كشف رئيس المنظمة الوطنية لتنميه الوعي الديمقراطي (NODDA)، وممثل المركز العربي الأوربي لحقوق الإنسان والقانون الدولي، محمد إسماعيل الشامي، عن وجود أكثر من "40" معتقلا في السجن المركزي برداع محافظه البيضاء، تم اعتقالهم على ذمة قضايا أمنية مضى على بعضها أكثر من 6 أشهر تحت ما يعرف بنظام "الرهائن". جاء ذلك أثناء نزوله إلى منطقة رداع لغرض الاطلاع علي أحوال السجناء بالسجن المركزي والالتقاء مع مدير أمن منطقة رداع (محمد العنسي) بشأن الشكوى والبلاغ الذي تلقته المنظمة والمركز من المواطن (محمد علي الصبولي)والذي يفيد بأن ولده الشاب غازي محمد الصبولي (22 عاما) معتقل منذ ما يقارب شهرين، برغم إصابته الخطيرة بطلق ناري بالرأس ووضعه الصحي المتدهور بدون أي قرار اتهام من الجهات المعنية(النيابة-القضاء).
وأشار (الشامي) إلى أنه اتضح أن أغلب قضايا الرهائن والاحتجاز تتم بموجب توصيات تتخذها إدارة أمن منطقه رداع وقيادة المحافظة، متجاهلين في ذلك أي دور للقضاء والنيابة العامة حيال تلك القضايا بمخالفة واضحة وصريحة للمادة (48) من الدستور التي جرمت الاعتقالات في كافة فقراتها كما أنه يعد مخالفاً لنص المواد(172،73،72،16،13،11،9،7,43) من قانون الإجراءات الجزائية.
وأكد (الشامي) أن تلك الاعتقالات التعسفية تعد انتهاكا" للمواثيق والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها الجمهورية اليمنية, وجريمة حجز حرية يعاقب مرتكبها بالحبس مدة لا تتجاوز خمس سنوات طبقا لنص المادة (246) من قانون الجرائم والعقوبات.
وطالب رئيس المنظمة الوطنية NODDA وممثل المركز العربي الأوربي لحقوق الإنسان والقانون الدولي في اليمن في مذكره وجهها لوكيل نيابة البحث والسجون برداع (علي القدسي) بالنزول إلى السجن المركزي برداع وإثبات واقعة تقييد الحرية وإطلاق سراح المعتقلين أو إحالتهم إلى القضاء، والذي بدوره وعد بالنزول يوم السبت القادم للاطلاع على أوضاع السجناء والتأكد من الحالة الصحية التي يعاني منها السجين المصاب (غازي الصبولي) ليتم بعد ذلك نقله إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.
واستغرب(الشامي)عدم قيام الجهات المعنية وفي مقدمتها (وزاره الداخلية-النائب العام) من القيام بواجبها الدستوري والقانوني، بالمساءلة القانونية لتلك الانتهاكات والتجاوزات التي يقوم بها أمن منطقه رداع، وعدم مباشرة مسئول السجون بوزارة حقوق الإنسان التحقيق في قضايا السجن غير القانونية ,في حين أنه قد قام بالنزول بزيارة خاصة لسجن رداع المركزي بمعية المنظمة الوطنية لتنمية الوعي الديمقراطي والمركز العربي لحقوق الإنسان والقانون الدولي، إلا انه فضل الرجوع إلى العاصمة دون معرفة الأسباب.
يشار إلى أن السجين (غازي محمدالصبولي) كان قد نقل إلى إحدى مستشفيات أمانة العاصمة في منتصف ليلة ال25 من أغسطس الماضي من العام الجاري، إلا أنه لم يبقى فيه سوي ساعة واحدة حتى اقتحم المستشفى طقمان أمنيان من قبل أمن رداع، ليتم سحب " المغذية" التي كانت بيده وإخراجه عنوة من على السرير الأبيض إلى ظلمات السجن المركزي برداع الذي لا يزال رهينة فيه حتى الآن.