قال وزير النقل الدكتور واعد باذيب ل"المصدر أونلاين" إن طائرة خاصة ستنقل جثمان الراحل هشام باشراحيل من العاصمة الألمانية برلين إلى مدينة عدن غداً الأحد. وتوفي صباح اليوم السبت ناشر ورئيس تحرير صحيفة الأيام الأهلية الموقوفة هشام باشراحيل (68 عاماً) بعد معاناة مع المرض في احد مستشفيات ألمانيا. وكان باشراحيل غادر إلى برلين في 24 ابريل الماضي للعلاج وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة. وعانى ناشر «الأيام» خلال السنوات القليلة الماضية من تدهور حالته الصحية، خاصة بعد إغلاق السلطات لصحيفته الأكثر انتشاراً في جنوب اليمن إثر تغطياتها لفعاليات الحراك الجنوبي.
وبعث الرئيس عبدربه منصور هادي برقية عزاء لأسرة باشراحيل في وفاه هشام «بعد حياة إعلامية وصحفية حافلة بالنجاحات المهنية وكان صوتا مسموعا ذائع الصيت على مستوى أرجاء الوطن اليمني الواحد». وبحسب وكالة الأنباء اليمنية، فقد أكد الرئيس في برقيته «أنه وبوفاة هشام باشراحيل فقد خسر الحقل الصحفي والإعلامي كله نجما لامعا من نجومه».
ونعى رئيس حكومة الوفاق اليمنية محمد سالم باسندوة الراحل هشام باشراحيل، وقال في برقية عزاء أرسلها لذويه أن «اليمن خسر بغيابه علماً من أعلامه ورمزاً وطنياً أصيلاً في نضاله المهني والوطني»، كما نوه بما تركه الفقيد الذي يعد من قامات العمل الصحفي في اليمن، من سجل مهني حافل، ومدرسة تستنير بها الأجيال، وكذا دوره الكبير في الدفاع عن حرية الرأي والتعبير. وقال باسندوة «لقد عرفت الفقيد الراحل عن قرب وكان مثالاً في الصدق والإخلاص، وقيم الشموخ والإباء، وبحر معرفي واسع، وصاحب صولات وجولات في العمل الصحفي والنضال المهني، بقلم لا يهادن ولا يستكين دفاعاً عن الحق والمبادئ، رغم كل المظالم التي تعرض لها وما عاناه ودفعه من ثمن في سبيل ذلك، لكنه ظل وكما عهدناه نموذجاً في الصبر وقوة الاحتمال». وأشار إلى «العطاء المتميز والتجربة الغنية لهشام باشراحيل في مواصلة مسيرة عميد صحيفة الأيام ومؤسسها في العام 1958م المرحوم محمد باشراحيل، والتي مثلت بعراقتها وتاريخها تجربة متفردة ومدرسة رائدة أثرت العمل الصحفي والإعلامي في اليمن». بحسبما نشرته وكالة «سبأ». وأضاف باسندوة «لكم يعتصرني الألم والحزن العميق بفقدان هذا الصديق والشخصية الوطنية والإعلامية، الذي مثّل بكتاباته وممارساته ومواقفه وصحيفته، الركن الأساس في الدفاع عن الحريات، والتعبير عن قضايا وهموم الوطن والمواطنين البسطاء، حتى لو أدى به ذلك إلى السجن والاضطهاد والملاحقة».
ونعت نقابة الصحفيين اليمنيين الصحفي المعروف الاستاذ الكبير هشام باشراحيل، واعتبرت أن الصحافة اليمنية خسرت خسارة فادحة بفقدانها أحد القامات الصحفية المرموقة وابرز رواد الصحافة الأهلية الذي أسس لصحافة حرة ومستقلة قريبة من قضايا الناس وتطلعاتهم.
وأضاف البيان أن الفقيد استطاع ان يجعل من صحيفة الأيام أبرز صحيفة يمنية أهلية ومدرسة صحفية خاصة لارتباطها بهموم الناس ومتابعة شأنهم حتى صارت لسان حال المواطن البسيط في مختلف مناطق اليمن.
وصحيفة الايام التي أسست في الخمسينات من القرن الماضي، وتوقفت بعد ذلك لفترة من الزمن لتستأنف الصدور عقب الوحدة اليمنية، تم ايقافها من قبل السلطات التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح وتعرضت مع ناشرها وهيئة تحريرها لحملات منظمة من القمع والتنكيل، وتركت آثارا وندوبا عميقة لم تندمل حتى الآن، ولم تعالج تبعاتها بعد. حسب بيان النقابة.