أستاذنا الحبيب فهد القرني : لقد كان همك همنا في الأجزاء الثلاثة الأولى من المسلسل الكوميدي الرائع (همي همك) , وقد عالجت فيها بعض القضايا الاجتماعية الهامة , وفتحت فيها مع زملائك نقاشا هاما حول الحقوق والحريات , وسلطت الضوء على أحوال بعض المناطق المظلومة في اليمن , وعالجت فيها بعض الظواهر السلبية التي يجب أن تذهب من المجتمع اليمني من غير رجعة , ونحن ندعو لك وزملائك دوما بالتوفيق والنجاح , ونقدر ما تحملونه من هم وما تبذلونه من جهد رغم بعض المخالفات الشرعية التي صاحبت حلقات تلك الأجزاء .. أما الآن فماذا نقول عن مسلسل (همي همك 4) ؟ هل ما زال همك همنا وقد أصبح ما يطرح في هذا الجزء من قضايا تهم الوطن في خانة المعلوم لدى المجتمع اليمني أو في خانة المكرر في الكثير من المسلسلات الأخرى ؟ أم أن الأمر أصبح همك أنت وحدك وقد تنازلت عن الكثير من الضوابط الشرعية التي رفعك الله بها بين أهل اليمن الذين عرفوك مربيا وداعية إلى الله ومدافعا عن حقوق المظلومين ؟ أما تعلم وأنت فنان الشعب أننا جمهورك الذين ما أحببناك إلا في الله تعالى لالتزامك بتلك الضوابط التي تنازلت عنها ورميتها وراء ظهرك ؟ أستاذنا الحبيب فهد القرني : لعلك تتساءل الآن : ما هي الضوابط الشرعية التي تتحدث عنها في رسالتك هذه ؟ وأنا أجزم أنني لست الوحيد ممن يحبك في طريق الخير والدعوة الذي يقوم بتذكيرك بهذه الضوابط , ولستَ ذاك الجديد على الفقه الشرعي الذي يجهلها حتى نقوم بتعليمك إياها , ولست ذلك الصغير الذي يعرف الصواب والخطأ فيختار طريق الخطأ , وهذه الضوابط التي تنازلت عنها في هذا الجزء من المسلسل والجزء الذي قبله من البديهية بمكان لا يجعلك تتساءل عنها إن كنت ستتساءل ..
أستاذنا الحبيب فهد القرني : لقد رمتنا أكثر القنوات الفضائية بالكثير من الغثاء بما تقدمه من قدوات سيئة لأبناء المسلمين في برامجها ومسلسلاتها وأفلامها التي لا تضع أي وزن للضوابط الشرعية , وتعتمد في غالب أعمالها على الإثارة بأنواعها وعلى المتاجرة بالمرأة كأنثى فقط لا كعنصر له دوره في بناء ثقافة الأمم والحضارات , فهل قصرَت في دورها المشين حتى تكمله أنت بما تؤديه في هذه المشاهد المؤذية لكل مشاعر الشباب المحب لدينه والتزامه ثم لأستاذه ومربيه سابقا المخرج فهد القرني حاليا ؟
أستاذنا الحبيب فهد القرني : هل الهدف فقط أن نقدم شيئا في رمضان لننال رضا جماهيرنا ومشاهدينا ؟ فمن يعلم هل سترضى هذه الجماهير عن أدائك أم تسخط ؟ فإن كنت تقصد بهذا المسلسل الجماهير الواعية بضوابط الشرع فإنها والله ساخطة , وإن كنت وجهته لغيرها فعند الجماهير الأخرى من المسلسلات والأفلام ما يتفوق على مسلسلك من جميع النواحي الفنية , فلا وسط بين الحق والباطل إلا الباطل , (ومن أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس) أو (سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) , والله المستعان ..
هل الهدف من هذا المسلسل المال إذ ضاقت بك الدنيا وضعف يقينك بالله أن يسوق لك ما كتب من الرزق ؟ فمن يدري لعل ما تكسبه من مثل هذه المشاهد يفوتك إلا أن يحفظك الله بقدر ما حفظت أوامره ونواهيه ..
أستاذنا الحبيب فهد القرني : نحن على يقين بأن هذا الدين ما جاء إلا ليحفظ الإنسانية بكل صورها , ليحفظ عقيدتها وأمنها وأخلاقها , وفي تشريعاته السمحة ما يعطي فسحة للإبداع والفن في كل مظاهر الحياة لتكتمل أجزاء الصورة الإنسانية المشرقة التي تحقق معنى خلافة الله في الأرض , فتبني ولا تهدم , وتبدع ولا تقلد , وتسمو بقيمها وأخلاقها في اتجاه معاكس لمراد الشيطان الذي حرمها بكيده نعيم الجنة ابتداء , لتخلد فيها بما قدمته من صالح العمل انتهاء , فهل هناك مجال في رؤيتك الفنية لفن كهذا ؟ أم أنه لا بد لكل المسلسلات والأفلام من تكسر كتكسر (أم جمعة) ومعلمة مقهى كالمعلمة (فتون) ورقص وتشويه لخلق الله واستهزاء بعادات الشعوب كالذي يقدم للناس في مسلسلك هذا ؟ هل تريد ممن يحب الفن الرفيع والأداء المميز الملتزم بضوابط الشرع أن ييأس أنه لن يجد إلا فنا مشوها مختلطا بهذه الحماقات ؟ هذا ما كنا نرجوه من المبدعين أمثالك , أن نراهم يتألقون في تقديم الفن الراقي الجميل الممتلئ فكرا وأدبا وأخلاقا , وأن تكون لهذا النوع من الفن مؤسسات رائدة تصنع على عين أمثالكم من المبدعين فتزاحمون بها تلك المؤسسات التي تدعي أنها فنية وما هي من الفن في شيء إلا ما يظهر منها في ديكورات مواقعها الفنية أو ملابس وأدوات زينة على جلود منتسبيها ..
أستاذنا الحبيب فهد القرني : إن حاسبي الآلي مليء بمقاطع فكاهية من تقديمك أنت وأمثالك المميزين , نعم لكم وأنتم كالأسود على منابر الحق , تساهمون في بناء الوعي , وتفضحون الفساد , وتقيمون الحجة على الظالمين , وتنصرون المظلومين , وتستدركون على الناس سكوتهم عن الظلم وقعودهم عن نصرة الحق , وكذلك تلك الأشرطة السمعية التي تصاحبنا دائما في حلنا وترحالنا , ترسم البسمة وتصنع الوعي بيننا وبين أهلينا , فلما كان هذا المسلسل رأينا النصح بما لك من حق الأخوة ورفقة الطريق , (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا) , وننتظر منك شجاعة تستدرك وتحب الناصحين ..