مرحلة جديدة دخلها اليمن طوى بموجبها صفحة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ليصبح بذلك أول دولة من دول الربيع العربي تشهد انتقالاً سلمياً للسلطة بموجب اتفاق سياسي حفظ ماء الوجه لصالح، ولن يحاكم مثل حسني مبارك أو ينفى مثل زين العابدين بن علي، كما أنه لم يقتل مثل معمر القذافي. فصالح أنهى رسمياً أمس حكمه الذي استمر 33 عاماً بعد أن سلم في حفل بصنعاء الرئاسة رسمياً إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، الذي تم اختياره من قبل اليمنيين في انتخابات رئاسية مبكرة كانت أشبه باستفتاء بعد أن كان المرشح التوافقي الوحيد لهذا المنصب الذي أصر صالح على عدم تخليه عنه إلا عن طريق صناديق الاقتراع وهو ما تم حسب اتفاق انتقال السلطة.
إن ما حدث أوجد قواعد جديدة لتبادل السلطة في اليمن حسب ما قال الرئيس اليمني الجديد اعتبر خلال مراسم تسلمه السلطة من صالح التي حضرها رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الكبرى ولدول مجلس التعاون الخليجي الراعية لاتفاق انتقال السلطة إضافة إلى الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني ومبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر. إلا أن المهمة لن تكون سهلة بالنسبة للنظام الجديد لوجود العديد من الصعاب، فهناك ملف الجنوبيين الذين يطالبون بالانفصال إضافة إلى ملف الحوثيين في شمال اليمن وذلك خلافاً عن وجود تنظيم القاعدة الذي قد يعتبر أكبر تهديداً للأمن والاستقرار في البلاد.
ومن كل ذلك إضافة إلى الوعود التي اطلقها هادي لإعادة الأمن والاستقرار والتنمية في بلاده زادت من مسؤولية النظام الجديد، رغم انه سيتلقى دعما دوليا مناسبا لتحقيق ذلك، فإن على هادي الحرص على التوافق الوطني وتشكيل حكومة وحدة تلبي مطالب مختلف التيارات السياسية، وفي مقدمتها شباب الثورة الذين لولا تضحياتهم وصمودهم ما عاش اليمن هذه اللحظة التاريخية.
صالح سلم علم الثورة والحرية والأمن والاستقرار إلى أيد آمنة حسب ما قال في نهاية مراسم التسلم والتسليم في قصر الرئاسة في صنعاء، ومن هنا نقول انه لم يبق إلا أن تتكاتف أيدي اليمنيين جميعهم لبناء ما دمر واستعادة الأمن والاستقرار فهي اهم نعمة يتمناها الإنسان بتعاون الجميع. فلا بد للجميع أن يتعاون حتى ينهض اليمن من جديد. أما إذا تم الاستمرار بوضع اللوم على فئه أو على شخص أو ما إلى ذلك فلن يصبح اليمن سعيداً كمان كان.