قبل أيام من الآن جمع الفيس بوك بي مع أحد قيادات أحزاب اللقاء المشترك, فكانت أول سطوره «لماذا هذا الهجوم يا سقطري» فرددت عليه بالاستيضاح «نعم سيدي», فما كان منه إلا القول «لماذا هذا الهجوم علينا وبهذه الطريقة», وبصراحة كانت كلماته تلك غير مستغربة بالنسبة لي لأني قلت يوماً بأني «كفرت بالحزبية العمياء التي ليست إلا شعارات دون برامج وتطبيق ووعي بالديمقراطية» وهي التي دفعته للرد بتلك الطريقة والتي تعتبر كل مخالف لتوجهه عدو حتى يثبت الولاء لرؤيته أو يلج الجمل في سم الخياط, وهذا ما أعتبره إفلاساً من بعض كوادر أحزاب اللقاء المشترك والتي أصبحت تغرس اللاديمقراطية في جزيرتنا الغالية سقطرى.. أرضي وموطني ومسقط رأسي سقطرى التي كانت وما زالت تبهر العالم بطبيعتها وسحرها وطيبة أهلها وكرمهم رغم قلة الإمكانات أصبحت اليوم محط أنظار الساسة والكوادر الحزبية لغرض في نفس يعقوب مع علمي غير الأكيد أن قلوبهم لا ينتابها ذلك الشعور الذي ينتابنا نحن الذين تربينا وترعرعنا في جزيرة سقطرى عندما نتنفس عبق جزيرتنا أو نمشي على سواحلها الرملية الدافئة أو عندما تلمس مياه شواطئها أجسادنا, فقد وصلوا إلى جزيرتنا وكل ما يجول في خواطرهم وما يتردد على ألسنتهم «هل أنت إصلاحي أو مؤتمري أو اشتراكي.. الخ» بحيث أن رضوا عنك تكون مقدساً وربما تصل إلى مرتبة بابا يوحنا, ومن النادر جداً من يفكر في جزيرة سقطرى أو حتى يوعي الناس بمعنى الديمقراطية التي تحولت على أيديهم إلى «ذم قراطية» مما أدى إلى تدهور وضياع رابطتنا السقطرية المحلية.. إن أكثر ما يعيه أبنائنا في سقطرى شيء أسمه الوطن وأنه ليس هناك شيء أغلي منه, فنحن لم ننخرط في السياسة ولا في التحزب ومنذ بدأت تدخل تلك المصطلحات بطريقة فوضوية استغلالية غير ديمقراطية بدأ ذلك الحلم الذي أسمه الوطن بالتأرجح لأن الجميع يستخدمه من اجل مآربه فاختلت تلك الصورة في عقول البسطاء من أبنائنا, ومن هنا قامت الثورة وركب الجميع اليوم قطارها والتي نتمنى أن تصل رسالتها للجميع بأن من يريد الوصول إلى قلب أبناء سقطرى فعليه الاهتمام بنا كبشر وبجزيرة سقطرى الخالدة وأن نلمس ذلك، وأن يتم توعية الناس بالديمقراطية ونجدها في تصرفاته وأعماله وليس ديمقراطية من أجل مكانة ومنصب سياسي واجتماعي ومالي مرموق.. اليوم يقف المجلس الوطني لشباب أرخبيل سقطرى شامخاً من أجل تجميع الشخصيات والكوادر السقطرية الشبابية للنهوض والسير من أجل تحقيق أهدافها وليس تحقيق تلك الأهداف والرؤى الضيقة التي نشاهدها ونلمسها على أرض الواقع في كوادر تلك الأحزاب الكرتونية الخالية من أبسط أبجديات العمل الديمقراطي.