وصف سلطان البركاني محمد سالم باسندوه بالصديق العزيز وبالسياسي المجرب، وقال «إنه صديق عزيز لي وإن صداقة تربطنا منذ 23 عاماً»، لكن البركاني بعد هذه المقدمة الرقيقة، انتقد بشدة برنامج حكومة الوفاق الوطني الذي يترأسها باسندوه حيث وصف برنامجها ب«العمومي»، وقال انه برنامج يركز على الخارج ويهمل ويتجاهل الداخل. وقال رئيس كتلة المؤتمر الشعبي العام أثناء تقديم الحكومة برنامجها إلى البرلمان يوم السبت «إن الحكومة لم تكن موفقة، ولكن لا أحد يستطيع أن يسائل هذه الحكومة». وأضاف «لقد تناست الحكومة أولئك الثكالى الذين يعيشون الأحزان وكان أولى بها أن تعزي أسر الضحايا وأن تمسح دمعة الفقراء والمعدمين واليتامى». ووصف رئيس كتلة المؤتمر البرنامج الحكومي الذي جاء في 38 صفحة بأنه «غثاء»، مشيراً إلى أن القول بعودة الكهرباء ليس سياسة اقتصادية، ومتسائلاً «أين السياسات المالية والنقدية». وعلق البركاني على أحد أهداف البرنامج الحكومي بشأن توسيع شبكة الضمان الاجتماعي بأن ذلك «معناه إفلاس حكومي ومعناه أن الحكومة لن تحقق اقتصاد». وأسف البركاني لأن الشعب لن يطمئن إلى هذا البرنامج الذي «ليس فيه أي جديد» مؤكداً بأن 80 % من البرنامج ومن الكلام «سمعناه من الحكومات السابقة». وخاطب رئيس كتلة المؤتمر الشعبي العام دول مجلس التعاون قائلاً «لا نريد أن تعطونا السمك ولكن يجب أن تعلمونا كيف نصطاد السمك» في إشارة إلى توجه الحكومة لحشد الدعم الخليجي والدولي لتنفيذ برنامجها. لكن البركاني استدرك للتو قائلاً «ندعو أشقاءنا إلى مشروع إنقاذ اليمن بعد أن أكلت الأزمة كل شيء». وفي ختام كلمته البرلمانية اليوم (السبت) خاطب سلطان البركاني حكومة الوفاق الوطني «أعيدوا الكهرباء، أعيدوا النفط، وأعيدوا المحروقات للمواطنين». وقد عقب يحيى الراعي رئيس مجلس النواب، على مداخلة الراعي بالقول «حكومة الوفاق هي مشاركة هموم ومسؤولية وليست تقاسم مغانم وعلينا كلنا أن نتحمل المسؤولية في هذا الظرف الدقيق», وأضاف يحيى الراعي «نحن مع الحكومة ومع الوفاق وضد الفساد ولكننا لسنا مع الانتقائية أبدا». ثم أعطت الكلمة للمشترك، وتكلم زيد الشامي، وقال «إنني متفائل لأن المطالب والكلام الذي كان يقال في الساحات صار الآن مطلب يقال على لسان الأخ سلطان البركاني حيث وهو مع إصلاح الفساد المتراكم ونحن نشد علي يديه». وقال الشامي «نحن أمام توافق وقبلنا وساطة الآخرين وكان يمكن أن نصل إلى هذا المستوى قبل فترة ولكن لا نريد اللوم لبعضنا البعض في هذه اللحظة». وتمنى نائب رئيس كتلة الإصلاح في البرلمان الشامي على الحكومة أن تنجز كل ما جاء في برنامجها. وقال إنه مع المطالبات من الحكومة «بضرورة إرفاق قانون الذمة المالية، نريد أن ننتقل إلى مرحلة الرقابة والمحاسبة، رقابة الشعب للسياسات الحكومية، الشعب الذي يراقب على كل مستوى وعلى البرلمان أن يراقب الأداء ونريد أن نقيم الأخطاء وأن نتجاوزها وأن نمنع حدوثها في المستقبل». وطالب الحكومة بإطلاق سراح السجناء السياسيين والناشطين الشباب «حيث لا يزال أشخاص حتى هذه اللحظة في سجون الأمن السياسي والقومي وسجون سرية»، وقال «لا نريد أن يبقى سجين رأي أو سجين سياسي داخل السجون». وطمن الشامي الجميع قائلاً «نحن لسنا مع الانتقام ولا التصفيات ولا الأخطاء، وأتمنى أن لا يتكرر الخطاب السابق.. نحن مع تطبيق النظام والقانون على الكبير والصغير». النائب المستقل ناصر عرمان، قال إنه مع الحكومة وانه سيصوت لبرنامجها، وأضاف عرمان «لنكن منصفين أتت الأزمة على الأخضر واليابس وعلى كل ما تملكه البلد وهذا برنامج طموح». وطالب عرمان الأشقاء والأصدقاء أن يوفوا بوعودهم وأن يدعموا اليمن في مرحلته الراهنة، مؤكداً على أن الحكومة لم تتبنى برنامجها هذا إلا على أمل دعم الأشقاء الخليجية والأصدقاء، إذا حصل تقاعس منهم فلن ينتفذ شيء في هذا البرنامج. وقال ناصر عرمان، إن الأهم من البرنامج هو صدق النواب، متسائلاً «هل هي فعلاً حكومة وفاق أم ظاهرها غير باطنها؟».. وتمنى عرمان من الوزراء «أن لا يجعلوا مقراتهم مقرات لأحزابهم». قائلاً «هذا مرفوض» ومذكراً بتجربة الإئتلاف الحكومي لسنوات الوحدة عندما تحولت المرافق والوزارات الحكومية إلى مقرات للأحزاب. وقال عرمان «حينها كان الناس يعيشون أجواء الوحدة والفرحة وغافلين عن ذلك أما اليوم فلن نقبل أبداً أن تكرر الأحزاب تلك الأخطاء الفادحة». وطالب الأحزاب بأن تكون سنداً للحكومة «وأن تجلس جنباً إلى جنب مع الحكومة وأن تشتغل معها بروح وطني موحد وأن لا تأتي الأحزاب لتعمم على ممثليها في الحكومة ولذا أنصح الأحزاب أن يتركوا للحكومة أن تشتغل». وإذ طالب ناصر عرمان الكتل البرلمانية وكل النواب الرقابة على الحكومة، حذر في نفس الوقت من أن يقف أحد حجر عثرة أمام الاستجوابات في المستقبل».