مطلع الشهر الجاري أعلنت الأممالمتحدة أن اليمن يواجه كارثة إنسانية تتمثل في 10 ملايين يواجهون كارثة المجاعة هذه ليست المرة الأولى التي تحذر فيها الأممالمتحدة أو صندوق الغذاء العالمي أو مسؤولين يمنيين عن وجود كارثة حقيقية في اليمن تتمثل بملايين الجائعين الذين لا يجدون قوت يومهم, بل أننا سمعنا في الأشهر الأخيرة عن مواطنين باعوا أدوات منازلهم للحصول على ما يسدون به رمق جوع أسرهم فلقد وصلت البلاد إلى نفق مظلم في عهد الرئيس المخلوع علي صالح ونتيجة للاحتجاجات الحاشدة التي استمرت ضد المخلوع لأكثر من سنة أزداد الوضع الاقتصادي سوء وقارب الاقتصاد على الإفلاس نتيجة للركود الاقتصادي أبان الثورة والنهب المنضم تحويلا إلى أرصدة في الخارج أو صرفا على بلاطجة يقومون بقتل وقمع شباب الثورة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أطلق المذيع المتألق في قناة الجزيرة والصحفي النبيل علي الظفيري مبادرة أطلق عليها «من أجل اليمن» يتحدث الظفيري بحرقة شديدة عن ما آلت إلية الأوضاع الإنسانية في اليمن والحاجة الملحة لإنقاذ ملايين الجائعين ويحشد الدعم ألأعلامي من خلال هذه المبادرة للتبرع لصالح اليمن دخل على خط التفاعل علماء وصحفيين ومثقفين خليجين وتفاعلوا مع المبادرة بقوة كانت أغلب المشاركات تنتهي أو تبدءا بهذا السؤال... ماذا نستطيع أن نقدمه لليمن؟ أو ما الذي نستطيع فعله لأجل لليمن؟ وهنا يكمن الفرق بين المشاعر الصادقة للنخبة المثقفة في الخليج تجاه اليمن وبين قيادات تلك الدول التي ظلت تتعامل مع اليمن بأنها مجرد دولة فاشلة لا تعنيهم وتتدخل في جميع شؤنها سلباً. كنت أتابع مشاركات العلماء والصحفيين الخليجين وهم يتحدثون عن ضرورة جمع التبرعات لأجل الجائعين في اليمن وأنا أبكي متحسرا لما وصلت إلية اليمن يمن العروبة والأصالة والحضارة, يمن التجارة والزراعة, يمن الجود والكرم بينما ينشغل اليمنيون أنفسهم بالوضع السياسي المفخخ بالألغام التي يزرعها صناع الفوضى بقيادة علي صالح وأصحاب المصالح الشخصية والمشاريع الصغيرة يجتاحني حزن شديد وأنا أتمتم يا ليتني مت قبل هذا ولم أشاهد هذه المناشدات لأجل التبرع للجائعين في اليمن ألسنا بحاجة كيمنيين لنسأل أنفسنا هذا السؤال ما الذي نستطيع أن نقدمه لليمن؟
أو ما الذي نستطيع فعله لأجل اليمن! ونحن الذين قدمنا كشعب ليس مساعدة أو مباهاة أو منة التبرعات لكثير من الدول كواجب نصرة لقضايا أمتنا العربية والإسلامية من فلسطين, إلى أفغانستان, إلى الشيشان... الخ, وما زلنا قادرين على القيام بذلك.
ثلاث طرق لتفادي كارثة المجاعة في اليمن أولا- تفعيل زمام المبادرة في العمل الإنساني بحيث تقوم الدولة رسميا بعمل الآتي: القيام بحملة إعلامية منظمة لحث اليمنيين في الداخل والخارج على التبرع للمتضررين من المجاعة. فتح حساب خاص بالحملة لتبرع لصالح الحملة كمساعدات عاجلة لإغاثة المتضررين من المجاعة. القيام بحملات تبرعات شعبية في المساجد والأسواق والأماكن ألعامه لصالح المتضررين.
ثانيا - ترشيد المال العام وحمايته من العبث. هذه المعادلة الظالمة التي فرضت على هؤلاء الجائعين فرضا يجب أن تنتهي في المستقبل القريب فالتقارير الدولية والمحلية تقول أن الفساد في اليمن يصل إلى أكثر من أربعة مليار دولار بحيث يزداد الفاسدين غنا فاحشا ويتجرع المواطنين فقرا مدقعا وما لم نصل في اليمن إلى حلول سريعة وفعالة توقف الفساد والعبث المستمر بالمال العام فسوف تكون العواقب وخيمة على السلم الاجتماعي ككل.
ثالثا - الاتفاق على ثوابت وطنية تضمن الاستقرار السياسي في البلاد. من مهمة مؤتمر الحوار الوطني أيجاد ثوابت وطنية تتفق عليها جميع الأطراف السياسية في البلاد بحيث تكون الضامنة لعدم اندلاع أي مواجهات مسلحة أو استخدام العنف الذي يخلف مئات الآلاف من المشردين ويحدث دمارا في البنية التحتية ويضر باقتصاد البلاد ويعجل بحصول الكارثة التي نأمل تفاديها.