شيء غريب فعلا رغم كل ما حدث ويحدث إلا أن سلسلة استغفال الشعب لم تنتهِ ولا يبدو أنها ستنتهي برحيل صالح أو مصلح أو أياً كان!! لم افهم بعد ماذا تقصد الحكومة واللجنة العليا للانتخابات من الحديث عن انتخابات رئاسية؟ وكيف تكون انتخابات رئاسية بمرشح واحد وتوافقي رغم إنه لن ينافس سوى نفسه!! فلماذا انتخابات إذا!! ولماذا اللجنة العليا للانتخابات بجلالة قدرها أعلنت الخبر السار بأنها ووفقا للخطة الأمنية العظيمة سوف تقوم بنشر مائة ألف جندي، ولكل لجنة إشرافية ضابط وستة جنود..يا مجانين العالم أفتونا..ماذا يحدث هنا؟! ولماذا لجان أساسا.. ومئات الملايين من الأموال المستنزفة من قوت الشعب الجائع الفقير المعدم الحزين المنكوب المغلوب على أمره. ولماذا أساسا لجنة عليا للانتخابات ومئات الملايين وسيارات ونثريات ونفقات ومكافئات وبدل جلسات وتوزيع لجان بحق الله المعطي ..لماذا؟ هل نحن امة كاملة الرفاهية حتى ننفق كل هذه الثروة لأجل انتخاب مرشح توافقي واحد اتفقت علية بعض تيارات الشعب.. ورفضته تيارات أخرى.. والأغلبية لا تهتم ..وتريد استقرااااار... فقط... لا غير.. هل الهدف فقط ان يقال بأنه رئيس جاء بالانتخابات..أم لكي يقال أن صالح سقط في الانتخابات وفاز هادي!!!.. أم ماذا؟؟ أفيدونا أفادكم الله؟ أي عبث مستمر بأموال ومقدرات الشعب والى متى.. وكل من يأتي يتحول إلى ديكتاتور على شعبة وخادم لشعوب المنطقة والعالم .. الانتخابات ستمول خارجيا مثلا..ولو كان ذلك صحيحا وهو غير صحيح بالمطلق..لماذا نشحت أموال لانتخابات بما فيها من مهانة وذل وتبعية ونستخدم آلاف الجند لحراسة مرشح واحد بينما بلدنا تحتاج لجنودها في رداع وأبين وحجة وصعدة..وفي كل ارض اليمن التي تغلي بالمعارك والأزمات. وفقراء اليمن يحتاجون لكل ريال يمني لكي يعيشوا فقط في الكفاف ..ثم ما هذا التعالي من كل من امسك السلطة إلى حد أنه لا يسأل أصحاب المال وملاكه ومن يشحت باسمهم..هل توافقون على أن نصرف أموالكم في لعبة بلاي ستيشن جديدة اسمها انتخاب هادي!! ودعهم يختارون شكل اللعبة وحتى يمسكوا ببعض خيوطها ولو كذبا. امنحوا الناس فرصة واحدة في الحياة لأن يختاروا أين تذهب أموالهم ولماذا وكيف. كافئوهم على ثورتهم حتى وأوقفوا مهزلة الانتخابات ونفقاتها التي هي أشبه كثيرا بكل الصور باستفتاءات عهود خلت.. حكمها الأسد وصدام وحسني مبارك والسادات وصالح وغيرهم من حكام العرب وصارت موضة قديمة ذات نكهة لا تستساغ. توقفوا عن تحدي إرادة الشعب ورغباته ولا تمتهنوا ذكائه وخياراته وصبره ..امنحوا هذا الشعب قليلا من الاحترام. اعرف أن كلامي الآن لا يساوي الحبر الذي كتب به لدى الحكومة بطرفيها واللجنة العليا للانتخابات وكل من خطط لهذه اللعبة الممجوجة.ولكن الصمت يساوي الكثير والكثير في حياة قصيرة مهما طالت..والثورة التي انفجرت في وجه نظام صالح.كان وقودها الصبر والصمت ثم أتى الانفجار، ولكن للأسف أودى بحياة الثائرين لصالح اللاعبين .. ولا تزال اللعبة مستمرة.