ولد الشاعر والكاتب والمسرحي الراحل / محمد الماغوط في عام 1934م في مدينة السلمية في محافظة حماة السورية وينتمي شاعرنا العربي الكبير إلى أسرة فقيرة وقد أمضى نشأته ومراهقته في مدينته السلمية والذي تأثر بأجوائها الريفية وكان الماغوط يحلم بأن يصبح راعياً ويتزوج أبنة عمه .. ولكنه لم يعلم بأنه قد قدر له أن يحدث ثورة في عالم الشعر العربي الحديث. أنتسب محمد الماغوط إلى المدرسة الزراعية في الغوطة ولمدة قصيرة .. ولكن تجربة السجن كانت من أكثر ما أثر في وعيه وفي نظرته إلى العالم .. وتعتبر قصيدة (القتل) من أول القصائد التي كتبها الماغوط وهو في السجن ولقد جعلت هذه القصيدة اسمه يشتهر نسبياً في سوريا والعالم العربي .. كما كتب الماغوط في السجن جزءآً من سيرة ذاتية تحولت فيما بعد إلى رواية حملت عنوان (الأرجوحة). وفي أواخر الخمسينيات سافر الماغوط إلى بيروت التي كان يعتبرها بمثابة الأم التي فتحت له أبوابها كإنسان وشاعر ولم يكن الماغوط يفرق بين شعره ومقاله ومسرحه وكان يعتبر كل ما كتبه هو أشكال لمخاطبة الناس والتعبير عن آلامهم وأوجاعهم .. وتعتبر تجربة الماغوط في مجال كتابة الأعمال المسرحية والدرامية والتي خاضها مع الفنان الكبير دريد لحام من أهم تجاربه الجادة والأكثر شهرة وعبر عدد من الأعمال الفنية أبرزها مسرحية (كأسك يا وطن) ومسرحية (ضيعة تشرين) ومسلسل (وادي المسك) وفيلم (الحدود) وغيرها من الأعمال .. كما أن التجربة التي أنجزها الماغوط في مجال تثوير لغة الشعر جعلته من أبرز المؤثرين في الأجيال اللاحقة من الشعراء الشباب في العالم العربي . وقد توفي الشاعر والكاتب المسرحي السوري محمد الماغوط في عام 2006م وقبل وفاته بأسبوعين حصل على جائزة (سلطان العوليس) المرموقة.