كثفت جماعة الإخوان المسلمين في مصر من تحركاتها لطمأنة الولاياتالمتحدة والغرب لاسيما بعد تقدم الجماعة، التي تحتفظ بالأغلبية في البرلمان المصري، بمرشح بارز لانتخابات الرئاسة الأولى منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك. وأجمع أعضاء في حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، خلال ندوة بجامعة جورج تاون الأميركية بالعاصمة واشنطن، على أن الجماعة تتحرك "لمد جسور التفاهم مع الولاياتالمتحدة."
وقال الأستاذ المساعد بجامعة مينيسوتا عبد الموجود الدرديري أحد نواب الحزب في مجلس الشعب إن "الحزب ملتزم بمبدأ مدنية الدولة وبأهداف الشريعة وليس بتطبيق أمور بعينها".
وأضاف أن "المباديء العالمية .. الحرية وحقوق الإنسان والعدالة للجميعهي الأولوية لحزب الحرية والعدالة" الذي أكد أنه يتمتع "بنهج وسطي".
وبدوره قال حسين القزاز مستشار جماعة الإخوان والأستاذ الجامعي السابق إن حزب الحرية والعدالة "ملتزم بتوسيع قاعدة دعمه في المجتمع المصري وتبديد المخاوف بشأن أهدافه".
وأضاف أن "الحزب سيكون مستقرا مادامت المواقف التي يتخذها معقولة بالنسبة لأغلبية الناس" معتبرا أن الأميركيين سيبدأون في فهم ما يرونه من الإخوان المسلمين عندما يطلعون على الحقائق، حسبما قال. وتحت ضغط السائلين المتشككين بشأن كيفية تعامل حزب الحرية والعدالة مع القضايا التي تتراوح من الدور الاجتماعي للنساء إلى حرية التعبير واختيار الديانة أكد وفد الحزب أن "الهدف هو مجتمع تعددي يحترم الحقوق الشاملة".
وقالت سندس عاصم عضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة "إننا في واشنطن لنبدأ مد جسور التفاهم مع الولاياتالمتحدة."
وتابعت قائلة "ندرك الدور شديد الأهمية الذي تلعبه الولاياتالمتحدة في العالم ونود أن تتحسن علاقاتنا مع الولاياتالمتحدة عما كانت عليه قبل ذلك."
لقاءات في البيت الأبيض في الشأن ذاته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاري كارني إن وفد حزب الحرية والعدالة التقى مع مسؤولين "من المستوى المنخفض" بمجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض ومن المنتظر أن يجتمع مع مسؤولين من وزارة الخارجية.
وقال كارني للصحافيين إن "جماعة الإخوان المسلمين ستلعب دورا مهما في حياة مصر"، وذلك من دون الخوض في تفاصيل حول فحوى محادثات وفد الحزب في واشنطن.
وخلال تواجده في واشنطن، سعى وفد الحرية والعدالة جاهدا ليظهر عقلانيا ومرنا فاقتبس أعضاؤه خلال أحاديثهم آيات من القرآن ومن الكتاب الأميركي "العادات السبع للأشخاص الناجحين"، كما صور أعضاء الوفد أنفسهم على أنهم الورثة الحقيقيين للثورة المصرية.
وعن هذا تقول سندس عاصم "إننا نسعى إلى تنفيذ مطالب الشباب الذين ثاروا في ميدان التحرير وهذه المطالب هي أولوياتنا."
وفي جامعة جورج تاون قدم الوفد عرضا باستخدام برنامج باور بوينت لشرح خطط الحزب لتشجيع تحرير الاقتصاد والإصلاح السياسي والشمولية الاجتماعية، كما أكد أن حزب الحرية والعدالة ق"وة معتدلة يمكن أن تحقق توازنا بين النشطاء العلمانيين والجماعات الإسلامية الأكثر تشددا".
يذكر أن جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست عام 1928 حققت مكاسب هائلة منذ اندلاع الثورة المصرية في يناير/كانون الثاني من العام الماضي.
ووسعت الولاياتالمتحدة نطاق انخراطها مع الجماعة لكنها المراقبين يرون أن واشنطن تتحرك بحذر وسط انتشار تشكك على نطاق واسع بشأن أهداف الجماعة خاصة بعد أن أعلنت ترشيح خيرت الشاطر نائب المرشد العام لها في انتخابات الرئاسة التي تجري الشهر المقبل على الرغم من تعهدها السابق بأنها لن ترشح أحدا لهذه الانتخاب