كل شيء عندنا في اليمن يسير تحت خط فن الممكن، ولا يهم كيف يكون هذا الفن وما هي صفاته، وهل هو فن ثقافي أم فنٌ دهائي ومن هو الفنان ومن المؤلف ومن الملحن فالمهم عندنا أن نسمع طنين الطبلة ونشاهد الراقصين وهم يجيدون تحريك وممايلة أجسامهم يمينا وشمالاً والمشاهدون يصفقون، وتعلوا أصواتهم ، وصراخهم، وضحكاتهم دون أي وعي أو إدراك منهم على ماذا يضحكون ولماذا يصفقون؟ الساسة في بلادنا وفي غير بلادنا يحذرون من المنحدر الذي تسير فيه بلادنا والذي قد يؤدي بنا إلى الهاوية- لا سمح الله- ونحن في نفس الوقت نعلم ولكننا لا نريد أن نفهم أن الخطر محدقٌ باليمن وبشعبها من الجهات الأربع، فهل هو الغباء أم المكابرة أم هو الجهل الذي يتحكم بمصيرنا؟ فلم يَعُدْ باستطاعتنا التمييز بين الأشياء الموجبة والأشياء السالبة وعمى الألوان قد أصيب به الكثير من السياسيين في بلادنا فما عادوا ينظرون إلى ابعد من أنوفهم، يقول الواحد منهم "يومي يومي وغداً له رب يدبر أمره". كل هذا مقدمة لما أريد قوله، نحن نتكلم، وإعلامنا يتكلم وأبناء الشعب اليمني بجميع أطيافه يتكلمون عن تلك الأفعال الشاذة التي يقوم بها ثلة من الناس هنا وهناك، وكان أخرها ما حدث في محافظة أبين من تخريب للمنشآات العامة والخاصة وقطع التيار الكهربائي والاعتداءات على المواطنين الأبرياء وكذلك ما قام به هؤلاء النفر في محافظة لحج من شغب ونهب وقتل وتهديد بحق أبناء الوطن اليمني وقبلهم الحوثيين الذين واصلوا اعتداءاتهم ومازالوا رغم وقف الحرب واستجابتهم للشروط الستة ولكنهم مواصلين اعتداءاتهم وانتقامهم من المواطنين الذين وقفوا مع الوطن وشاركوا في حماية الثورة والوحدة من الغدر والخيانة. وما حصل بالأمس في برط ضد قبائل ذو محمد يثبت لنا أن الحوثيين لن ولم يخضعوا للقانون وللدستور رغم التقية التي يحتموا بها فهذا أسلوبهم الذي تدربوا عليه وأصبحت أيدلوجياتهم تقره فهل توفر الدولة الحماية لمن وقف معها؟ وما يجري في الجعاشن محافظة اب شيء يندي له الجبين ويعيدنا إلى أيام الجاهلية الأولى ويذكرنا بأيام الإمامة البغيضة عندما كان يتخذ المواطنين سخرة وتنهب أموالهم و يهجرون من قراهم وبيوتهم عندما تستباح بأوامر الإمام فأين الثورة ومبادئها اتجاه ما يحدث في الجعاشن لقد أصبحنا في محل السخرية والتندر بين الشعوب فهل حقاً هذا يحصل في يمن الإيمان والحكمة والحكم الرشيد؟ المواطنون يتساءلون ويقولون: لماذا الصمت المريب والتساهل العجيب! ولماذا المواقف الغريبة التي نشاهدها اتجاه الأفعال الشاذة لهؤلاء النفر من قبل الدولة وأجهزتها الأمنية؟ هناك ناس يعلنون صراحةً مواقفهم العدائية ضد الوطن وضد الوحدة الوطنية التي حرم الشرع والدستور الاقتراب منها ولكنهم لم يقتربوا منها وحسب بل اضروا بجسمها ضرراً فادحاً وأخيراً أعلنوا تشكيلاتهم الإرهابية التخريبية بواسطة وسائلهم الدعائية وأمام مراء ومسمع من الدولة وأجهزتها الأمنية بصنوفها المتعددة. إذاً ماذا نسمي تلك المواقف والأفعال التي يقوم بها المدعو/ طارق الفضلي في أبين؟ وماذا نقول: عن تلك اللجان التي أعلن عن تشكيلها وتسمياتها وأناط إليها أدواراً لا يقرها الدستور ولا القوانين ولا الشرع الإسلامي؟ هل نقف موقف المتفرج حتى تقع الواقعة وما أدراك ما الواقعة؟ لم يسلم أحداً من أذى الفضلي حتى علماء الأمة ومن وفروا له الحماية ايام ما كان ذليلاً مطارداً في الجبال لم يسلموا من لسانه وتهديده وبعد هذا كله نتساءل ما هو السر الذي يحول دون محاسبته ومحاسبته من كان على شاكلته؟ غريب ما يجري على ترابك يا وطني يا يمن الإيمان والحكمة، والأغرب منه غياب أصحاب الرأي المشورة وحكماء القوم فإلى أين المسير يا أبناء اليمن، ويا أحفاد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هو المصير الذي تنتظرونه؟ نعم أننا نتساءل وبتعجب ما هي الحكمة التي تجعل الدولة بأجهزتها الأمنية تقف موقف المتفرج للأفعال الشاذة ولماذا هذه المواقف الغريبة والصمت المريب والتساهل العجيب والمريب اتجاه هؤلاء المخربين ودعاة القتل والفتنة والعنصرية المناطقية؟ نحن لا نطالب الدولة بالعنف أو باستخدام القوة المفرطة، ولكننا نطالب بتطبيق القانون وإرساء العدالة وحماية الحقوق الخاصة والعامة وردع الخارجين على القانون أي كأنٌ كان وفي أي مكان وزمان إذا أردنا تنمية واستقرار وعدل يجب أن تطبق العدالة على الجميع صغيراً وكبيراً، فمن يخطئ يحاسب ومن يرتكب جريمة ينال عقابها المقرر قانوناً وشرعاً دون الالتفات إلى من هو ومن أي منطقة أو قبيلة فالقانون والمشرع وكذلك شريعتنا السمحاء لا يفرقوا في العقوبة بين عائلة أو قبيلة أو منطقة، وأخرى فكل جريمة لها عقوبتها وكل فعل مجرم له عقوبة مقرره في الدستور والقانون ونحن نطالب بتفعيل مواد التجريم القانونية اتجاه كل من ارتكب فعل يجرمه الدستور والقانون فهل هذه مطالب مجحفة أفيدونا أفادكم الله؟ وهنا اطرح سؤالاً على الأخوة المغردين خارج السرب والواقفين على أطراف شواطئ الوطن ينتظرون ما ستئول إليه الأوضاع، فإن تحسنت قالوا نحن كنا ندعي إليها وها نحن عائدون، وان خربت قالوا نحن كنا نحذر منها وها نحن مغادرون وسؤالي إليهم هو: هل تتفقون معي على هذه المطالب ، وما هي مواقفكم إن استجابة لها الدولة؟