في كل الأحوال يبقى قطع الطريق العام جريمة في كل الدنيا ولا يلجأ إلى قطع الطريق إلا من لا تربطه علاقة بالمجتمع أو صاحب نوازع عدوانية أو من يستخدم وسيلة سيئة لمن لديهم خصومة مع الشعب واستقرار الوطن، بين الحين والآخر يقطع شارع جمال الشارع الرئيس بمدينة تعز قطع ( مثلاً) من قبل الجنود المنضمين للثورة الذين يعاقبهم البعض بقطع مرتباتهم على خلفية عدم ضلوعهم في قتل الناس، هنا يبدو قطع الارزاق مثل قطع الرأس وأكثر جرماً من قطع الطريق خاصة عندما يستقصد هؤلاء رغم أننا قد عفونا عن القتلة وأعطيناهم حصانة لينصب العقاب على الأبرياء والوطنيين، هنا تتحول جريمة قطع مرتبات وأرزاق هؤلاء أشبه بالحرابة والتخطيط لإثارة الاضطرابات وهو ما ينبغي الاهتمام بهذه المشكلة وحلها من الجميع من المحافظ إلى رئيس الجمهورية.. لكن هذا لا يبرر قطع الطريق العام وهذا ما فهمه هؤلاء المظلومون.. وبحسب علمي فقد ارتفعوا من الطريق فعلاً على أمل أن يتضامن معهم المجتمع والإعلام والمسؤولون الأسوياء. قبل يومين قطع الشارع أيضاً من قبل أناس لا ندري من هم وماذا يريدون وعندما سألهم الناس عن السبب قالوا بأن لديهم سجيناً يريدون الإفراج عنه.. هذا عبث وجريمة واعتداء صارخ.. يعني كل من يتشاجر مع أمه أو زوجته (يتحانك) على الطريق العام؟.. والخطأ الشائع أن تنسب هذه الأعمال للثورة والثوار مع العلم أن الثوار وخلال أكثر من سنة وفي قمة الثورة والدماء تنزف منهم لم يعمدوا إلى قطع الشارع إطلاقاً إلا أيام دك المدينة بالمدافع والدبابات ومحاولة عبدالله ضبعان ومراد العوبلي اقتحام المدينة وهو أمر خارج عن الإرادة لأن الثورة السلمية جاءت لحماية الحق العام وحفظ حق الطريق وعابر السبيل وليس قطعها. ليس من أخلاق الثورة ولا من ثقافتها قطع الطريق .. فابحثوا لكم عن (مشجب) غير الثورة والثوار.. نحن نعلم أين تكمن ثقافة قطع الطريق ومن العيب (تجريبها) في مدينة تعز تحديداً.. ارفعوا أصواتكم عالياً.. تظاهروا اعتصموا.. والناس ستتضامن مع القضايا العادلة بل عليها أن تتضامن كما في حال الجنود، فالتضامن العام مع القضايا العادلة يحقق قوة المجتمع وفعاليته.. لكن لا أحد يقطع الطريق لأن ذلك عقوبة للأبرياء على جريرة آخرين.. وخصومة للناس واعتداء على حقوق العامة وهو ماثار عليه الناس. ان قطع الطريق فعل يجب أن يجرم من المجتمع قبل الدولة كما أن الظلم واستغلال المنصب العام لقطع أرزاق الناس والاعتداء على حقوقهم بلا مسوغ قانوني هو جريمة أبشع ربما تفوق جريمة قطع الطريق، فقاطع الطريق يستخدم الأحجار وقد يستخدم سلاحه الشخصي لكن هؤلاء الأمراض يستخدمون الوظيفة العامة والدولة لتخريب المجتمع والاعتداء على حقوق الناس بما يتبع ذلك من تداعيات ودفع الناس لارتكاب الأخطاء والحماقات.