نحن جيل لم يعيش عصر الثورات وكان يفتقد لمعانيها حتى تحققت الوحدة وبدأ ينمو فينا معنى حب الوطن والحرية، وجاء صيف 94 م وأعلن الانفصال فكانت ثورة شعب ضد من أعلن الانفصال دون معرفة ماهية الانفصال وكيف من قدم دولة وشعب وتنازل عن صفة رئيس ينفك عنها ؟ وكيف يكون الشعب الذي سعى إلى الوحدة منذ القدم يدعم دعاة الانفصال لم نسأل أنفسنا هذه الأسئلة فقد كانت ثقتنا بالزعيم وإعلامه فوق الشبهات . عشنا الخوف على الوطن فكانت ثوره حقيقية الكل وراء الزعيم شعوبا وقبائل وأحزابا حتى أصبح هو قائد النصر وبطل الوحدة بينما طرف الآخر هو المرتد والخائن . مما ولد لينا مشاعر الكره ضدهم وإنهم ناكري الجميل وان الجنوب أصبح أجمل بعد تحقيق الوحدة فازدادت الفجوة بين الشمال والجنوب وفقدنا معنى الوحدة الحقيقي الذي قاتلناهم من اجله فظهر الحراك في الجنوب ولم نعلم سببه ، وصور لنا الإعلام للمرة الثانية بأنهم دعاة للانفصال ومرتدين وخونه وعملاء فكانوا ايضآ أعداء الوحدة وحلم اليمنيون ويتكرر الموقف ولكن في صعده فيقول الإعلام هؤلاء خونه وعملاء ايضآ كيف أصبحنا أعداء في وطن واحد ؟ ومن هو السبب في تكرار دعاة الانفصال فخرجنا ضد الحراك في الجنوب وفي صعده . وترى بان قتالهم واجب حتى نحافظ على الوحدة ونتحمل الأزمات وزيادة الفقر من اجل الوحدة ولكن لم تتحقق الوحدة الفعلية بين إطراف أبناء اليمن وعشرون عام ولم تتحقق الوحدة فذاك انفصالي وذاك حوثي وذاك قبيلي وعشرون عام لم نحس بها بالأمان على الوحدة حتى جاء ربيع الثورات وكشف القناع عن تلك الفترة وعرفنا في ساحات التغيير والحرية الوحدة الحقيقية وأن قادة الشمال هم من مهد للانفصال وصناعة الأزمات في إرجاء اليمن . نحن في الشمال من سرق حقوقهم المعنوية في تحقيق الوحدة ثم سرقنا ثرواتهم ، كلنا شاركنا في ظلم شعب وقادة الجنوب وهضم حقوقه وتشويه تاريخه سواء كنا قادة ، او أحزاب ، أو أفراد كلنا تمادى في عدم إظهار الحقيقة . يا ترى هل سيقبل شعب الجنوب وصعده اعتذارنا شعبا وأحزابا عن تلك الفترة ؟ عذرا جنوبنا عذرا صعده عن سوء الظن فيكم ولم ندافع عليكم بان صناع الوحدة وحاميها عذرا لشهدائكم الذين سقطوا ولم نحسبهم شهداء ونذرف الدموع عليهم . عذرا جنوبنا فقد كنتم انتم بداية الثورة السلمية سنظل نعتذر لكم على قدر ما أسئنا الظن فيكم سنعتذر لكم باسم كل مواطن واسم كل حزب وباسم كل قائد كان يعرف الحقيقة أو لا يعرفها وفي الأخير كلنا ضحايا هذا النظام بل نحن أكثر منكم فانتم عرفتم من هو عدوكم وخرجتم عليه ونحن عشنا عهدا كاملا ننصره من اجل ذلك كانت ثورتنا في الشمال أشد عليه من كل الثورات السابقة فإذا كان سرق وحدتكم وثرواتكم فنحن سرق منا عمرا ونحن نراه بطل الوحدة لذلك نحن أكثر إصرار على زواله مع نظامه وأعلامه .