حذرت تركيا الثلاثاء من انها سترد عسكريا على اي انتهاك لحدودها من قبل سوريا التي اسقطت احدى طائراتها الحربية فيما دان الحلف الاطلسي في اجتماعه في بروكسل اسقاط الطائرة رغم انه لم يتحدث عن اي تدخل عسكري في سوريا. ووسط تقارير عن اشتباكات عنيفة بين مسلحي المعارضة السوريين والجيش النظامي حول مقار الحرس الجمهوري المكلف حماية دمشق وريفها في قدسيا والهامة ودمر، اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان "قواعد الاشتباك تغيرت بالنسبة الى القوات المسلحة التركية. فاي عنصر عسكري قادم من سوريا ويشكل تهديدا او خطرا امنيا على الحدود التركية سيعتبر هدفا" عسكريا.
وادى اسقاط المقاتلة التركية وهي من طراز اف-4 الى احداث انقسام جديد بين موسكو والغرب، حيث دان الحلف الاطلسي سوريا واعرب عن تضامنه مع تركيا، العضو في الحلف، فيما اكدت روسيا، الحليف القوي لسوريا، انه يجب عدم اعتبار الحادث متعمدا".
وفي اول تعليق روسي على الحادث الذي وقع الجمعة، قالت وزارة الخارجية في بيان "نعتقد انه من المهم ان لا يتم النظر الى الحادث على انه عمل استفزازي او مقصود، وان لا يقود الى زعزعة الوضع". الا ان اردوغان صعد لهجته واتهم نظام الاسد باسقاط الطائرة دون انذار بينما كانت في الاجواء الدولية.
وفي كلمة امام الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية في البرلمان، وصف اردوغان اسقاط الطائرة انه "عمل عدواني" و"اعتداء جبان من نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد" ضد تركيا.
وقال "تركيا ستمارس حقوقها المنصوص عليها في القانون الدولي بحزم، وستتخذ الخطوات الضرورية عن طريق تحديد الوقت والمكان والطريقة لذلك بنفسها".
وقال "هذا الحدث الاخير يظهر ان نظام الاسد اصبح يشكل تهديدا واضحا وقريبا لامن تركيا وكذلك لشعبه".
وشدد على ان الطائرة وهي من طراز "اف-4 فانتوم" اسقطت الجمعة خلال قيامها بطلعة تدريب غير مسلحة في المجال الجوي الدولي وليس في المجال السوري كما تؤكد دمشق، ولو انه اقر بان الطائرة دخلت الاجواء السورية "عن غير قصد" و"لفترة وجيزة".
وبناء على طلب من تركيا، عقد الحلف الاطلسي اجتماع ازمة الثلاثاء في بروكسل بناء على طلب من تركيا حول المسالة ترأسه الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن بحضور اعضاء الحلف ال28.
وقال راسموسن امام الصحافيين "هذا عمل غير مقبول ونحن نندد به باشد العبارات ... لقد اعلن الحلفاء دعمهم القوي وتضامنهم مع تركيا"، موضحا ان الحلف ما زال "يدرس" الملف.
واعتبر راسموسن ان الهجوم على الطائرة الحربية التركية "مثال اضافي لعدم احترام سوريا للقوانين الدولية وللسلام والامن وللحياة البشرية"، لكنه لم يات على ذكر الخيار العسكري.
ومضى راسموسن يقول "سنواصل المتابعة عن كثب وبقلق كبير للتطورات على الحدود الجنوبية الشرقية للحلف"، وذلك بعد مشاورات دامت بعيد الساعة للاستماع الى سفير تركيا وهو يعرض الحادث.
وتابع "اريد ان اكون واضحا: امن الحلف الاطلسي لا يتجزأ ونحن الى جانب تركيا بروح من التضامن القوي".
وعقد اجتماع الحلف بناء على طلب من تركيا التي استندت الى المادة الرابعة من معاهدة الحلف والتي تنص على انه بامكان اي بلد عضو في الحلف الاطلسي ان يرفع الى مجلس الحلف مسألة لمناقشتها مع باقي الاعضاء عندما يعتبر ان ثمة تهديدا لوحدة اراضيه او استقلاله السياسي او امنه.
وهي المرة الثانية فقط في تاريخ الاطلسي الذي تأسس في 1949 التي يعقد فيها اجتماع بناء على البند الرابع، وكانت المرة الاولى في 2003 حين عقد اجتماع بطلب من تركيا ايضا لبحث الحرب على العراق.
الا ان الحلف الاطلسي بدا مترددا بشكل واضح من الانجرار الى النزاع في سوريا.
واسفرت اعمال العنف في سوريا عن اكثر من 15 الف قتيل منذ اندلاع اعمال العنف قبل خمسة عشر شهرا. وقد اسقطت الطائرة الفانتوم-4 بينما كانت تقوم بمهمة تدريبية فوق المياه الدولية، كما ذكرت انقرة. واكدت دمشق انها انتهكت المجال الجوي السوري.