تظاهر اليوم السبت أكثر من ألف من نازحي محافظتي صعدة وحجة رافعين شعارات تدعو الحكومة إلى إيقاف ما وصفوه بتمدد النفوذ الحوثي المسلح في مناطقهم، و«الاعتداءات» التي تطال السكان. وطالب نازحو ومهجّروا صعدة وحجة الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة بضرورة بسط نفوذ الدولة وسيادتها على جميع مُديريات ومناطق المحافظتين، والقيام بمسؤوليتها في حماية المواطنين وووضع حدٍ لما أسموه «التسلّط والإرهاب الحوثي» على أبناء تلك المناطق، بحسب البيان الصادر عن المسيرة. وطالبوا في بيانٍ صدر عن مسيرة «الإنسانيّة» التي نفذوها صباح اليوم أمام منزل الرئيس هادي في صنعاء «بتأمين عودة النازحين إلى قُراهم وبيوتهم، وتعويضهم عمّا لحق بهم من أضرار مادية ومعنوية». وكذلك ب«الرعاية الكاملة للنازحين والمُهجّرين قسراً من ديارهم رعايةً تحفظ لهم كافة حقوقهم الإنسانية والسياسية التي تليق بهم كمواطنين يمنيين»، و«رعاية وتعويض أسر الشهداء والجرحى والمعاقين». ودعا البيان إلى «إعادة إعمار ما دمرته الحرب من منازل ومزارع المواطنين ومؤسسات الدولة»، واستعادة الدولة للأسلحة التي بيد جماعة الحوثيين والتي قال إنها «تستخدم في إهلاك الحرث والنسل والاعتداء على المواطنين». وخاضت جماعة الحوثيين جولات حروب متكررة مع الحكومة منذ عام 2004، تمكنت خلالها في فرض نفوذها على محافظة صعدة، بينما تُتهم الجماعة بمحاولة توسيع نفوذها بالقوة في مديريات محافظة حجة. وطالب البيان الصادر عن المسيرة ب«إعادة النظر في إدارة الوحدة التنفيذية لّلاجئين»، ونقل مسؤولية إدارة الوحدة لأبناء المحافظة لأنهم «ليسو بحاجة إلى من يستثمر معاناتهم ويحوّلها إلى مشروع ثراء شخصي على حساب معاناة ومآسي النازحين» حسب تعبيره. والتقت مسيرة نازحي مديريات صعدة بحشودٍ من أهالي ومواطني مديريات مُستبأ وكُشر من محافظة حجّة أمام منزل الرئيس هادي، حيث توحّدت شعاراتهم ومطالبهم لأنهم حسب قول أحدهم «في الهمّ والمعاناة والمأساة سواء». وناشد نازحو صعدة وحجّة الرئيس والحكومة بتحمّل مسؤوليتهم «التاريخية والوطنية»، تجاه ضحايا «غياب سلطة الدولة»، كما ناشدوا «الضمير اليمني والعالمي وكافة القوى السياسية والوطنية» القيام بدورهم وتحمّل مسؤوليتهم الكاملة تجاه المواطنين والضحايا الذين «غُيّبت أصواتهم خلف إرهاب الحوثي وضاعت في زحمة انشغال القوى السياسية والوطنية بالوضع العام في البلد». وأكدوا على ضرورة اعتبار قضيتهم ذات أولوية ملحّة من قضايا الحوار الوطني المقبل، و«الأخذ بعين الاعتبار تمثيل كافة أبناء المحافظة بمختلف مكوناتهم وانتماءاتهم الفكرية والسياسة والقبلية». وعدم اختزال قضيتهم أو تمثيلهم على جماعة الحوثيين التي وصفوها بأنها صاحب «المشروع العنصري»، وتمنّوا ألا يقابل نداءهم «بالتجاهل والنسيان كما تم تجاهله وتناسيه في العهد السابق». وقال عددٌ من المتظاهرين إن أبناء المحافظة يعيشون منذ أغسطس 2004م «أوضاعاً مأساوية» غير مستقرّة بسبب غياب الأمن والسيطرة، ناهيك عمّا يعيشه آلاف النازحين والمهجّرين من ظروفٍ ومعاناة بعد تهجيرهم من منازلهم ومزارعهم، التي سيطر عليها الحوثي وأتباعه، وفرض على البعض «رسوم إدارية والزكاة».
الصورة من مظاهرة اليوم السبت (تصوير: نادية عبدالله).