انطلقت قمة الكويت الخليجية الاثنين باعلان دعم قوي للسعودية في وجه المتمردين الحوثيين وبدعوة الجارة الكبيرة ايران ضمنا، الى الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية من اجل التوصل الى حل سلمي للازمة النووية. واكد امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في افتتاح القمة الثلاثين لمجلس التعاون الخليجي ان استهداف السعودية من قبل الحوثيين يشكل "مساسا للامن الجماعي" لدول المجلس وان ما تتعرض له السعودية من "عدوان سافر يستهدف سيادتها وامنها من قبل متسللين لاراضيها امر مرفوض منا جميعا".
وجدد الشيخ صباح استنكار وادانة "الاعتداءات والتجاوزات" بحق السعودية ومشددا على دعم السعودية في كل الاجراءات التي تتخذها للدفاع عن سيادتها وامنها. وكانت السعودية دخلت في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر خط المواجهات العسكرية مع المتمردين الحوثيين على حدودها مع اليمن بعد مقتل احد جنودها بايدي متمردين متسللين الى اراضيها، مع العلم ان القوات اليمنية تخوض مواجهات عنيفة مع الحوثيين منذ اب/اغسطس الماضي في اطار النزاع المستمر بين الطرفين منذ 2004.
ويشكل الوضع في اليمن حيث تدور حرب مع المتمردين الزيديين في الشمال وتنشط حركة انفصالية في الجنوب فضلا عن نشاط تنظيم القاعدة، مصدر قلق متزايد لدول مجلس التعاون وخصوصا للسعودية.
ويحضر القمة التي تختتم الثلاثاء قادة السعودية والامارات والكويت وقطر والبحرين فيما يمثل سلطان عمان قابوس بن سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء العماني السيد فهد بن محمود ال سعيد. ويبقى الملف الايراني حاضرا بقوة في القمة بالرغم من عدم حضور اي مسؤول ايراني.
وقد دعا امير الكويت في هذا السياق الى "حل ازمة الملف النووي الايراني بالحوار والطرق السلمية"، داعيا ايران ضمنا الى "الالتزام بمبادىء الشرعية الدولية بما يحقق التوصل الى تسوية سلمية لهذا الملف". وعلى مستوى العمل الخليجي المشترك، اكد امير الكويت العزم "على الدخول في البرنامج الزمني لاتفاقية الاتحاد النقدي".
وستبدأ اربع دول خليجية هي السعودية والكويت وقطر والبحرين العمل باتفاق الاتحاد النقدي الخليجي الذي ينص على انشاء مجلس نقدي خليجي يتحول في ما بعد الى مصرف مركزي يصدر العملة الموحدة وسبق ان انسحبت سلطنة عمان والامارات من مشروع العملة الخليجية الموحدة الذي اطلق العام 2001.
وكان الجدول الزمني الاساسي للمشروع ينص على اعتماد العملة الموحدة في 2010 الا ان اطلاق هذه العملة سيتطلب سنوات عدة بحسب مسؤولين خليجيين. وقال وزير المالية الكويتي مصطفى الشمالي للصحافيين على هامش افتتاح قمة الكويت انه سيتم تشكيل المجلس النقدي الخليجي مطلع العام المقبل.
وبعيد الجلسة الافتتاحية للقمة، دشن الزعماء الخليجيون مشروع الربط الكهربائي الخليجي الذي انجزت مرحلته الاولى وتشمل السعودية والكويت وقطر والبحرين. وسيشمل الربط الكهربائي الامارات وسلطنة عمان بحدود العام 2012.
وتبلغ كلفة المشروع 1,6 مليار دولار وهو سيسهم في توفير خمسة الاف ميغاواط من الكهرباء في 2010، ما يمثل توفيرا لمليارات الدولارات على الامد البعيد.
ويفترض ان تعطي قمة الكويت ايضا الضوء الاخضر لمشروع طموح آخر لربط الدول الاعضاء بشبكة سكك حديدية ضخمة تمتد على طول الفي كيلومتر ويمكن ان تبلغ كلفتها 25 مليار دولار، وذلك عبر اطلاق هيئة خليجية تشرف على المشروع.
وتشكل تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية بندا رئيسيا على طاولة الزعماء الخليجيين الذين تعتمد دولهم على تصدير الطاقة اذ تملك 45% من النفط العالمي وتنتج حاليا حوالى 15 مليون برميل من الخام يوميا. الا ان النبأ الجيد جاء من دبي حيث اعلنت حكومة الامارة انها ستسدد ديونا تستحق اليوم الاثنين وستلتزم بتسديد الفوائد والمصاريف التشغيلية لمجموعة دبي العالمية حتى نهاية نيسان/ابريل المقبل واعادة هيكلة المجموعة. الى ذلك، ابدى امير الكويت استنكار دول المجلس "للهجمات الارهابية" في العراق ودعا الفلسطينيين "لنبذ خلافاتهم وتجاوزها". كما دعا الشيخ صباح الاحمد "المجتمع الدولي لاحداث تحرك نوعي على مسار هذه القضية (عملية السلام) وممارسة الضغط على اسرائيل للانسحاب الكامل من كافة الاراضي العربية المحتلة والتوقف الفوري عن بناء المستوطنات وتهويد القدس وتهديد المسجد الاقصى".
ولا تزال المفاوضات بين الدولة العبرية والفلسطينيين متوقفة منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة شتاء