أضرم مستوطنون يهود فجر اليوم، الجمعة، النار بالمسجد الكبير في قرية ياسوف شرق مدينة سلفيت، شمال الضفة الغربية، مما أدى إلى احتراق أجزاء كبيرة منه. وقال عبد الرحيم مصلح رئيس المجلس القروي في ياسوف إن عددا من المستوطنين أشعلوا النار في الطابق الثاني من مسجد حسن خضر الكائن وسط البلدة فجر اليوم الجمعة، بعدما حطموا الباب الرئيسي للمسجد وسكبوا مادة البنزين داخله.
وأضاف مصلح أن النار التهمت مكتبة المسجد الخاصة بالمصاحف بالكامل، وأجزاء من السجاد، قبل أن يهب أهالي القرية إلى إطفاء النار بالتعاون مع إطفائية بلدية سلفيت، بحسب موقع عرب 48 الفلسطيني.
وأكد مصلح أن المستوطنين كتبوا شعارا باللغة العبرية على أرضية المسجد تقول "سنحرقكم كلكم"، و"استعدوا لدفع الثمن"، مضيفا أن محافظ سلفيت العميد منير العبوشي والأجهزة الأمنية الفلسطينية والارتباط الفلسطيني والإسرائيلي وصلوا إلى المكان وفتحوا تحقيقا بالحريق. شاهد:
ورجحت مصادر أمنية فلسطينية أن مستوطنين من مستوطنة "تفوح" المحاذية للقرية هم من قاموا بإحراق المسجد.
ويعتبر المسجد الذي تعرض للحرق، الأكبر في قرية ياسوف، وهو واحد من أربعة مساجد في القرية ويبلغ عدد سكان القرية 2000 مواطن وتقع إلى الشرق من سلفيت وجنوب مدينة نابلس وتحيط بها عدد من المستوطنات الإسرائيلية أقربها تفوح.
ومن جانيه أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي وقوع الحادث، وقالت مصادر تابعة للجيش إنه بالفعل قام مستوطنون يقيمون في مستوطنة "تفوح" القريبة من نابلس بالتسلل إلى القرية وإضرام النار في المسجد، وإحراق المصاحف الموجودة به، وترك كتابات عنصرية بالعبرية، بحسب صحيفة هاآرتس الإسرائيلية.
ويأتي هذا الحادث بعد أقل من أسبوع من تسلل مستوطنين إلى قرية "عين عابوط" القريبة من نابلس أيضا، حيث أشعلوا النار في سيارتين يمتلكهما فلسطينيون.
ومن جانبها قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن حرق المسجد يمثل بداية لخطوات من جانب المستوطنين بالضفة الغربية يردون بها على أوامر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتجميد مستوطنات الضفة.
ونقلت معاريف عن ضابط في القيادة المركزية بالجيش الإسرائيلي قوله إن هذا الحادث استفزازي، حيث جاء لاستفزاز الفلسطينيين وتحريضهم على أعمال عنف بشكل يوفر لحكومة نتنياهو المبرر لوقف أوامر تجميد بناء المستوطنات.
وحمل عضو الكنيست العربي "أحمد الطيبي" كلا من وزير الدفاع إيهود باراك والجيش الإسرائيلي مسئولية هذا الحادث، واستمرار الأفعال البربرية من جانب المستوطنين ضد الفلسطينيين.
ووصفت منظمة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية إحراق المسجد بأنه "عمل فاشي يهودي" وعلى الشرطة والجيش فتح تحقيق فوري في هذا الأمر.
وحمل الناشط اليميني "ايتمار بن جبير" نتيناهو مسئولية هذا الحادث، لأنه أصدر أوامر بتجميد المستوطنات بشكل استفزهم.
وقررت الحكومة الإسرائيلية الشهر الماضي تجميد الاستيطان مؤقتا في الضفة الغربية من دون القدس بعد ضغوط أمريكية وأوروبية كبيرة لإتاحة الفرصة لاستئناف عملية السلام المتوقفة أصلا، الأمر الذي أثار انتقادات وتظاهرات، كان أحدثها مساء الأربعاء حينما تظاهر آلاف المستوطنين قرب منزل نتنياهو؛ احتجاجا على تعليق الاستيطان لمدة عشرة أشهر.
ووصف مسئولون بالسلطة الفلسطينية والفصائل قرار نتنياهو بتجميد المستوطنات بأنه غير كاف ومخادع، خاصة أنه بعد أسبوع من قراره صادقت حكومته على بناء 492 وحدة استيطانية جديدة في الضفة.