يلوك احدهم بغباء منقطع النظير مقارنة غبيه عن مكانة شاعر اليمن عبدالله البردوني قبل وبعد الثورة السلمية _ التي يعد البردوني في نظر شباب الثورة مشعل الفكري والأدبي الأول لجذوة ثورتهم _ ليفهمنا بمنطق اعوج ما يعتبره حجود الثورة بحق شاعرها ومفكرها الأول مقارنة بكذبة وفاء اعلام المخلوع للبرودني. ما أسلفت ذكره مقارنة سخيفة لمكينة إعلامية تحاول تسخيف وتسطيح العقول في لحظة وعي .. مقارنة تتحدث عن بكاء الجلاد عن ضحيته في ذكرى وفاته من باب استثمار الحدث لا اكثر .!! يعرف كل يمني عظمة البردوني وأكثرهم مطلعين على تجربته في تحدِ ومواجهة نظام همجي قهر ونكل بالكثير من ادباء البلد ،كان شاعرنا نموذجا تراجيديا لطغيان عصابة صالح التي يروح احدهم لتقدميتهم بعد فوات الآوان .. فكم من الوقت نحتاج ليدرك اغبياء الماضي المتشدقين بالثورية المستعجلة حقائق التأريخ ومآلاته ؟؟
تشير نماذج التأريخ القريب والبعيد بأن المسكونين بعبوديتهم لن يتحرروا مهما توافرت اسباب التحرر ،وأكثرهم لا تتوقف محاولاتهم اليائسة لمواصلة مهمتهم في تلويث وعي شعب ثار على الزيف المجافي لحقائق عن جرائم المخلوع وأجهزته القمعية بحق المثقف اليمني النزيه ،وما اكثر جرائمهم بحق المثقف قتلا وتنكيلا طيلة سنوات حكمهم الاستبدادي البغيض.. !!
ومن مفارقة سقوطهم المدوي في الوحل استثمار القضايا والأحداث لدوافع مشينه ،منها التغني بأدب شاعر اليمن الأول عبدالله البردوني ،والتباكي عليه الآن بعد رحيلهم من السلطة وكأنهم لا يعلمون بأنا نعرف سبب مأساة البردوني ولصوص ارثه المُغيب في غياهب مجاهيلهم حتى اللحظة ...
بالماضي برروا بل وشاركوا في قمع صالح وأجهزته للبرودني وغيره ،وبذات المنطق "مُشقلب" الغايات ،يقارن احد كائنات الثورة المضادة بين اهتمام "اليمن اليوم" التابعة للمخلوع وأبنائه بالذكرى ال 13 لوفاة شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني و عدم اكتراث قناة "سهيل" لهذه الذكري العظيمة ..
بمقارنة نابعه من وعي الحقد على الثورة ،وليس انتصارا للبردوني المسروق من قبل مالكي قناة اليمن اليوم ،يلوك هذا المخلوق وغيره هذه الجزئية بشكل مثير للضحك ،كونهم لا يدركون بأن البردوني جزءً أصيل من الثورة وحاضر في وعي الثوار بدون استثناء ..
يتحدثون دون وعي بمدى حب وشغف انسان اليمن بشعر وكتابات البردوني التي يقبل عليها ويصغي لبيانها كل يمني وعربي ،وما يجيش في قلب وعقل كل قارئ لشاعرنا ضد نظام صالح الذي خص شاعرنا بوفير القمع والتضييق متوهمين اطفاء نور الحرية في فكر اديب يمني رفيع فشلت كل اجهزة القمع اسكات حنجرته التي صدحت بغزير الشعر وعظيم الأدب ،لذا استطاع شاعرنا الفذ رغم كل هذا الجور السلطوي من ايصال شعره وفكره الى الشعب على اية حال ...
وعلى الرغم من معرفة اليمنيين قاطبة بصدق انتماء البردوني لهمومه وتطلعاته واعتزاز بتأريخه القحطاني ،يحاول اغبياء وأبواق الثورة المضادة نسف هذا الوعي العام بتجربة ادبية رائدة،ليعيدوا صياغة التأريخ على هواهم الزائف ،وكأننا نعيش عصور ما قبل البردوني وثورته السلمية التي اطاحت بهم ،كما تنبأ وبشر شاعرنا بميلادها صباح يوم صبي ...
وعودة الى عجائب مخلوقات الثورة المضادة،يحاول احدهم هذه الأيام استثمار البردوني وتأريخه لتلميع مرحلة نسفها وهد نواميسها القمعية البردوني بشعره وأدبه المنشور والمصادر ،ولكي لا يأتي مستغفل ما من فصيلة صاحب مقارنه اهتمام قناة المخلوع اليوم وقناة تصنف بالناطقة بأسم الثورة ،يجب أن نستمر في الانتصار لأدب البردوني وتجربته الزاخرة بالعطاء الأدبي والتحدي لنظام المخلوع الذي يجب اسقاطهم بدون استثناء ...
لا أخشى على البردوني منهم لكن أخشى على تأريخنا من التزييف الممنهج لكي قيمة جميله وتجربة رائدة في البلد،وما اضحكني اكثر تصوير ذلك المخلوق السالف الذكر بمقارنته الباهتة بين اهتمام قناتين بالمآخذ على الثورة السلمية ،وترديدها ببلاهة كدليل دامغ على تقدميه قناة المخلوع الذي رحل بفعل ثورة شعب ، ورجعية قناة "سهيل " المحسوبة كناطقة باسم الثورة التي تنكرت لأديب وشاعر الثورة عبدالله البردوني في ذكرى وفاته ال 13 ،حد تبرير ذلك البوق العجيب ...
لا ادافع عن سهيل على الاطلاق رغم دورها المشهود خلال الفترة الماضية في إيصال رسالة الثورة في لحظة تكالب الجميع ضد ثورة الشعب السلمية ،بل أنا من منتقدي "سهيل" ،بل أخشى تراجعها في السباق المحموم بين اعلام الثورة و اعلام الثورة المضادة ،لكن تحميل وقدح الثورة بذريعة عدم اهتمامها بذكرى وفاة البردوني مهزلة مفضوحة ،وكذبة لم تعد تنطلي على احد ....
ومن باب الحرص على اساتذة وأصدقاء وزملاء يتهافتون على وسائل اعلام الثورة المضادة بدوافع شتى ،اذكرهم فقط ،بتجربة ادبية وقامة ثورية اسمها عبدالله البردوني الذي انحاز لشعبه بشكل كلي ولم يسقط في مستنقع المخلوع ونظامه المتساقط بأذن الله وفعل الشعب وفي مقدمتهم شباب الثورة ...
كما اذكرهم هذا المهوووس بتقدمية المخلوع وأبنائه بمأساة استمرار مصادرة المخلوع لأرث المرحوم عبدالله البردوني المصادر في زنازين المخلوع منذ عقد ونيف من قبل دائرة التوجيه المعنوي بتوجيهات من المخلوع اثر وفاته نهاية اغسطس 1999م ..
ولأن مخلوعهم لم يبادر إلى إطلاق سراح ارث البردوني ،نذكر الغارقين في زريبة " الزعيم " بعناوين أرث أديب اليمن عبدالله البردوني المصادر ه : رحلة ابن من شاب قرناها (ديوان شعر) العشق على مرافئ القمر (ديوان شعر) العم ميمون. (رواية) اليمن الجمهوري (كتاب) الجديد والمتجدد في النقد الأدبي (دراسة)