وثيقه عمرها اربعين عاماً تثبت ان اوضاع الخارجيه كما هي. حركت الوثيقه التي عرضها احد ابناء الخارجيه، المياه الراكدة اكثر من كونها قد اثارت حفيظه ابناء الخارجيه وغضبهم وحسرتهم على وزارتهم عندما وجدوا أنهم عقب رحله طويله امتدت لاكثر من اربعين عاماً .. ان اوضاع الخارجيه هي نفسها ان لم تكن اسوأ مما كانت عليه. وخاصة بالنسبة لما يتعلق بمعاناتهم المالية وظروفهم المعيشية ناهيك عن غياب التأمين الصحي..وان كان حقيقة كادرها الحالي قد تطور اداءه نتيجة المنافسة الشديدة .. وفقا لزيادة الجامعيين وتخصصاتهم العالية مع ارتفاع البطالة والحاجة الماسة للبحث عن وظيفه بعد ان اقفلت الفرص للالتحاق في المرافق المغرية والتي تدر راتبا شهريا وفيرا، مقارنة بالمرتب الهزيل الذي يتقاضاه موظف وزارة الخارجية في الداخل والخارج على السواء. المهم ان الوثيقه ذات الاربعين عاما التي كتبها وزير الخارجيه في ذلك الوقت لم تكن الا شهادة حق على الاوضاع السيئه والمحزنه التي وصل اليها وضع الوزاره . والوثيقه من كتيب “الذكرى والفكرة” الصادر عن مؤسسة العفيف الثقافية إعداد الباحث حفيد المرحوم احمد محمد نعمان - لطفي فؤاد احمد نعمان . وهي عباره عن تقرير مرفوع إلى مجلس الوزراء في 29-5-1973م - والذي صدر لتشخيص الحالة في وزارة الخارجية التي كان يتحمل النعمان الابن مسئولية قيادتها في إطار رفع تقارير مماثلة من جميع الوزارات . وبالعوده لما تحتويه هذة الوثيقه التي اثبتت مما لا يدع مجالاً للشك وشخصت ما يحدث وحدث لوزارة الخارجيه اليمنيه وما تتعرض له من حملة منظمة ومستهدفة على قيادتها ومن اهم ما ورد فيها وما زال يعاني منه ابناء الخارجيه حتى يومنا هذا ومنها تعيين السفراء من خارج وزارة الخارجية من عسكريين ومدنيين. واعتقد انه لو تم تطبيق ماورد في هذة الوثيقه التي اوردت المشاكل بحلول موضوعيه لحلت مشاكل الخارجيه والدبلوماسيه اليمنيه منذ اربعة عقود خاصة وان هناك وزراء خارجية تناوبوا عليها وكان لهم صولة وجولة بل كان يقال عليهم بان لهم رجل في الرئاسة وأخرى قصيرة في الوزارة .. لكن الخارجية من سوء حظها العاثر لم تشهد لاوضاعها تحسنا ..بل اصبح الدبلوماسي اليمني مثار سخريه من الآخرين في الداخل والخارج .. خصوصاً ان المناصب العليا والمراكز القياديه بالسفارات تسلم لغير ابنائها الى من لا يملكون لغة عربية فصحى فضلا عن لغة أجنبيه واحده، بينما الشروط العسيره تطبق على الجامعيين المؤهلين المفترض منهم تشريف اليمن في الخارج كدبلوماسيين يمنين يفتخر بهم .. دون ان ينالهم نصيبا في رئاسة البعثات.. والتساؤل حاليا هل مكانة المؤسسة الدبلوماسيه اليمنيه على موعد مع العهد الجديد؟ سيما وان هناك اتجاها جادا بان تكون المرحلة الجديدة مرحلة تحول وتغيير نحو دولة مدنية حديثه يسودها القانون والعدالة وبالتالي الى تفعيل العمل الدبلوماسي مع كل الدول الشقيقة والصديقة للمساهمة في التنمية وبناء الدولة الحديثة التي حلم بها كل يمني وتحسين مستوى معيشتة وتوفير خدماته الضرورية.