بدأت اللجنة العسكري صباح اليوم السبت بإزالة المتارس والنقاط العسكرية من شوارع العاصمة صنعاء ابتداءً من شارعي الستين والزراعة. وشاهد مراسل المصدر أونلاين الجرافات والرافعات تقوم بإزالة المتارس الترابية والكتل الخرسانية التي كانت في شارع الستين، حيث كانت لا تزال في بداية عملها لإزالة النقاط والمتارس الواقعة على خط التماس بين القوات الموالية لصالح وقوات الفرقة الأولى مدرع المؤيدة للثورة. وأشار مراسلنا الى أن ضباطاً كباراً أحدهم يحمل رتبة عميد كانوا يشرفون ميدانيا على عملية إزالة الكتل الترابية ونقل الخرسانات التي كانت تسد شارع الستين بالقرب من منزل نائب الرئيس عبدربه منصور هادي.
وقال ان العمل في الطرف الآخر من شارع الستين يسير بنفس الوتيرة حيث شوهدت الجرافات والناقلات تزيل المتارس التابعة لقوات الأمن المركزي الموالية لصالح المرابطة في تقاطع عصر. وعلى الرغم من أن عملية إزالة المتارس تعيق المرور إلا ان حالة تفاؤل وفرحة تبدو على وجوه سائقي السيارات والمركبات استبشارا بسير الأوضاع نحو هدوء وزوال مظاهر التوتر التي سادت خلال الأشهر الماضية. عبد الوهاب وهو سائق دراجة كان متوقفا بالقرب من آليات إزالة المتارس وصوت الأغاني يتصاعد من مسجل دراجته، قال انه يشعر اليوم بفرحة للبدء في إزالة المتارس التي كانت بالنسبة له «كابوساً». وأضاف في حديثه ل«المصدر أونلاين»: «أول بشارات الخير ان ترفع النقاط العسكرية والمتارس، كنا طوال الفترة الماضية منتظرين انفجار الحرب في اي لحظة لكن ربك رحم البلاد هذه». وأكد أصحاب محلات في الستين بجوار منزل النائب وفي جولة عصر أن مدرعات كانت متمترسة هناك غادرت مواقعها عند العاشرة من صباح اليوم السبت. مصادر عسكرية أشارت إلى أن الصعوبة في إزالة المظاهر المسلحة ستكون في منطقة الحصبة حيث تبدو الثقة بين القوات الحكومية ومسلحي الشيخ صادق الأحمر مفقودة خصوصا بعد تجدد الاشتباكات أمس وتبادل الطرفين الاتهامات بالتسبب في اندلاعها. يأتي هذا في الوقت الذي شهدت شوارع العاصمة صنعاء مسيرة حاشدة لشباب الثورة بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق ثورات الربيع العربي التي بدأت بإحراق الشاب التونسي محمد البوعزيزي نفسه في مدينة سيدي بوزيد، ومثل هذا الحادث الشرارة الأولى لانطلاق الثورة التونسية التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وتبعتها ثورات في مصر وليبيا واليمن وسوريا.
ومع تفاؤل شباب الثورة بالبدء في إزالة النقاط العسكرية وسحب وحدات الجيش والأمن من الشوارع إلا أنهم يؤكدون استمرارهم في المسيرات الاحتجاجية حتى تحقيق كافة أهداف الثورة التي يقولون ان في مقدمتها محاكمة صالح وأركان نظامه المتهمين بارتكاب جرائم بحق المعتصمين السلميين.