بصفتي صحفياً ومن أبناء محافظة ذمار، أرجو وأناشد جميع زملائي وأصدقائي الصحفيين والمراسلين أن يتعاملوا بقدر كبير من الحيطة والحذر الشديدين مع خبر وزارة الداخلية الجديد حول ضبط أجهزة الأمن شخصين (انتحاريين)، زعمت إن بحوزتهما حزامين ناسفين.. وذلك حتى تعلن نتائج التحقيقات ويظهر هذان المتهمان "المفترضان" أمام القضاء العلني.. إن جريمة السبعين الشنعاء الغادرة، أصابتني بشكل مباشر وفجعت عائلتي وقريتي -كما فجعت مئات العائلات والقرى اليمنية- باستشهاد أحد أبنائنا ضمن كوكبة شهداء السبعين المغدورين وهو الشهيد الشاب (عبدالرحمن أحمد صالح يحي قطران) رحمة الله عليه وعلى كل زملائه الشهداء معه وعصم الله قلوب أبويه وإخوته وقلوب آباء وأمهات وعائلات شهداء السبعين المغدور بهم، ولعل هذا ما يجعلني أكثر تطلعاً وشوقاً ولهفة إلى اليوم القريب الذي نثأر فيه لشهدائنا أو نشفي غليلنا على الأقل برؤية الجناة المجرمين المتورطين في تدبير وتخطيط وتسهيل الجريمة وهم يمثلون أمام القضاء والقصاص العادل.. لكني عندما قرأت خبر الداخلية هذا، لا أخفيكم بأني شعرت بإحساس عميق وخشية كبيرة بأن يكون هذه الخبر ملفقاً وجزء من الأعمال الكيدية التي قد تستهدف التغطية على الجناة والمجرمين الحقيقيين، كون هذين الشابين المقبوض عليهما بهذه التهمة الخطيرة ينتميان لمدينة ذمار وهما من أسرتين معروفتين وكل من يعرفهما ويعرف عائلتيهما وبيئتهما الاجتماعية يؤكد استحالة صدقية ما ورد في خبر الداخلية ويستبعد تورطهما في مثل هذه الأعمال الإجرامية الخطيرة.. لا نريد أن نستبق نتائج التحقيقات ونحن منتظرون إعلان تفاصيل التحقيقات لأسر الضحايا وللرأي العام، لكني أذكر الجميع بمدى خطورة أن تكون أجهزة الأمن والجيش والمخابرات خاضعة - كلها أو بعضها - لنفوذ وسيطرة وتصرف عائلة في نفس الوقت الذي تواجه فيه سيلاً من الاتهامات والشكوك الخطيرة، أقلها تهمة التسبب في هذه الجريمة الكبرى بالتقصير والإهمال.. !! ما أنصح به وأطالب به الآن في هذه الرسالة المفتوحة إلى كل من وزيري الدفاع والداخلية شخصياً وكذلك قائد الأمن المركزي الجديد اللواء فضل القوسي شخصياً كذلك، هو أن يتابعوا التحقيق بأنفسهم مع هذين الشابين الذماريين المعتقلين في هذه التهمة، فإن وجدوا ما يثبت تورطهما حقاً يتم إحالتهم فوراً للقضاء، أما إن كانا بريئين والقضية ملفقة ضدهما فليتحملوا مسئولية إنصافهما والحفاظ على حياتهما.. *يقول خبر الداخلية المذكور بحسب ما أورده موقع 26 سبتمبرنت: "ألقت الأجهزة الأمنية بأمانة العاصمة القبض على 2 من العناصر الإرهابية وبحوزتهما عبوات ناسفة بشكل أحزمة ملغومة حول خصريهما. وقالت الأجهزة الأمنية لمركز الإعلام الأمني إن الإرهابيين المضبوطين احدهما يدعى محمد نهشل 23 عاما والأخر جهاد سعيد الأسطى. موضحة إن ضبط المتهمين جاءت في إطار التحقيقات التي تجريها في جريمة السبعين الإرهابية التي تسببت في مقتل 83 فردا من منتسبي الأمن المركزي وإصابة 240 آخرين من الوحدات الأمنية والعسكرية عشية الاحتفال بالذكرى ال 22 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية."