قدرنا أن نظل في دائرة الدم النار ، في مواجهة المشاريع التي تشر الموت في كل مكان ، في مجابهة المتمترسين خلف أشلائنا ، قدرنا أن نصحوا وننام على سيول من العذاب ، وأمواج من الصراخ.. " الطاحون الجهنمي لا يتوقف، يدور في كل ثانية، يحصد أرواح البسطاء والطيبين ، يعرقل مشروع البناء والحياة ، يصنع التخريب والموت والظلام والأحزمة الناسفة.. تتصور "جماعة القاعدة" واخواتها أن بإمكانهم العيش على جثثنا ، تلغيم حياتنا، يعتقدون أن الحقد الدفين والمشروع المتغلغل في جروحنا بإمكانه أن يسود، وأيديهم الملطخة بعار دمنا بإمكانها ان تقود.
لا يمكنك التفريق بين المجازر المرتكبة في درعا ومجازر صنعاء، تتشابه ببشاعتها ودمويتها، كلاها تولد من رحم نيرون ، يقتلون الناس بدم بارد ، يحرقون الأرض ويدمرون المنازل والبنى التحتية ويشوهون البلد الجميل والشعب المسلم.
تشكل هذه الجماعات الإرهابية خطراً فعلياً على مستقبل البلاد وعلى استقراره ، هي بحاجة إلى ثورة شعبية لإستئصال هذا السرطان البشع وتجفيف منابعه، وإلحاقها بأنظمة الإجرام، أنظمة البلطجة المتجذرة في مص دماء الشعوب وأقواتها.
ظلت جماعات العنف تتكاثر تحت إبط النظام السابق وتوفر له الغطاء في رمي إخفاقاته نحوها ، وفي استجلاب الأموال بدعاوي محاربتها في حين انها تستخدم كرتاً لتطويق الشعب وحماية الكرسي، قبل أن يظهر التعاون معها جلياً في الشرارة الأولى للثورة .
ليس من المعقول أن نظل ننزف ونحن نتفرج ، لا تقع المسؤولية على الدولة حديثة الولادة وحدها ، بل على كل مواطن يمني مسلم ينبذ العنف وأدواته، على الجميع مسؤولية تجفيف منابع الإرهاب وتمزيق عروقه حتى يتهاوى كأوراق الخريف..
يدوس "أنصار الشر" على تضحيات شباب الثورة ، يسعون جاهدين لإطفاء وهجها ، وعرقلة إنجازاتها ، أعداء الثورة وأعداء الوطن وجزاري التغيير. .
ماذا يريدون من هذا الوطن المنهك ، ماذا يريدون من شعب يكافح من أجل كسرة خبز وشربة ماء ، ماذا يريدون من صاحب البقالة الذي يعيل أسرة قتلوه بسيارة مفخخة فعاد إلى أسرته متفحماً.
الفعل الدموي المستمر الذي ترتكبه هذه الجماعات يزيد من أعباء هذا الوطن ويوسع من جحيمه وعذاباته، ينتزع الفرحة وينشر الألم ، ويجعل مسلسلات السيارات المفخخة هي العنوان الأبرز لشعب حضاري عظيم.
لن يروعونا بمجازرهم ، لن يوقفوا شعاع الشمس المتوهج، لن يعرقلوا عجلة التغيير والسلام ، هنا شعب قوي ، شعب صامد في مواجهة مشاريع الدمار والموت، ولن نتراجع حتى نخلع كل أنياب الغارقة في الدم.
آن للشعب اليمني أن يبلور مشروعاً حضارياً منطلقه الفكر المستنير وقيم الوسطية وأدواته الحوار وسمته الشراكة والوضوح والعيش المشترك..