يبدو أن قناعات ما يسمى بجبهة إنقاذ الثورة في مصر المسيجة والرابضة وراء كتل اسمنتية وحديدية من التعصب المقيت لم ولن تتغير طالما والرئيس المنتخب ينتمي لتيار غير تيارهم.. لم يكن الإعلان الدستوري المكمل الذي أعلنه مرشح الثورة الفائز بالرئاسة بطريقة ديمقراطية نزيهة وشفافة لم يكن هذا الإعلان سوى القشة التي قصمت ظهر البعير وأخرجت ما في ضمائر القوم الذين راحوا يؤلبون على الشرعية الدستورية ما استطاعوا من العاطلين والحاقدين على كل ما هو إسلامي.. لا لشيء إلا لأنه إسلامي؛ لدى هؤلاء من العقد النفسية والأزمات ما يكفي ليرتكبوا كل ما ارتكبوه..! خلال ثمانية عشر يوماً من الثورة على مبارك لم يحرق الإخوان مقراً واحداً للحزب الوطني.. ولم يقلعوا شجرة ولم يقتلوا أحداً، بينما فعلت جبهة إنقاذ (الفلول) كل ذلك وهم لا يزالون في المعارضة ولما يصلوا إلى الحكم..! اليوم الإخوان المسلمون في أعلى هرم في السلطة، إنهم يديرون البلاد، ويمتلكون جزءاً كبيراً من القرار أو القرار كله “مجازاً” إذا ما فرضنا أن بقية الوزراء في الحكومة يخضعون للرئيس علاوة على تغييرات مهمة في الجيش والأمن يفترض أنها تحت إمرة الرئيس أيضاً بينما اليوم الواقع يتحدث أن القتلى والإصابات منهم ها هي ذي مقراتهم تحرق، تنهب.. إنها عربدة سياسية ليس لها في تاريخ السياسة نظير. لقد حدد هؤلاء موقفهم منذ الانتخابات.. إنهم لايريدون مرسي ولا أحداً غيره ينتمي للإسلاميين بل ولعل الكثير منهم رشح مرشح الفلول أحمد شفيق وإلا خبروني عن السر وراء التقارب الشديد بين المرشحَين، لقد حصل مرشح الفلول في الجولة الأولى على 25 % تزيد أو تنقص قليلاً وزيادة عليه بقليل حصل مرسي، بينما توزع بقية النسبة مرشحون جلهم محسوبون على الثورة وفي الجولة الثانية كان التنافس شديداً وبصعوبة فاز مرشح الثورة، فأين بقية الأصوات المحسوبة على الثورة!؟ أتوقع أن أصوات مناصري عبدالمنعم أبو الفتوح فقط ذهبت لمرسي اتكاءً على الدعوة التي وجهها لأنصاره وهي نسبة كبيرة تقارب ال20 % أو تزيد فأين إذن ذهبت أصوات بقية المرشحين!؟ هؤلاء الذين يدعون الانتساب للثورة ويمتون لها بسبب، أليس القول إنها ذهبت لصالح مرشح الفلول أو كثير منها قول على جانب كبير من الصواب. غير خجلين يُشيعون أنهم دعموا مرسي أو وقفوا معه ويقدمون اعتذاراتهم لمصر. يرون المؤامرة واضحة ولاتحتمل التأويل على محاولة إجهاض الثورة ومسارها الذي اختطته لنفسها ويستمرون – مكابرين – في خصامهم النكد وغير البريء. تصوروا أن مجلس الشعب اختاره ثلاثون مليون مصري، ويحل هذا المجلس من قضاء عينه المخلوع مبارك.. هذا المجلس الذي ظل صامتا إبان حكم مبارك على كل ما كان يحدث من تزوير وفساد وتسخير وهدر لأموال الدولة لرجالات الحكم القلائل ولم يخرج هؤلاء المدافعون عن الديمقراطية والمحامون عن الفلول بمظاهرة ولم يقيموا اعتصاماً ويشارك البعض في جمعية تأسيسية للإعداد للدستور لمدة خمسة أشهر وينسحبون في الأسبوعين الأخيرين وقد شارفت الجمعية على الإعلان عن الدستور في شكله النهائي.. ليقولوا أوه إيه ده أنتم يعني بتسلقوا الدستور..!؟ لكأنهم لم يكونوا أعضاء في جمعيته التأسيسة وحين دعاهم الرئيس للحوار رفضوا الدعوة.. مفارقات عجيبة تفتح أسئلة غائرة وكبيرة لكل هذا الصد والتجييش للشارع المصري.. مايعني أن وراء الأكمة ماوراءها، وأن رفض الإعلان الدستوري لم يكن أكثر من لافتة وستار للانقلاب على الشرعية.. تلك حقيقة لا تحتاج لكثير ذكاء للوصول إليها.. يقيناً أن الشعب المصري يدرك هذه المؤامرة وخيوطها التي ستبتلع إنجازه المهم أو لعله الأهم منذ عقود، لذا لن يدعهم يمروا!. رابط المقال على الفيس بوك