ما قام به البركاني ضد صالح عجز عن فعله خصوم الرئيس الأمي. قد لا يعرف كثير من اليمنيين أن سلطان البركاني كان من الناصريين، ففسق عن أمرهم وانضم إلى ركب صالح الذي ارتكب الفظائع بقتل العشرات وسجن وتعذيب المئات من رفاق البركاني إثر محاولة أكتوبر التصحيحية 1979. وكما كان الجندي والصوفي حمود والصوفي أحمد وبن دغر أحمد ظواهر انفصام مرضية بتحولهم من تيارات الدعوة للتحرر إلى الدفاع عن العبودية للفرد والأسرة؛ إلا أن البركاني يندر تكرار وجوده في مجتمع التيارات السياسية. لم نشاهد في حياتنا شخصاً أهين أكثر من مرة أمام كاميرات التلفزة، وما خفي كان أعظم, ومع ذلك لا يحمر وجهه وهو يظهر من بين ملأ صالح ليقول كلاماً هو أعلم الناس بأنه معول يعمق به قبر صالح الذي بدأ سلطان بحفره عام 2006 عندما ادعى صالح أنه يريد دخول التاريخ من باب عدم الترشح، ليكون أول رئيس عربي شفاه الله من مرض السلطة، ويا لها من حفرة كان البركاني يرقص حولها رقصة الهنود الحمر، رقصة الموت لصالح. لقد أوقع البركاني وصحبه صالح في الحفرة 2006 وأهال عليه التراب 2010 بإعلانه قلع العداد, ثم استمر البركاني يمارس أشد أنواع الانتقام خلال مراحل الثورة الشعبية السلمية بإظهاره ذالك الوفاء المزيف رغم الإهانات التي رأيناها, كلما فكر صالح السير نحو المخرج أشار عليه ووسوس إليه سلطان بالسير نحو النفق المظلم. لست متفائلاً مادام البركاني- انتقاماً منه أو بوحي من شيطانه الخارجي- لايزال يشير على صالح أن اتجه نحو الزنزانة أو المشنقة, صحيح أن هناك آخرين غير محترفين لا يجيدون رقصة الموت كالهاوي أحمد بن دغر وغيره يحاولون مجاراة البركاني في إيصال صالح وأسرته وأقاربه إلى المصير الذي يستحقونه جزاءً وفاقاً لأعمالهم في قتل اليمنيين ونهب ثرواتهم. نعم هناك البعض مثل طارق الشامي خرج من حزب الحق إلى حق ابن هادي لكن طارقاً يختلف عن سلطان لأن طارق يمكنه العودة إلى قاعدته سالماً بينما البركاني وصل إلى القعر. ومع كل ما فعل نقول: شكراً سلطان على المساهمة الكبيرة التي أوصلت بها صالح إلى ما وصل إليه, صحيح أن أبناء تعز يشعرون بالخجل إنك من محافظتهم ومع ذلك سيكون لهم عزاء عندما يرون صالحاً مكبلاً وقد كنت الشيطان عفواً السلطان الذي أوقعه في الحفرة، ولسان حالك يقول: لا تلمني ولُمْ نفسك لو كنت مفكراً لعلمت اللحظة المناسبة للنزول من القطار ولما فتتك المحطة المناسبة. المصدر أونلاين