اليمن أشبه بامرأة في الثلاثين من العمر، جميلة، ومكسورة القلب، لم يحالفها القدر أن ترتبط بالرجل الصالح، فقدانها لأهلها أصابها بالشلل المفاجئ، حتى بدت أشبه بامرأة عجوز ممتلئة الشحوب والشجون. تحلق حولها الجميع في لحظة واحدة: الاشتراكي اتهم النظام السابق بإنتاج سياسة "التعثير" التي أدت إلى إصابة المرأة بالشلل. والناصري، رفضوا منحة السفارة الأمريكية بعلاجها حتى لا تعود من أمريكا امبريالية. والإصلاح، قد فعل الواجب وأدى لها تنكة سمن وكيس بر، وصورها وهي تستلم الكيس والتنكة. والمؤتمر، يحمل علي محسن وحميد الأحمر عرقلة علاج المرأة العجوز على نفقة الزعيم. والزعيم قال مستعد أشلها معي أمريكا، بشرط الإمارات تحاسب علينا الاثنين!! والحوثيون قالوا هذا جزاء من يعادي "آل البيت" من الوهابيين النواصب. والزنداني قد هو يشوف المرأة عجوز، مريض، مشلول، وجالس يدور العمر وتاريخ الميلاد وسنة التخرج، يشتي يطلع إعجاز علمي. وباسندوة أبصر لها وافتقش يبكي. والسلفيون واحد يرقي لها، والثاني يقول له لا يجوز لمسها. وعبدربه، الله لا حملنا مدري هل هو موجود وإلا لا. والحراك الجنوبي يقول لديه وثائق تثبت أن المرأة المشلول شمالية، حتى لو أهلها من الجنوب. وصادق الأحمر ما حضرش ولا جاء، بس قال عدم علاج المرأة المشلول "عيب أسود"، أو أخضر فاتح. وحسن زيد بدأ بالحمد والثناء والتسليم على "آل البيت" و"آل العمارة" كلها، وأكد أنه قد قرأ عن نفس هذه الحالة في كتاب علي شريعتي.. والسلام عليكم. والرفيق قاسم سلام قال احنا نحترم "الماجدات"... لكن الراقدات مش علينا.. والمرأة مشلول وتحتاج رقود. وجمال بن عمر وعد بإدراج اسمها ضمن تقريره إلى مجلس الأمن.. وطالب بضبط النفس. وتوكل كرمان أعلنت من أمريكا تضامنها "الناشف" مع المرأة العجوز.. ولا أدت خمسة ريال. وحميد الأحمر أعلن احترامه للمرأة وقال هي الأم والأخت والبنت... وطالب بإقالة أحمد علي!! وخالد الآنسي أقسم بالله الذي رفعهن سبع وخفضهن سبع ما يخرج من الساحة إلا بعدما يعالجوا المرأة العجوز. ونايف القانص كان هو الوحيد اللي خلي المرأة تتمنى الموت ولا تشوفه. طيب يا جماعة شوفوا منحة علاجية من الملك عبدالله، قالوا الملك قد وجه بالمنحة بس السفارة مغلقة. حتى النائب الحزمي وعد أنه سيجمع لها حق علاج من المساجد والتجار، الله يعينه، أول أمس حرك قافلة غذائية إلى غزة، والعالم كله يصيح: في العالم مليون طفل مهددين بالموت جوعاً، بالله عليكم في فرق بين رأس الحزمي، ورأس جنبيته، اللي ناوي يرجع بها ثاني مرة إلى غزة. آه.. يا وطني الحبيب.. حقاً: جمال بن عمر وحده ليس من بقايا النظام.