لاتُذكر ساحات وميادين الحرية في اليمن إلاَ ويذكر معها الشعراء ،الذين خطفوا الأضواء وخلطوا الأوراق وأزعجوا القادة والحكام ،مُواكبين الثورة ومسجلين أدق تفاصيلها . ففي خضم المشهد الساخن الذي تشهده البلاد يحضر الشعر بقوة ،مُعبراً عن الروح الثورية التواقة إلى الحرية ،وفي اللحظة الأولى لانطلاق الثورة كان الشعراء هم السَباقون في تسجيل اللحظة الثورية التي تحدت الانكسار ،وكالة أنباء الشعر تحاول من خلال هذا التحقيق رصد "الثورة الشعرية" في ساحات وميادين الحرية. علوان الجيلاني: الشعراء نجحوا في التعبير الجوهري لأحداث الثورة فهاهو الشاعر الكبير علوان مهدي الجيلاني رئيس لجنة الحريات باتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ،يؤكد بأن الشعر يواكب الأحداث ويسجلها لحظة بلحظة ،مشيراً إلى أن الشعراء نجحوا في التعبير الجوهري والدائم للأحداث والتطورات والمحطات التي شهدتها الثورة اليمنية، وهو التعبير الذي يكتسب الصيرورة والقدرة على البقاء في الزمن والحياة والوجدان. وأضاف الجيلاني " لقد تسابق الشعراء في استغوار هذا الحدث والتعبير عنه، من خلال تحويله إلى فلسفة شعرية عالية وراقية، عبر القدرة على الالتقاط اليومي والهامشي والمستقل في الحدث نفسه "
زين العابدين الضبيبي: عودنا الشعراء بأنهم مسعرون حرباً دائماً أما الشاعر زين العابدين الضبيبي أحد شعراء الثورة ،فيشير إلى أن الشعراء مسعرون حرباً دائماً، على حد تعبيره .وقال "ولا يختلف اثنان على أن ،الشعراء هم من المواكبين للثورات وكل الأحداث الإنسانية ،لأن الشاعر إذا لم يكن لسان حال قومه أو مجتمعه الذي ينتمي إليه، فما جدوى كتابته الشعرية، وما جدوى ما يكتبه ،لذا فالشعراء الذين واكبوا الثورة كانوا أكثر حظاً من غيرهم من الشعراء ،الذين ناقشوا أوضاع الشعوب وعبروا عن همومها وتطلعاتها وتجسيدها على أرض الواقع " يحيى الحمادي : أنجزت ثلاثة دواوين عن الثورة وبدأت باسم مستعار يعتبر الشاعر الشاب يحيى الحمادي أكثر الشعراء اليمنيين الذين واكبوا الثورة ،بل إن شاعرنا المبدع تنبأ بها قبل ميلادها ،فكتب عنها عشرات القصائد الشعرية ،فالحمادي الذي أنجز إلى اليوم ثلاثة دواوين شعرية تشرح مخاض الثورة وتسجل محطاتها المختلفة، منذ انطلاقها في شهر فبراير من العام الماضي 2011، استحق دون منافس لقب "شاعر الثورة اليمنية " حيث يقول الشاعر الحمادي " أستطيع القول بأني مواكب للثورة منذ إرهاصاتها الأولى ،فقد كنت أكتب باسم مستعار قبل انطلاقها بأشهر ،ولي نحو ثلاثة دواوين شعرية حول ثورة الربيع اليمني" ويشير الحمادي إلى أن الديوان الأول الذي يحمل عنوان " عام الخيام " سوف يصدره خلال هذا الشهر بصنعاء .فيما يصدر الديوانان الآخران اللذان يحملان عنواني ( سابح في بطن الثورة ) و( صاحبي السجن ) خلال الفترة القليلة القادمة . شعراء خلطوا الأوراق وخطفوا الأضواء إن المتابع لثورة الشعر التي واكبت ثورة الربيع اليمني ،يُدرك بما لايدع مجالاً للشك بأن "الثورة الشعرية " التي تصدرها عشرات الشعراء اليمنيين، نجحت في خطف الأضواء ،كما نجحت أيضا في خلط أوراق جميع السياسيين والحكام .فالمهتم بحال الشعر ،سيكتشف مواكبة شعرية دقيقة لجميع محطات الثورة اليمنية منذ ساعات مخاضها الأولى . لا صمت بعد اليوم ففي قصيدة رائعة للشاعر عمر إسماعيل بعنوان "لا صمت بعد اليوم " نراه يؤكد الصحوة من حالة النوم العميقة باتجاه الثورة ،مشدداً بأنه لاصمت بعد اليوم ، حيث يقول : سأمر رغم الكافرين بثورتي وسأبلغ الآفاق... بعد تخاذلي سأفيق من نومي العميق لأعتلي غضبي وأفتح للضياء مداخلي لا صمت بعد اليوم يلجم أحرفي فليسمع الطاغي صراخ قنابلي يمانيون يا أحرار
وفي موضع آخر نجد الشاعر علي الحزمي ،يحث الشباب على مواصلة المسير لنيل الحرية ،مشيراُ في قصيدته " يمانيون يا أحرار" أن الشعب قد سئم الظلم والتشريد مؤكداًعلى المضي في طريق الثورة حتى ولو سالت بحور الدم .حيث يقول: على ساحات من رسموا سطور المجد بالإصرار شباب الحكمة الشمّا يمانيون يا أحرار فسيروا يا رجال الله بعون الخالق الجبار فأنتم في سطور المجد أنتم..أنتم الأنصار سئمنا الظلم والتشريد...وإن سالت بحور الدم نعلن فوقها الإبحار سأفتح صدري العاري شجاعا لا أهاب النار وأصرخ في وجوه الذل لا لن تهدني الأسوار سأكسرها قيود القهر وأبنى موطنى والدار وفي قصيدة "ارحل يا علي " يشير الشاعر أبو أنس ،إلى أن الشعب قد أصدر قراره في رحيل علي صالح ،لافتاً بأن الثورة مبدؤها السلمية ولا يمكن الحياد عن هذا النهج . الشعب قرر "ارحل يا على" صمم وأصدر "ارحل يا على" واليوم عازم "ارحل يا على" ثورة يمانى إيمان وسلام ثورة على السلم منهاج ونظام انزع جذورك واترك النظام واسمع هتافات "ارحل يا على" افعل ما شئت فإن الدهر له يومان
وتجسد قصيدة "افعل ما شئت فإن الدهر له يومان" للشاعر "عجلان ثابت" المبادئ الأساسية للثورة اليمنية وأهدافها من رفض الحكم الفردي وتأسيس دولة مدنية تقوم على الأمن والعدل والاستقرار وترفض الفوضى والعبثية، حيث يقول ثابت: عهدًا يا شهداء الثورة إنَّا على درب الثوار لا للحكم الفردي الغاشم لا للفساد لا للظالم ثورة سلم وشعب مناضل في وجه الباغي إعصار لا للفوضى والعبثية ونعم للدولة المدنية نبنيها بنظام وحرية أمن وعدل واستقرار من أجل الوحدة ناضلنا ما نتخلى عن وحدتنا واللى يفرط ما هو منَّا احذر لا تلعب بالنار ما نتنازل ما نتنازل حتى الحكم الجائر يرحل وغير خيار الشعب ما نقبل والثورة عزم وإصرار. لم ننساكم يا شهدانا
أما الشاعر "جان وقاص" فلم ينس، شهداء الثورة اليمنية، فكتب قصيدة "لن ننساكم يا شهدانا" وفيها يقول : لن ننساكم يا شهدانا حققتم بالحق خطانا حررتم ظلمًا أعمانا للشعب أوصلتوا أمانا لن ننساكم يا شهدانا لن ننسى دمًا أحيانا وشهيدًا بالروح فدانا بكفه عدَّل ميزانا لن ننساكم يا شهدانا أشرقتم فجرًا أجلانا فجزيتم عنَّا بجنانا بيتًا فى الفردوس مكانا لن ننساكم يا شهدانا ارحل!
أما الشاعر هشام الوايلي ،فقد دعا في قصيدة له الرئيس صالح إلى الرحيل، مناشداً قادة الدول العربية بدعم هذا النظام ،داعياً الأنظمة العربية إلى الوقوف مع الشعب لا مع الحاكم. ياصالح السفّاح مالك بالسعيدة من محل إرحل وحل عنّا كفاك النصب والكذب اللعين من موطن إيمان بانادي إلى كل الدول ذي هم مع المخلوع منزوع الشرف متعصّبين كفّو مبادركم دعونا نكمل اللي ما اكتمل ثورة العز تتحرر من أيدي الغاصبين ? تدعمو من هو بأقرب وقت ممكن...يعتزل واتجاهلون الشعب ذي باقي على مر السنين والله مانوقف لو اعطيتم لنا مليون حل الا نحقق ماخرج من أجله المتظاهرين يسقط نظام النهب ذي خيرات شعبي قد أكل لو بايكلّفنا سقوطة دمّنا الغالي الثمين وتجد أصداء قصيدة هشام الوايلي دعم وإشادة من زميله الشاعر مجاهد العبيدي ،الذي أشاد بالزامل الذي أبدع فيه الوايلي ،فقال: يا الوايلي ياصوت ثائرعشت يالشهم البطل كم زاملك قوى العزايم شد أزر الثائرين باضم صوتي لك وباناشد معك كل الدول وأقول لهم ? تدعموا رمز الفساد والمفسدين لنا رجاء يااخواننا ?عاد تعطونه أمل لابد مايسقط ولو نخسر عليه أغلى البنين بالله عليكم اذكروا الحكمه وماقال المثل وماقضاه الشرع وماجابه إمام المرسلين هذا نظام فاسد وأنتوا تعرفوا كم قد قتل مدة ثلاثين عام بحال الشعب هم متعسفين ثورة إلى التغيير والساحات فيها النصر حل إن قال باينزل وإلا بانجي له زاحفين عبرة وفي قصيدة بعنوان "عبرة" يؤكد الشاعر المبدع يحيى الحمادي بأن حكم الله ماضٍ وليس له رد وأن الشعب حق ،فيقول: دِماءُ البَغيِ تُودِيْ بالبُغاةِ و حُكمُ اللهِ ماضٍ في الطُّغاةِ و مَوتُ الرَّاحِلينَ بلا عَزاءِ حياةٌ للحُفاةِ و للعُراةِ و أشباحُ المَنِيَّةِ إنْ أَحاطَت بِشَعبٍ صاحَ حَيَّ على الحَياةِ و كَم للهِ مِن عِبَرٍ و لكن قُلُوبُ الحاكِمِين خُذِي و هَاتي ********* أَلا ياسَيَّدَ السُّودِ المُكَنَّى عَميدَ الجاثِمينَ مِنَ الوُلاةِ لَقَد جَلَدَتكَ أرواحُ الضَّحايا بِحِقدِ جِراحِها جَلدَ الزُّناةِ و أَسْقَتكَ المَنِيَّةَ أُمَّهَاتٌ بكأسٍ مِن غَليلِ الأُمَّهاتِ و ذُقتَ المَوتَ مُرَّاً مِن أيادٍ تُعالِجُ عَجزَها بالمُعجِزاتِ فَهَل أيقَنتَ أنَّ الشَّعبَ حَقٌ ؟! أَجِبني _ هَل أَفَقتَ مِن السُّباتِ تَهَاوى (اللاَّتُ) و (العُزَّى) و لَمَّا رَكِبتَ الكِبرَ كُنتَ على (مَناةِ) ********* فلُوذوا بالرَّحيلِ و لا تَكونُوا ضَحيَّةَ مَن أَفاقُوا يا لِدَاتِي فإنَّ الشَّعبَ رُغمَ المَوتِ حَيٌّ يُجيدُ العَيشَ بالسَّبعِ اللُّغاتِ حاور أما شاعر النضال السلمي فؤاد الحميري ،فيقول في قصيدة رائعة له بعنوان " حاور" بأن النظام مهما ناور وقاوم وعاند ،فإنه في الأخير راحل لا محالة ،مشيراً بأن الرؤساء يتبدلون ،لكن الشعب لايتبدل ولا يتغير . حاور فإنك باطلُ ناور فإنك راحلُ قاوم فإنك ساقطٌ عاند فإنك زائلُ هي سنة لا تنقضي كلا ولا تتحولُ يتبدل الرؤساء أمَّا الشعب لا يتبدَّلُ يا أيها السفاح مه لاً فالقصاص مُعجَّلُ طوفان نوحٍ نحن يُغ رق من يخون ويدجلُ نأتي على قَدَرٍ فنُم هل إنما لا نُهملُ واليومَ يومُك يا عليُّ فقل لأهلك: ولولوا لسنا عبيدَ أبيك ته دينا لمن يتوسلُ لسنا بقايا تِركةٍ بكنوزها تتفضلُ لسنا نعاجك كي تذبِّ حنا هناك وتأكلُ قل لي إذا أنهيتنا فبمن غداً تتسوَّلُ عفواً نسيتُ فلا غدٌ لكمُ ولا مستقبلُ فاقتل وذبِّح واسفك ال دم أيها المتغولُ فإذا قتلت رجالنا فنسائنا ستناضلُ وإذا ذبحت شبابنا أطفالنا ستواصلُ نحن الحقيقة والحقي قة سادتي لاتقتلُ