ما قام به المجلس العسكري المصري تجاه الثورة المصرية خلال اليومين الماضيين اثبت حجم المؤامرة التى تدار ضد ثورة 25 يناير فى مصر ، فرغم الكثير من التطمينات على ضرورة تحقيق امال الشعب المصري فى الحرية والكرامة بعد ثورة الشعب المصري التى اطاحت بحكومة نظيف وبرئيس مصر المخلوع حسنى مبارك وأودعتهم السجن لينالوا جزائهم العادل امام القضاء ، كشف اليومين الماضين ان هناك من يريد تكرار سيناريو حماس عندما انقلب عليها محمود عباس وبمؤامرة امريكية اسرائيلية وبعض دول العالم العربي ، رغم نزاهة الانتخابات وشفافيتها وشهادة كل المنظمات الدولية والمحلية المراقبة للانتخابات النيابية انذاك حصل ما حصل وهو ما تكرر اليوم فى جمهورية مصر العربية فى اخراج تلك المسرحية الهزيلة فى اصدار المحكمة الدستورية ببطلان ثلث مجلس الشعب وإعلان المجلس العسكري بحل مجلس الشعب المصري الذي يعتبر اول برلمان مصري على مدي عقود يتميز بالنزاهة والشفافية يعبر عن رغبة الشعب واختياره من يمثله فى مجلس الشعب والشورى تفاجأ المصريون فى حل المجلس الذي لا يملك حلة إلا الشارع المصري عبر الاستفتاء المباشر لأنه صاحب الاختيار وهو صاحب الحل ان اراد ، وهذا ما يذكرنا بما حصل فى عام عندما فازت حركة الانقاذ الجزائرية فى الانتخابات بالأغلبية وقامت الدولة بالانقلاب على تلك النتائج ودخلت البلاد انذاك فى نفق مظلم بسبب عدم احترام خيارات الشعوب ، ولذلك المصريون توحدوا اليوم ضد هذه المؤامرة من خلال تشويه صورة الاخوان امام الشعب ومحاولة وضع حواجز بينهم وبين شباب الثورة طوال الفترة الماضية ولكن عندما ظهر الوجه الخفي للمؤامرة من المجلس جعلت كل القوى الوطنية المصرية تتوحد لإنقاذ ثورة 25 يناير وإنقاذها من محاولة الفلول ومن يدعمونهم فى الداخل والخارج التى ارتموا فى احضان اسرائيل 30 عاما لإجهاض الثورة والوقوف ضد مرشح الثورة الدكتور محمد مرسي فرب ضاره نافعة فلعل تلك المؤامرة كانت سببا فى اتحاد القوي الثورية لمناصرته والاستنفار من اجل نجاح الثورة والقضاء على اخر فلول النظام السابق وقطع الطريق عن عودة الفساد والمفسدين الى سدة الحكم . ونلاحظ ان هناك ترقب كبير من قبل الثورات العربية لمجريات الانتخابات الرئاسية ألمصرية وذلك لفهم تلك المؤامرة التى تدور فى مصر والتى يحاول بقايا الانظمة السابقة التقليد المباشر لها محاولين عمل ثورة مضادة لعلهم يستعيدوا ما حققته الثورة الشعبية الشبابية فى التغيير ولكن هيهات هيهات ان يتحقق ما يصبوا اليه فالشعوب اصبحت تملك من الوعى والثقافة الثورية الكثير فلا مكان لمن سرقوا ثروات البلاد 30 عاما وأكثر ان يستطيع وقف عجلة التغيير نحو الافضل فلابد لأهداف الثورة ان تتحقق حتى ولو طال الوقت قليلا فاليمن وتضاريسها وتقاليدها الشعبية استطاعت تحقيق الكثير من الاهداف ومنها سقوط النظام العائلي والبدء بهيكلة الجيش والبدء فى اجراء الحوار الوطنى والاصطفاف حول القيادة الجديدة وحكومة الوفاق الوطنى التى حققت انجازا كبيرا في القضاء على فلول القاعدة ومن يسمون انفسهم انصار الشريعة وكذاك دعوة كل الحركات الاخرى مثل الحراك والحوثي للمشاركة فى الحوار بدون شرط او قيد وهو ما كان له ان يتحقق لولا توحد الجيش واللجان الشعبية فى القضاء على ظاهرة الارهاب اى كان فكرة او نطرتة للواقع ، فنقول لمن يراهن على دعم الثورة المضادة فى مصر وفى سوريا واليمن انت تلك الرهان الخاسر ولايمكن لعقارب الساعة ان ترجع الى الوراء فبوصلة الثورة وجهة واحده تتجه نحو بناء الدولة المدنية الحديثة وفق الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد والدعوة الى المشاركة المجتمعية التى تعمل على تحقيق التنمية والأمن والاستقرار .