تجرى الاستعدادات في اليمن للانتخابات الرئاسية المبكرة لنقل السلطة سلميا في 21 فبراير الجاري وسط تباين في الآراء بان تنهي هذه الانتخابات الأزمات التي عصفت بالبلاد منذ حوالي عام. وشهدت اليمن مطلع فبراير العام المنصرم 2011 ، اندلاع شرارة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي حكم البلاد لأكثر من 33 عاما. وجاءت دعوة الناخبين اليمنيين للتوجه لصناديق الاقتراع لاختيار المرشح التوافقي للبلاد في 21 فبراير الجاري عبدربه منصور هادي بناء على المبادرة الخليجية، والتي يدعمها قرار مجلس الأمن الدولي 2014. وحيث ينظر للانتخابات الرئاسية المبكرة بمرشح توافقي في اليمن على أنها نقطة فاصلة وتاريخية، تباينت الآراء حول هذه العملية وقدرتها في إنهاء الأزمات في البلاد. واعتبر الحزب الحاكم في اليمن ان مؤشرات التصعيد على الأرض من قبل المعارضة لا تدل على نهاية الأزمة اليمنية مع الانتخابات الرئاسية القادمة ، لكنهم متفائلون. وقال سلطان البركاني رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام ان لديهم تفاؤل بان تنهي الانتخابات الرئيسة في 21 فبراير الجاري الأزمة التي عصفت بالبلاد منذ أكثر من عام. ونقلت وكالة أنباء شينخوا عن البركاني قوله «إن كل المؤشرات على الأرض تدل على أن المعارضة ليس لديها النية في إنهاء الأزمة، وهناك تصعيد على الأرض من قبلهم، لكننا لا نزال متفائلين بان الانتخابات يمكن أن تكون نهاية للازمة اليمنية». من جانبها، اعتبرت المعارضة اليمنية، ان الانتخابات الرئاسية في البلاد ليست نهاية للازمة القائمة، وإنما مدخل حقيقي لإنهاء كل الأزمات التي عاشتها اليمن قديما وحديثا ، وان الانتخابات لا يمكن أن تزيل الأحقاد القائمة. ونقلت وكالة شينخوا عن الدكتور عبده العديني المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك قوله «إن الانتخابات الرئاسية المبكرة تعد المدخل الأساسي لإنهاء أزمات اليمن المتتالية، ليست الحديثة وحسب، بل والمتعاقبة على مدى 33 عاما وهي فترة حكم الرئيس علي عبدالله صالح للبلاد». وأضاف العديني انه بإجراء الانتخابات الرئاسية في اليمن 21 فبراير الجاري، تكون تحققت أحد أهداف الثورة اليمنية والمتمثلة بإسقاط النظام ، وبناء الدولة اليمنية الحديثة. وتابع «الانتخابات الرئاسية مدخل للتغير وبناء الدولة الحديثة، وهي نقطة تحول تاريخية من خلالها يكون تحققت أهداف الثورة، وبالانتخابات تحقق هدف إسقاط النظام، وبالانتخابات سنذهب إلى مرحله مزدهرة من خلالها سنبنى دولة اليمن الحديثة». واستدرك العديني قائلا «اليمن تمر حاليا بظروف صعبة ومعقدة، والانتخابات يمكن أن تحل بعضها، لكنها غير قادرة على إزالة الأحقاد والصراعات القائمة». وأكد بان الأزمات أو الإشكاليات القائمة حاليا في البلاد والتي جاءت نتيجة الأوضاع التي عاشتها البلاد خلال السنة الماضية، كالانقسام في الجيش مثلاً، وهي بحاجة إلى وقت لتجاوزها، مشيرا إلى أن الدخول في حوار وطني بعد الانتخابات الرئاسية كفيلة بحل كل تلك الإشكاليات، بما في ذلك إنهاء انقسام الجيش وإعادة هيكلته وفق منظور وطني. وبدوره قال ناشط في ساحة التغيير بصنعاء، إن الانتخابات الرئاسية ستحقق احد أهم أهداف الثورة وهي إزاحة النظام وإنهاء التوريث، لكنها لا تعني أبدا نهاية للازمات التي تعيشها اليمن. وقال الناشط زايد سلطان إن الانتخابات الرئاسية مثلت نجاحا للثورة الشبابية الشعبية لكنها ليست نهاية للازمات المتفاقمة التي تعيشها البلاد. وأوضح سلطان ان الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 فبراير الجاري ستمثل نجاحا للثورة الشبابية الشعبية في اليمن، خاصة في إزاحة صالح عن الحكم وإنهاء مسألة التوريث في الحكم. واعتبر سلطان أن الانتخابات تمثل نهاية لمبدأ الحكم من قبل الحزب الواحد وهي بذلك ستقلص من حجم الفاسدين في المؤسسات الحكومية مستقبلا. وتابع «بعد التأييد الشعبي في الانتخابات القادمة أعتقد أن هادي سيكون أقوى في اتخاذ قراراته، والأمل كبير من الرئيس القادم بان يسعى إلى إنهاء الأزمات المتفاقمة التي تعيشها البلاد، والانقسام القائم». وأضاف الناشط الشبابي بقوله: «بلا شك أن الأزمات لا تنتهي بهذه السهولة وأعتقد أن اليمن بحاجة إلى سنوات كي تعالج تلك الأزمات، وأظن أن خمس سنوات أو أكثر هو الوقت الذي تحتاجه اليمن لمعالجة التأثيرات التي تعرضت لها البلاد جراء الأزمة التي عصفت بها خلال الفترة الماضية».