خاصة أنه مازال حاضراً في ذاكرة الكثير من الأجيال الشابة التي عاصرته واحتفت بإبداعه على مدى سنوات. والأمر ينطبق على مسلسل (الشحرورة) الذي تناول حياة الفنانة اللبنانية الكبيرة صباح، ربما لو انتظرنا جيلين أو ثلاثة أجيال على رحيلهما، لاكتسب العملين قيمة أكبر."
- لو فرضنا أن مسلسلاً يتناول السيرة الذاتية لدريد لحام سيتم إنتاجه قريباً، من ترشح لتجسيد شخصية دريد من الفنانين المعاصرين؟
"دعنا أولاً أن نوضح قضية في غاية الأهمية، حينما تريد تقديم مسلسل للسيرة الذاتية عن شخصية ما، هل سترشح ممثلاً يشبهه من الناحية الشكلية ليتقمص شخصيته، أم تريد أن تضيء على تاريخه وفنه وإبداعه، وسماته الإنسانية؟ أعتقد أن من يبني مسلسل السيرة الذاتية على الفرضية الأولى يكون قد وقع في خطأ كبير، لأن هذا الأمر سيفتح مجالاتٍ للمقارنة ليست في صالح الممثل الذي تم اختياره، ولا في صالح الشخصية المراد تناول سيرتها. وبالعودة لدريد لحّام أعتقد أن أكثر ممثل يشبهني شكلاً ومضموناً هو الفنان اللبناني جورج خباز، ونفكر جدياً منذ زمن في تقديم عملٍ مشترك."
- وهل سيطال مشروع العمل المشترك مع جورج خباز سلسلة من التأجيلات، كما حدث مع عمل قيل إنه سيجمعك مع الفنان المصري عادل إمام منذ العام 1984، ولم يتحقق حتى الآن؟
"أعتقد أن نية مشروع مشترك مع الصديق جورج خباز أكثر جديّة."
-الأستاذ دريد لحّام في ختام هذا اللقاء دعنا نستعير بعض عناوين أعمالكم الشهيرة: لمن تقول في هذه الأيام: صح النوم، وحمام الهنا... ومع من ترفع كأس الوطن؟
"ما من أحد سأقول له (صح النوم) اليوم؛ مو ليصحوا بالأول، وأقول (حمّام الهنا)؛ لكل الساكنين في الصحراء، وأرجو من الله أن يستمتعوا بنعمة الماء قريباً، وسأرفع (كأس الوطن) مع كل من يصغون للرأي والرأي الآخر، دون أن يعتبروا أن رأيهم هو الصحيح، ورأي الآخرين هو الخطأ."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.