هناك أمور غريبة تجرى في ربيع اليمن الثوري وحكومته، ثوار مازالوا معتقلين رغم أوامر الرئيس بالإفراج، وهذه قضية تحتاج إلى بسط وانبساط. هناك ثوار يعاقبون وشخصيات تعاقب على موقفها الإيجابي من الثورة وبصورة منفردة، القضية ليست عامة بل تبدو انتقائية وتكشف عن خلل كبير في جسم الحكومة والثورة معاً. الدكتور عبدالملك منصور، شخصية وطنية معروفة وأحد أبرز كاتبي الميثاق الوطني ومؤسسي المؤتمر الشعبي العام ومندوب اليمن لدى الجامعة العربية أيام الثورة يُقطع مرتبه من قبل نظام «صالح» لموقفه الداعم للثورة والرافض للقتل والمطالب بتنحّي الرئيس السابق ومن موقعه المؤثّر والحسّاس (الجامعة العربية ) الأمر الغريب أن مرتبه مازال موقفاً حتى الآن، فإذا كان هذا مندوب الجامعة العربية فما بالك من قُطعت رواتبهم من المساكين والمغمورين؛ الأمر يحتاج إلى إعادة نظر في هذه المهزلة التي قد تكون روتينية وإدارية في بعض جوانبها، كما يحتاج التضامن الثوري وفاعليته إلى إعادة نظر هو الآخر مع أصحاب هذه الحقوق المهدرة سواء أكان سفيراً أم فراشاً. الدكتور عبدالله الذيفاني لم يكن يوماً مع النظام السابق؛ فهو معارض قديم، دكتور جامعي وشخصية مستقلة ولديه خصومة معروفة مع الفساد والفاسدين، كما لا يطيق السكوت عليه وهو من أبرز قادة الثورة وساحة الحرية ، رئيس المجلس الأهلي في تعز مازال نشاطه الثوري لم يفتر أو يتأثر بعوامل الإحباط المتعدّدة الوجوه.. وله مواقف معروفة في لم شمل الثوار والتقريب بين الاختلافات التي كانت تجرى بصورة شبه يومية في الساحة، الذيفاني اليوم هو الآخر يُعاقب منفرداً وبصورة أغرب عن طريق إيقاف مستحقات مركز البحوث الذي يديره والتابع للجامعة؛ وهو بالمناسبة من أهم المراكز على ندرتها؛ إن لم يكن الوحيد، وهو قرار يؤثّر على عمل ونشاط المركز ويضر بموظفيه، كما يتعرّض الذيفاني إلى حملة تشويه منظمة لمواقفه الثورية ومن أكثر من جهة. لا مشكلة لدى الدكتور الذيفاني ولا أوراق ضغط عليه سوى أنه ثائر ولديه أفكار واضحة يقولها (دغري) دون لبس أو (غمغمة) كما أنه لا يستخدم (حبوب) النفاق ولا حتى المجاملة لصالح (الصراحة) المباشرة التي تتعب كثيراً أصحابها وتقلّب عليهم الكثير من المواجع. استهداف انتقائي مثل هذا يكشف حالة اللا تغيير ووجود عناصر عاملة للنظام القديم ، كما يكشف خللاً في جسم الثورة ومنظومة التضامن الثوري المفترض فيها أن تكون أكثر تماسكاً وفاعلية مما قبل حتى لا يستهدف الثوار وقادتهم واحداً واحداً بصورة ظالمة ودون ذنب أو جريرة سوى الثورة والتوق إلى الحرية والتغيير ومحاربة منظومة الفساد التي تحتاج إلى نشاط دائم ومتجدّد وأساليب أكثر فاعلية سواء بما يخص محاربة الفساد وكشفه أم حماية الثوار والناشطين والتضامن الجدّي معهم وفضح المؤامرات عليهم كصورة من صور الفساد إن لم تكن أبشعها على الإطلاق. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك