من داخل الألم، والمرارة من حزن لا حدود له، اليمن الأرض والإنسان والحضارة والدور مستهدفة وفي قلب الحدث، لن نذهب بعيداً أبداً فهنا في القلب جراح أكبر من الجسد، أكبر من أي توقع، صحيح أن الوطن يكبر بالجراح ويسمو أبناؤه بالمحبة، بالوفاء، بالعطاء، ولكن بعض الجراح تكون أشد ألماً ووقعاً وإن كانت ستندمل، ستطوى، لأن الجسد حي نابض، متوقد. اليمن ليست خارج أي تفاعلات ومتغيرات عالمية، بل هي كما قلنا في قلب الحدث ولكنها قادرة على الخروج منه أكثر صلابة، أكثر متانة. اليمن مستهدفة بوحدتها وأمنها واستقرارها، برسالتها، اليمن التي ما كانت إلا أصل العرب جميعاً، لهم ماؤها، خبزها، أرضها دم أبنائها، ملاذهم يوم تفرج العالم كله على مآسيهم، اليمن وهي منذورة للآخرين، ثمة من يتربص بها لتصفية هذا الحساب، ودفع ما يجب أن تدفعه لأنها قلب العروبة النابض. أي حزن وأي ألم وأي واقع نعبر عنه؟!.. لاشيء يقال إلا أننا نذرنا دمنا لليمن، للإنسانية ونذرنا لقمة عيشنا، وجاء من يرد الصنيع قتلاً، وتخريباًَ وإثارة رعب وخوف وبأحط الوسائل، وإثارة الفتنة... أيها المتربصون بنا: يوم أن كان العالم يتمزق الى أشلاء وحاولت دول الاستعمار أن تصنع من كل بقعة جغرافية دويلة، وقدمت الوعود والإغراءات، يومذاك ثار الجسد المقطع أشلاء وانتفض وأعاد وحدة الوطن، لم تغر أحداً لا الوعود ولا المكافآت والمناصب، وانتفضت اليمن تحت راية واحدة، أيها المتربصون: من حمى الآخرين، وذاد عنهم، من قاسمهم لقمة العيش، من زرع الأمل والحياة حيث حل قادر على أن يحمي بيته ويصونه، قادر عل أن يلملم الجراح مهما كانت كبيرة.. الوطن باق بأبنائه، بدوره، برسالته، وسحابة المؤامرة ستنتهي وسيكون الفجر أكثر نقاء وصفاء. ان ما تتعرض له اليمن اليوم من حملات مغرضة من قبل أيادي الغدر والإجرام التي باتت معروفة الهوية والانتماء، وبإصرار من دولة شقيقة، يأتي بهدف إجبار اليمن على الانحناء للمساومين على طرح مشاريع تهدد وحدتها.. يبثون سمومهم لزعزعة أمنها واستقرارها ولإلهاء قيادتها بالاحداث الداخلية في محاولة واضحة لابتزازها سعياً للنيل من مواقفها الداعمة للقضايا العربية وقيامها كسد إقليمي يفشل المؤامرات والتصورات الخاطئة الهادفة اعادة رسم خريطة المنطقة وفق أهوائهم واجنداتهم الخاصة، لكن على الرغم من ضخامة المؤامرة وما يرافقها من تحريض وتهييج اعلامي ستخرج اليمن أقوى وأشد عزيمة بفضل وعي شعبها ووحدتها الوطنية. هؤلاء العملاء من أولاد الشيخ الأحمر والضابط علي محسن صالح المراهنون على زعزعة استقرار اليمن يراهنون على السراب فها هي اليمن تؤكد حضورها في كل المواقع وتخوض المعارك بالكلمة والمعرفة والديمقراطية والشرعية الدستورية ونذكر هؤلاء بأن العمالة هي العمالة، لا تخضع لميزان المساومة، والعملاء لا يقسمون إلى انصاف وأرباع، ولا أسباب مخففة لهؤلاء الذين هرعوا الى حمل السلاح كقتلة مأجورين في المدن والشوارع لاستهداف رجال الأمن.. يا علي محسن صالح ويا أولاد الشيخ / الأحمر أنتم تجار الموت، تصدرونه الى أبناء شعبنا الآمن، أنتم يا من تدعون حقوق الإنسان والوطنية ولا تخجلون من جرائمكم ويا من تدعون النزاهة وانتم منغمسون في الفساد ومنكم من قال عرضت علينا أسلحة ولكننا رفضنا؟! ولم يكلف نفسه أن يخبر أحداً من عرض عليه السلاح الذي سيأخذه غيره من العملاء لاغتيال شعبنا الآمن؟!.. وهذا ما حصل فعلاً، فقد وصلت الأسلحة يا قادة (المشترك) إلى مليشياتكم والى أصحاب السوابق وهي تستهدف كل فرد من أبناء شعبنا وخاصة رجال الأمن والجيش، وأصبح أبناء تعز هدفاً لتجار الموت، نعم تجار الموت الذين هم مجرد أدوات تنفيذية تنتهي صلاحيتها بانتهاء المخطط الإجرامي. أفلا تخجلون من أنفسكم وأنتم تشاهدون سفك الدماء وتستمرون بالتحريض؟! أنتم لستم سوى كتاب سيناريو رعب في هوليوود تنتظرون أجرا من سادتكم.