في ظل صعوبة تشكل قوة ثالثة على قاعدة عريضة ومتينة اجتماعياً وسياسياً : سيظل الحزب الاشتراكي- رغم كل معاناته الرهيبة التي تلاحقه منذ حرب صيف 94م - قوة الضمانة الوحيدة التي بإمكانها أن تنقذ هذا البلد. نعرف جميعاً أن كل قوى المصالح المكرسة ضد تطلعاته في إصلاح مسار الوحدة والإصلاح الشامل للنظام السياسي، على أنه الأرفع في مسألة التنوير الوطني، كما هو المنقذ المثالي من هذا النفوذ التقليدي للقبيلة، وبالتالي من مختلف أعداء الحرية والحقوق والمواطنة المتساوية ودولة النظام والقانون والمؤسسات . ولقد خاض تجربة المشترك رهناً بحيويته وخياراته من أجل الحفاظ على الوحدة والنظام الجمهوري وتعميق الديمقراطية والشراكة والدفع بعجلة الحداثة والتنمية والعدالة الاجتماعية إلى مستويات متقدمة ، مقتنعاً بأن انتشال اليمن من أزمته الشاملة وإنجاز عملية تحديثه ليس مسؤولية فئة اجتماعية أو حزب سياسي بمفرده بل بتضافر سائر قوى المجتمع صاحبة المصلحة في التنمية والدمقرطة والتمدين. لذا عليه أن يدرك مقدار قوته جيداً في ظل هذا التراكم النضالي ضد التخلف ..أن ينظم طاقاته على نحو صحيح.. أن يتحدث بثقة عن همومنا من أجل مستقبل فاعل وخلاق.. أن ينتقد أخطاءه السابقة ليجدد خطابه ويشكل أهم عامل موضوعي للتوازن المأمول الذي لايزال مفتقداً في هذا البلد، التوازن الذي يتحدث بأحلام الشعب ويحتضنها بما يمنح المواطن عزته وكرامته بدون تمييز ،كما يقود إلى تحقيق غاية ثورته في قيام الدولة المدنية الحديثة، وفي السياق ذاته تفرض المسؤولية التاريخية والأخلاقية على الحزب الاشتراكي جدية العمل المتفوق من أجل إزالة آثار ونتائج حرب صيف 94م وحل القضية الجنوبية- دون وصاية طبعاً على الجنوبيين- بشكل سوي وعادل.