الانطفاء المتكرر للتيار الكهربائي لا يخرّب الأجهزة الالكترونية والأجهزة الطبية وتتوقف العديد من المشاريع الحيوية والمصانع فحسب بل يمتد التأثير على كل الناس بمن فيهم الأطفال. هناك ارتباط وثيق بين انطفاء الكهرباء ومخاوف الأطفال وخصوصاً أثناء الليل، لأن الأطفال أضعف الناس في تحمل المخاوف من الانطفاء المتكرر للتيار الكهربائي. وتزداد المخاوف عندما يكون هناك من المحيطين بالأطفال يعانون أيضاً من الخوف من الظلام فقد يكون الطفل لوحده في الغرفة، أو في الحمام، وعندما تنطفئ الكهرباء يسمع صراخ المحيطين يظن الأطفال في هذه الحالة أن هناك أشخاصاً تحت السرير، أو يتوهم وجود كائنات أو أشباح وعفاريت. كذلك تتفاقم مخاوف الأطفال عند انطفاء الكهرباء وسماعهم أصوات المتفجرات للألعاب النارية، وخصوصاً في العاصمة صنعاء واجهة اليمن في أيام الخميس والاثنين، وفي منتصف الليالي هل من الضروري في الأفراح أن يفرح الكبار والعرسان وتسبب هذه الأفراح الرعب لكثير من الأطفال. تعتبر مرحلة الطفولة من أكثر المراحل التي تظهر فيها المخاوف من الظلام، وبالتالي عدم وجود بيئة صحية، بل بيئة ينعدم فيها الأمن والأمان مليئة بالقتل والعنف والتخريب، هذا يعني أن الملايين من الأطفال سيعانون من مشاكل عديدة، منها عدم شعورهم بالأمن والاستقرار، وضعف الثقة بأنفسهم وبعدم قدرتهم في المستقبل على اتخاذ القرارات المتعلقة بالتعلم واختيار المهن المناسبة لهم. كذلك في ظل هذه المخاوف من الظلام الناتج عن انطفاء الكهرباء مع تزامنه مع أصوات الألعاب النارية، وأصوات القذائف والمدافع، فإن هذا يؤدي إلى إصابة الأطفال باضطرابات في التنفس وارتفاع ضغط الدم، والقيء والإسهال والتبول اللا إرادي وإصابتهم ببعض الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب والمخاوف المرضية. الطفولة في اليمن لا نحميها فقط من شلل الأطفال، بل نحميها من الخوف والرعب ومن الأمراض العضوية والأمراض النفسية، نحميها بتوفير بيئة صحية مستقرة آمنة. لذلك نأمل من وزير الداخلية وأعضاء المجالس المحلية وعقال الحارات أن يعملوا جاهدين على منع استخدام الألعاب النارية التي تصدر أصواتاً مرعبة تخيف الكبار فما بالك بالصغار. كما نأمل من حكومة الوفاق الوطني الاستعجال بإصلاح الكهرباء وخصوصاً في واجهة اليمن، لنحمي الطفولة من خوف الظلام. المصدر أونلاين