بلد سامقاً وشعباً عظيماً. ينحني العالمين كلهم أجلالُ . عندما لا نجد مثالاً رشيداً . تبهر الكل يا اكتمال الكمالُ . ليست احداث نادرة. وليست تصنعات بروباقاندية لكنها اخلاق يمنية محضة. هكذا أنتم أيها الرائعون تقدسون معاني الإنسانية في أرجاء الدنيا. انتم أمثلة تعجز الشعوب حتى عن التصنع والتشبة بها. تتشظى البلدان اختلاف وفرقة غير أنكم تتشظون مبادئ راسخة في اعماقكم كرسوخ شمسان ونقم. يراكم البعض شعب متخلف وتثبتون للعالم أنكم أكثر الشعوب حضارة وأخلاق. لا يزيدكم الاختلاف إلا توافقاً ولا تزيدكم المؤامرات إلا وحدة وتألف. كأني بكم وأنتم معجزة هذا الزمان, حين يرى الناس المستحيل ترونه أنتم سبلاً مذللة. وحين يعجز الناس تبدءوا مسيرات عطائكم. اجسادكم يمنية, وعقولكم دمشقية شامية, وقلوبكم كنانية مصرية، وسواعدكم طرابلسية ليبية، وثورتكم تونسية، تنزف جراحكم دماً فتستميتوا صبراً لتحتفلوا بعرساً تونسي، وتزداد ألآمكم حدةً فتتناسوها وأنتم ترقبون بقلق بالغ صراع الحرية الليبي، وتزداد مشاكلكم فتتناسوها لتدمع أعينكم لجرح سوري، وتطول معاناتكم فتبتسموا لها حتى لا يعكر صفو العرس المصري. ألئن كل العرب من اصول يمنية، أم لأن قلوبكم عربية، هل تهربوا من مشاكلكم فتدعوا الهم العربي، أو أنكم تجدوا الهم العربي يمني، وتدركوا أن كل عضوا في جسد الأمة يشتكي محتاج بالضرورة لتداعي سائر الجسد. أيها النبلاء. أصوات فرحتكم عانقت السماء بفرحٍ تونسي، وضلت أعناقكم ممشوقة وأكفكم مرفوعة حتى ابتسمت طرابلس وتعانقت مع بنغازي، وابتلت الارض بدمعكم على جروح حلب ودمش ودرعا وكل جرح سوري، وقبلت جباهكم الأرض شكراً لله وفرحاً بعرس مصري. إنكم تتشظون حباً، تتشظون مبادئ، تتمزقون لتوزعوا قلوبكم الطيبة النبيلة على أرجاء بلدكم العربي الكبير، إنكم أكبر من المعاني وأبلغ من الكلمات فألف تحية لكم. أختلفتم مع مافيا الفساد، فاجتمع يساريكم ويمينيكم ووسطيكم على قلب رجل واحد، قامت ثورتكم وعمل النظام على نشر الدسائس بينكم، فأضفتم إلى جمعكم العسكريين الشرفاء، والمشائخ الأوفياء، والمستقلين النبلاء، حاول المجرمون أن يجروكم للحروب فاجتمعتم وأتحدتم وتعززت وحدتكم جنوباً وشمالاً شرقاً وغرباً. إن اختلاف أيدلوجياتكم وتوجهاتكم وأرائكم ليس تشظياً، وليس تفرقاً، إنما هو وسيلة لتنقيح الافكار وتعديل المسار وتصحيح الرؤى، فلا تكترثوا فأخلاقكم الاصيلة ومبادئكم النبيلة وحكمتكم التي حباكم الله بها كل ذلك كفيل على أن يسير بكم إلى شط الأمان . كلي فخر لانتمائي لهذا الشعب الرائع، الشعب العروبي الإسلامي القومي. هذا الشعب الأكثر وعياً وثوريتاً.