أثارت اتهامات ضد محافظ تعز، شوقي أحمد هائل، بفصل 22 طالبة من مدرستي نعمة رسام، وأسماء، بتعز، على خلفية مشاركتهن في الاحتجاجات الثورية بالمحافظة، ومطالبتهن بإقالة مديرتي المدرستين بسبب مزاعم فساد وإيواء «بلاطجة» قاموا بقمع المتظاهرين أثناء الزخم الثوري الذي شهدته المحافظة العام الماضي.. أثارت ردود فعل غاضبة وموجة استياء واسعة بالمحافظة شملت أطر بعض المكونات الثورية والمنظمات الحقوقية هناك. وشهدت محافظة تعز، أمس الخميس، عودة لزخم مجموعة متنوعة من الاحتجاجات أمام ديوان المحافظة، كان بضمنها تلك الاحتجاجات التي دعا إليها شباب الثورة الشعبية وحضرتها أعداد كبيرة من المحتجين، رفضا لقرار فصل الطالبات الذي أتهم محافظ المحافظة باتخاذه مؤخرا. وأكد حاضرون أن المحتجين هتفوا بهتافات ضد المحافظ على رأسها المطالبة برحيله. وأصدر المركز القانوني لمناصرة الثورة بتعز، بيانا صحفيا، قال فيه إن «القرار الصادر عن المجلس المحلي لمحافظة تعز، والذي قضى بفصل 22 طالبة من مدرستي نعمة رسام، وأسماء للبنات وذلك على خلفية مشاركتهن في الاحتجاجات الثورية والتي كانت تطالب بإقالة كل من مديرة مدرسة نعمة رسام ومديرة مدرسة اسماء للبنات بسبب قضايا فساد ومشاركتهن في تحويل المدارس الى ثكنات تأوي بلاطجة النظام البائد والذي كانوا يعملون على قمع شباب الثورة». حسب ما تضمنه بيان المركز القانوني، الذي حصل «المصدر اونلاين» على نسخة منه. وأعرب المركز عن استغرابة ل«صدور مثل هذا القرار في مثل هذا التوقيت بحق الطالبات الثائرات أثناء أداء الاختبارات النهائية للعام الدراسي الجاري»، معتبرا صدور هذا القرار وبهذه الطريقة، بأنه «قرارا غير قانوني، ويخالف النصوص القانونية لما في ذلك من عيوب الاختطاف والشكل والموضوع في مثل هذه القرارات الادارية»، حد توصيف المركز، الذي أستدرك في بيانه بالقول «بل والاغرب من ذلك ان تصدر من الهيئة الادارية للمجلس المحلي بالمحافظة دون اي اختصاص يخوله ذلك»، ومستغربا «في حين لم نسمع له اي قرارات اثناء ما كنت تعز تستباح وينتهك عرضها من قبل آلة القتل والدمار العسكرية خلال الفترة الماضية وكأن ما كان يحصل في المحافظة لا يعينهم لا من قريب ولا من بعيد».
وإزاء ذلك - طبقا للبيان - فإن المركز القانوني «يدين ويستنكر مثل هذه التصرفات الغوغائية واللا مسؤولة، والقرارات المخالفة للقانون على امل ان يبادر رئيس المجلس المحلي في محافظة تعز بإيقاف انفاذ هذا القرار». ولم يكتف المركز، بل حذر «من مغبة استمرار هذا النهج والذي يسئ لشخص محافظ محافظة تعز، الذي استقبله ابناء تعز بصدور رحبة..»، مرجعا تحذيره «لما قد يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية لا تخدم الاستقرار في المحافظة». لكن محافظ محافظة تعز، المعين حديثا بدلا عن المحافظ السابق، رد على منتقديه بنفي تلك الاتهامات، مؤكدا بأنه لم يصدر من جهته اي قرار يقضي بإيقاف الطالبات عن الدراسة. وذلك حتى على الرغم من أن توصيات لجنة التحقيق في القضية، والتي كان شكلها وزير التربية الدكتور عبدالرزاق الأشول، في وقت سابق لتعيينه، والتي أوصت في تقريرها بإيقاف الطالبات. وأعرب المحافظ أمس الخميس في تصريحات نشرها على صفحته الرسمية على «الفيس بوك»، عن استنكاره لما أعتبرها «محاولة تسييس الموضوع بطريقة حقا مخجلة تشير الى إثارة الرأي العام سلبا..»، داعيا الاعلاميين والصحفيين إلى «تحري الدقة والمهنية عند تلقي المعلومات والتأكد من صحتها ومصادر المعلومات التي يحصلون عليها..». وفي معرض توضيحاته، أكد المحافظ «وبالنسبة لهذه القضية فقد كانت من القضايا المتراكمة قبل تولينا قيادة المحافظة، وقد تم التوجيه فيها بتشكيل اللجنة من قبل وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الأشول أثناء زيارته للمحافظة».
وأضاف «وكانت توصيات اللجنة بعد العمل لأكثر من شهرين أهمها فصل مجموعة من الطالبات لإثارة الشغب والاعتداء على طالبات.. الخ، وحرمانهن من الدراسة لمدة عام».. لكن وخلافا لذلك، أكد المحافظ «وقد اتخذنا بدورنا قرارا باستمرارهن بالدراسة وعدم حرمانهن من دخول الاختبارات، وايضا ابقاء المدرسات الى حين الانتهاء من العام الدراسي». بل يؤكد المحافظ أنه أتخذ قرارا بإبقاء مديرات المدرستين في منازلهن «حرصا على عدم إرباك العملية التعليمية»، على الرغم من أن اللجنة أوصت بإعادتهن الى أعمالهن. وعليه، يختتم تصريحاته بالقول «ومن هنا ندعو الى عدم إثارة الفوضى لأسباب غير منطقية وغير صحيحة»، وعدا بأنه «سيتم نشر محتوى التحقيق وتوصيات اللجنة علنا بداية الاسبوع المقبل». وكان المحافظ، أنتقد في مطلع تصريحاته، الطريقة التي يتم بها تناول القضية، متسائلا «فهل هذا الأسلوب هادف الى بناء وتجسيد الطموح لتعز والحفاظ على السكينة العامة أم أنها محاولات لضرب وفاق النسيج المجتمعي في تعز من خلال توجيه الرأي العام ضد قيادة المحافظة بدلاً من الوقوف والمساندة الجادة التي نتوقعها من المجتمع المدني في هذه الظروف والتحديات العصيبة!». حسب تعبيره.