• هناك فارق كبير يجب أن يفهمه مضحك المخلوع وبهلوانه بين المخلوع حسني مبارك وفلوله، وبين المغدور محمد مرسي ورجاله.. الأول مغتصب للسلطة بالغلبة والتزوير، ورجاله شامة في سجل اللصوصية والفساد، والعهر السياسي والإعلامي، والدكتور مرسي رئيس منتخب بنزاهة لم يعرفها رئيس مصري منذ 60 سنةً، وهو أيضاً رئيس شريف طاهر اليد من مال الشعب ومن دماء أبنائه، ورجاله لم تسجل عليهم تهمة لصوصية ونهب واحدة! هذا الكلام نقوله للذين فرحوا بأن الإخوان صاروا فلولاً ونظاماً سابقاً كما هو الحال مع المخاليع العرب، بدءاً من مخلوع تونس ومخلوع اليمن وبينهما مخلوع مصر.. افرحوا واضحكوا ما شئتم، فهي سُنّة فعلها أسلافكم وافرحوا قليلاً ثم ابكوا بعدها كثيراً!
• الانقلاب العسكري في مصر له حسنات أيضا؛ فبالإضافة لحالة التعرِّي الأخلاقي وحركات «الاستربتيز» السياسي والإعلامي الذي قامت به القوى العلمانية والناصرية والشيوعية والمسيحيين السياسيين في مصر وغيرها، فإن من هذه الحسنات خلع القداسة الموهومة عن الجيش المصري، وكأنه نزل من السماء أو تربّى في محاضن الأنبياء.. والأدق أن يُقال عن الجيش المصري ما يقال عن القضاء المصري إن فيهما قضاة شرفاء مستقلين، وعسكريين شرفاء مستقلين.. أما الحديث السبهللة عن هاتين المؤسستين بشكل مطلق؛ كما حدث في اليمن خاصة؛ فهو نوع من القصور العقلي وتزييف وعي الناس.
فالجيش هو الجيش طالما نشأ وتأسس وتربّى على عقيدة لا علاقة لها باحترام اختيار الشعب، أو أن مهمته هي مواجهة العدو خلف الحدود وليس الشعب في الشوارع والمساجد، أو أن الذي يحدد السياسات ومحددات الأمن القومي والعداوات والأصدقاء هم المدنيون المنتخبون انتخاباً نزيهاً، وليس العسكر ولا المدنيون الذين يلعقون بيادة العسكري ليصيروا رئيساً للوزراء ونائباً للرئيس.. ويتجدد أمل المصابين بجنون العظمة في الوصول إلى رئاسة مصر، ولو على جثث المصريين!
وكما ألاّ قداسة لمؤسسة ولو كانت رئاسة الجمهورية، ولا قداسة لإنسان ولو كان رئيساً للجمهورية، فكذلك لا قداسة لمؤسسة ولو كانت مؤسستي القوات المسلحة والأمن، ولا لإنسان ولو كان ضابطاً أو جندياً، وما لم تتقرر هذه القاعدة فلا خير في جيش ولا ساسة ولا أحزاب، ولا مستقبل لممارسة ديمقراطية سليمة!
• عجائب! الآن صار الاعتصام أمام منشأة عسكرية جريمة، ومبرراً عند القوى المدنية المصرية (!) لارتكاب العسكر مذبحة في حق المعتصمين، وتحميل المسؤولية للداعين للاعتصام، أما ما حدث خلال الشهور الماضية من الاعتصام أمام مؤسسات الدولة «الهامشية» مثل دار الرئاسة، والاعتداء على منزل رئيس الجمهورية، وكل ما حدث من أعمال بلطجة وحرق وقذف بالمولوتوف، فهذه أعمال سلمية مشروعة!
التحريض ضد رئيس منتخب بنزاهة والدعوة لإسقاطه (تكرار صفة المنتخب من باب إغاظة الانقلابيين وعكفتهم في اليمن قبل مصر)، والدعوة إلى الاعتصامات والمظاهرات والعصيان المدني، وشل الحياة اليومية في البلد، وعدم الاعتراف بشرعية الرئيس المنتخب وحقه في إصدار إعلانات دستورية، والعمل ستة شهور لإقناع الغرب بقبول الانقلاب على الرئيس -كما اعترف البرادعي- كل ذلك «حلال بلال» ومشروع، ومن حقوق المواطنة، وتتفق مع المبادئ الدستورية، والقانون الدولي والانكشاري، أما رفض الانقلاب العسكري أو حتى الثورة المزعومة، والاعتصام السلمي، والدعوة لإسقاط الانقلاب سلمياً فحرام حرمة الدّم المصري (بدليل مذبحة الحرس الجمهوري) وقادة الرفض مطلوبون إلى النيابة العامة للتحقيق معهم بتهمة «الخروج على الشرعية.. الثورية»!
يا أولاد الإيه.. يا خايبين.. حتى في الانقلابات فاشلين؟
• موقف إيران من الانقلاب العسكري في مصر أذكى بكثير من مواقف عكفتها العرب وخاصة في اليمن، قد يكون السبب هو الفارق بين الثقافة والتعليم في البيئة الإيرانية مقابل الثقافة المتخلفة والتعليم البروست لأشياع إيران، وكم من عكفي كان سبباً في توجيه اللعن لصاحبه؛ تماماً كما قيل: إن الخلف الأجرب يجيب لأهله الشتيمة!
وقد يكون الفارق أيضاً بسبب الفرق المعروف بين الأصل.. والمسخ!
• كيف يمكن إصلاح الكهرباء وإعادة خدمتها بانتظام إن كان المخلوع وعصاباته لا يهدأون ولا يغفلون يوماً عن إصرارهم على تخريبها؟
الإنصاف يقتضي أن ينشط أعداء الإصلاح الكهربائيون لإقناع المخلوع وعصاباته أن يتوقفوا عن عمليات تخريب خطوط الكهرباء؛ وكمان بالمرة أنابيب البترول والغاز؛ ولو في رمضان واحتفاء بالانقلاب المصري، وباعتبار أن الشعب يعلم يقيناً أنهم هم المخربون، ويعرفون هدفهم من ذلك، ولو ظل عكفة المخلوع ألف سنة يحمّلون الإصلاح مسؤولية الفشل الكهربائي فلن يصدقهم إلا الأعكف منهم فقط!
• مع قدوم رمضان يغّير الحوثيون في صعد شعارهم من «هيهات منا الذلة» إلى «هيهات منا.. التراويح»! وهم بذلك يقدمون دليلاً جديداً على أنهم لا يفهمون في آل البيت ولا المطبخ.. وإلا فإن أئمة آل البيت الأوائل من لدن الإمام علي يقرون سُنّية صلاة التراويح، وجماعة كمان، أو كما جاء في مسند الإمام زيد بن علي في باب القيام في رمضان: «حدثني الإمام أبو الحسين زيد بن علي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: إنه أمر الذي يصلي بالناس (!) صلاة القيام أن يصلي بهم عشرين ركعة يسلم في كل ركعتين ...»!.
شغلتم أمّة محمد بحديث الثقلين وضرورة التمسك بهم، ها هم أئمة آل البيت يسمحون بصلاة التراويح ويهتم الإمام علي بتعليم المسلمين كيف يصلونها جماعة، والخلف الأجرب في صعدة يشن على التراويح حرباً شعواء وكأنها حفلة رقص!