أخلت الفرق الميدانية المكلفة من اللجنة العسكرية اليوم السبت عدداً من شوارع العاصمة اليمنية صنعاء من المظاهر المسلحة والحواجز والمتارس التابعة لقوات الفرقة الأولى مدرع والأمن المركزي. وقامت آليات وجرافات وعربات دائرة الأشغال العسكرية برفع السواتر الترابية وردم الحفريات ورفع المتاريس.
وأصبح شارع الستين الغربي خالياً من النقاط العسكرية التابعة للطرفين بعد أن عملت اللجنة العسكرية على إزالة الحواجز خلال النهار. وذكرت وكالة الأنباء الحكومية (سبأ) انه تم إخلاء شارع الستين، بدءاً من تقاطع عمران شمالاً وحتى تقاطع المصباحي جنوباً، وكذا الخط الدائري الشرقي بدءاً من تقاطع المرور مروراً بشارع خولان وشارع النصر وحتى تقاطع عمران. وأضافت انه تم إخلاء شارع الزبيري الذي يقطع العاصمة نصفين، بدءاً من تقاطع عصر وحتى باب اليمن، وإخلاء وزارات التخطيط والشباب والرياضة والنفط والمعادن من المظاهر المسلحة واستبدالهم بعناصر أمنية من الإدارة العامة لأمن المنشآت التابع لوزارة الداخلية وإعادة العسكريين والعربات والآليات العسكرية إلى معسكراتها الدائمة. وقال مراسل المصدر أونلاين إنه شاهد نحو عشرة من جنود الأمن المركزي يحملون هراوات ويتمركزون عند تقاطع عصر وقد اختفت المدرعات التي كانت متمركزة بجوارهم في وقت سابق.
وقال شاهد عيان ل«المصدر أونلاين» إن جرافات وصلت إلى بداية شارع هائل للبدء في عملية إزالة المتارس، لكنها سرعان ما غادرت المكان، مرجحاً اعتراض أحد الطرفين (الأمن المركزي - الفرقة). وعلى الرغم من أن عملية إزالة المتارس تعيق المرور إلا ان حالة تفاؤل وفرحة تبدو على وجوه سائقي السيارات والمركبات استبشارا بسير الأوضاع نحو هدوء وزوال مظاهر التوتر التي سادت خلال الأشهر الماضية. عبد الوهاب وهو سائق دراجة كان متوقفا بالقرب من آليات إزالة المتارس وصوت الأغاني يتصاعد من مسجل دراجته، قال انه يشعر اليوم بفرحة للبدء في إزالة المتارس التي كانت بالنسبة له «كابوساً». وأضاف في حديثه ل«المصدر أونلاين»: «أول بشارات الخير ان ترفع النقاط العسكرية والمتارس، كنا طوال الفترة الماضية منتظرين انفجار الحرب في اي لحظة لكن ربك رحم البلاد هذه». إلى ذلك، نقلت وكالة «سبأ» عن المتحدث باسم اللجنة العسكرية اللواء الركن علي سعيد عبيد القول ان اللجنة العسكرية باشرت بالعمل على تنفيذ الوحدات العسكرية والأمنية والمجاميع المسلحة لعملية إخلاء التمركز والتواجد في عدد من النقاط العسكرية والأمنية التي كانت قد نشأت في الأشهر الماضية جراء الأزمة السياسية والمواجهات العسكرية التي شهدتها أمانة العاصمة خلال الفترة الماضية. وأضاف ان أعضاء اللجنة المكلفين «وجدوا كل التعاون من الوحدات العسكرية والأمنية التي أظهرت انضباطاً عالياً والتزاماً بتوجيهات لجنة الشؤون العسكرية»، مشيراً إلى ان جميع اعضاء اللجنة «يعملون بروح الفريق الواحد ويسعون إلى انجاز مهمتهم في تحقيق الأمن والاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها¬». وأكد اللواء عبيد ان اللجنة العسكرية لا تزال مستمرة في مهامها المرسومة والمحددة وفق الخطة، مؤكداً على ضرورة تعاون الجميع لما فيه المصلحة العامة وتحقيق الأمن والاستقرار والسكينة العامة في المجتمع. وقد تشهد إزالة المظاهر المسلحة صعوبة في منطقة الحصبة حيث تبدو الثقة بين القوات الحكومية ومسلحي الشيخ صادق الأحمر مفقودة خصوصاً بعد تجدد الاشتباكات أمس وتبادل الطرفين الاتهامات بالتسبب في اندلاعها، رغم ان الطرفين أعلنا استعدادهما لتنفيذ توجيهات اللجنة العسكرية.