بعد ان مضى على صالح أكثر من 33 عاماً ينعم فيها بلقب «فخامة الرئيس» وتغمره عشرات الألقاب الفارهة التي كان يخلعها عليه إعلامه، ويتزيد فيها الطامعون في عطاياه.. انتقل الى خانة الرئيس المخلوع أسوة بأسلافه المخاليع الذين أطاحت بهم ثورة الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا. تجوًز كثيرون في الأمر وصاروا يطلقون عليه «الرئيس السابق» وكأنه سلم الكرسي بالانتخابات دون أن تنصب خيمة أو يدوي شعار الشعب يريد اسقاط النظام متناسين انه لم يرحل إلا بعد أن سقط دماء مئات الشباب الذين ضاقوا ذرعاً بمصادرة السلطة واستحواذ العائلة على كل شيء في البلد، وأشعل مواجهات سقط فيها مئات الجنود الضحايا وهو يزج بهم في مواجهة قبائل أيدت الثورة. كما تناسوا انه لم يرحل إلا بعد ان تدخل العالم كله وبات للأمم المتحدة مبعوث يقيم بشكل دائم في اليمن لمراضاة صالح وكل واحد من أفراد عائلته على انفراد ليسلموا المؤسسات العسكرية والأمنية التي تشبثوا بها حتى آخر نفس، وليقنعهم برقع أيديهم من على الزناد حتى يجنبوا البلاد الحريق ويرفعوا عن العالم شبح تفكك الدولة في اليمن. ومنحه كثير من الاعلاميين لقب الرئيس السابق طمعاً في التخفيف من الشر الذي بات يمثله ومحاولة لطمأنته بأن بامكانه أن يعيش في البلد ويتركنا نعيش بسلام.. خرج صاحبنا ليسرد على ضحاياه ال21 مليون تاريخه المجيد ويقول ببجاحة انه الوحيد الرئيس السابق في الوطن العربي بينما هو ليس كذلك بل هو رئيس مخلوع لا يزال يمثل مصدر الشر الأول لليمن ويحرص على عقد اجتماعات يومية لإنفاذ رغبته في اجهاض كل محاولات الاستقرار في البلد والحيلولة دون خلق جو آمن ومطمئن يعيش فيه اليمنيون. وبمتابعة جدول اللقاءات اليومية للمخلوع فانه يحرص على عقد لقاءات مع مختصين في تخريب الكهرباء وآخرين في تفجير أنابيب الغاز والنفط وآخرين مهمتهم توفير الدعم اللوجستي للقاعدة وتسهيل مهمتها في مواجهة الجيش واستمرار السيطرة على أجزاء من البلاد. ويعقد لقاءات شبه يومية مع مجلس العائلة لتشديد قبضتهم على وحدات من الجيش واستمرار الإمساك بالخيوط الأمنية التي تسهل عليه الاستمرار في ممارسة هوايته في اشعال الحرائق.. كما يناقش مع قانونيين من أذياله يومياً السبل الكفيلة بعرقلة قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي مع امكانية تجنب الوقوع تحت طائلة العقوبات الدولية الوشيكة. ومع هذا كله يصر الاعلام المحلي بما فيه القريب من معارضي صالح على مخاطبته كرئيس سابق بينما تصر منظومته الاعلامية التي بناها على نحو متسارع مستفيدا من الملايين التي سرقها من قوت الشعب على تسميته بالزعيم. بل ان اذاعة «يمن إف إم» التي يملكها رئيس اركان الأمن المركزي وقناة اليمن اليوم المملوكة لقائد الحرس الجمهوري ظلت طيلة ايام عيد الوحدة تستقبل التهاني للزعيم صالح بهذا اليوم العظيم كون الوحدة ملك حصري لصالح وعائلته وهم وحدهم من حلبوها حتى كرهها الناس، وعلى طريقة الخطأ تكررت تلك الأيام عبارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح التي كان يكررها مقدمو البرامج والمتصلون.
يمكننا الإقرار معكم بأنه زعيم لكنه وبنوازع الشر التي تعتمل بداخله يصر على أن يكون «زعيم عصابة» وليس «زعيماً وطنياً». هو زعيم عصابة فعلاً، وكل ممارساته وتحركاته وتصرفات عائلته وأقاربه المتمردين على قرارات الرئيس هادي تؤكد ذلك، وتؤكد أيضاً ان معركتنا معهم لم تنته بعد، وان كان كثير من الاعلاميين سواء كانوا من اصحاب النوايا الحسنة أو ممن عاشوا على فضل الزعيم يعتقدون ان علينا ان نحسن الظن فيه وان الخطأ ليس عنده وانما عند جمال بن عمر الذي لم يحسن التخاطب معه وربما تخاطب معه بقسوة كما فعل من قبل عبداللطيف الزياني.