خرجنا من اجل اليمن ولن نتصرف أي تصرف يضر بها، خرجنا من أجل استعادة السلطة من أيادي العابثين، وخرجنا لانتزاع حقوقنا ممن سلبها نحن لم نكمل ثورتنا بعد ما زلنا مستمرين في خلع النظام السابق. هل من المعقول وهل من الحكمة مثلا أن ندخل في مرحلة صراع مع القبائل وهي كفة مرجحه في موازين القوى في البلاد، وهل من الحكمة أن ندخل في مرحلة صراع مع الجيش الموالي للثورة وهو كفة مرجحه في موازين القوى في البلاد أيضا إلا إذا كنا ننوي مثلا أن ندخل اليمن في صراعات لا نهاية لها خاصة أن هناك من يعمل على دفعنا في هذا الاتجاه ليل نهار وبشتى الطرق.
نحن ندرك أن لكل مركز قوة في البلاد مصالح ومطامع لكن علينا أن نتعامل معهم وفق مصالحنا نحن الشعب في هذه الفترة العصيبة من المرحلة الانتقالية وانقسام الجيش ووجود فراغ أمني , ونظام جاري خلعه متربص كما أن هناك قوى تستغل هذا الانقسام وهذا الغياب الأمني لتوسيع نفوذها ومملكاتها الخاصة من أجل مشاريعها الخاصة.
هدفنا الاستراتيجي في هذه المرحلة هو التعايش مع واقعنا في القبول بكل من يدعم الثورة بكل حسناته وسيئاته حتى يكتمل خلع النظام وصولا إلى أعادة هيكلة الجيش على أساس وطني ونجاح الحوار وبسط سيادة الدولة على كامل تراب الوطن وسير العملية الديمقراطية بنجاح للحصول على نظام سياسي مدني شرعي مستمد شرعيته من الشعب بانتخابات حرة ونزيهة.
القبول بالواقع في هذه الفترة لا يعني أننا انتزعنا السلطة من العسكر والقبائل لنعيده لهم بوجوه أخرى هذا عهد كل شريف لكل شهيد دولة مدنية ديمقراطية دولة مواطنة متساوية وإذا كان قدرنا استمرار الثورة فسنستمر وإذا كان قدرنا مزيدا من التضحيات فسنستمر سلميا هذا هو عهد كل شريف لكل شهيد صامدون حتى رحيل أخر فاسد وصامدون حتى تحقيق كامل أهداف الثورة.