أثارت الفعالية التي نظّمها حزب المؤتمر الشعبي العام السبت المنصرم داخل أكبر جوامع اليمن وجمعت رئيس الحزب، بحشدٍ من شبابه، تساؤلاتٍ عن قانونية استخدام المساجد للفعاليات السياسية الحزبية بكل ما تحتويه من توجيه رسائل سياسيّة عدائية، وتفاعلاتٍ شعبية كالتصفيق وترديد الشعارات. وتساءل البعض عن أسباب تجاهل وصمت وزارة الأوقاف التي يتولّى حقيبتها وزير محسوب على المؤتمر الشعبي، لمثل هذه «المخالفة» لرسالة المسجد، إذ لم يتضمن اللقاء الحزبي الذي جمع الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعدد من شباب حزبه أية عبارات وعظٍ وإرشاد، بل عبارات حمل مضمونها تلميحات لم تخلُ من التحدّي السياسي. الأمر الذي استدعى تفاعل أتباعه معه لمقاطعته حيناً بشعارات التمجيد، وأحياناً بالتصفيق، شجّعه على وصف الثورة الشبابية الشعبية السلميّة بأنها «ثورة بلاطجة». وقد حاولنا في «المصدر أونلاين» أخذ رأي وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد الشيخ حسن الشيخ -الخطيب الأسبق بجامع الصالح- بشأن قانونية استخدام المساجد للفعاليات الحزبية وليس فقط للخطاب الحزبي، لكنه اعتذر عن التصريح وأحالنا إلى وزير الأوقاف حمود عباد، الذي تعذّر التواصل به. نقلنا التساؤل لوزير الأوقاف السابق القاضي حمود الهتار فقال إن استخدام الرئيس السابق لجامع الصالح للفعاليات الحزبية «أمر مخالف للتقاليد وللعرف الرسمي المعمول به في وزارة الأوقاف وللوائح العمل الديمقراطي، التي تقتضي إبعاد المساجد عن الاستغلال السياسيّ، وتجنيبها الصراعات الحزبيّة». وقال الهتار ل«المصدر أونلاين»: «أستغرب قيام الرئيس السابق بعقد اجتماعٍ حزبي في جامع الصالح، وهو الذي كان يحث وزراء الأوقاف والإرشاد على النأي بالمساجد عن العمل الحزبي، وعدم استغلالها لمصلحة أي حزبٍ ولا ضدّه». وأضاف «ناصحاً» صالح ببيت شعري بالقول «لا تنهَ عن خلقٍ وتأتي مثله - عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ». وامتنع القاضي الهتار عن توجيه أي نصيحةٍ للوزير الحالي إزاء ممارسة صالح للعمل السياسي داخل المساجد، وقال إن «الوزير الحالي ليس بحاجة لمن يذكّره أو يلفت نظره لهذا الموضوع».