كان هذا عنوان الكتاب الذي أؤلفه منذ سنوات والى الآن لم ولن انتهي منه والسبب كثرة الانطفاءات الكهربائية , وقد أهديته إلى كل مواطن يمني يحلم بالضوء في زمن الظلمة والى روح ابنة أختي نورا ذات السبعة أعوام التي ماتت متفحمة بسبب شمعة . وسأحاول أن أوجز لكم مقتطفات من كتابي هذا الذي حاولت فيه أن استكشف الحكم الخفية لانقطاع الكهرباء لاسيما في مدينة الحديدة حيث حرارة الجو جعلت الناس عاجزين عن التفكير في شي غير الطقس البارد . فمن غير المعقول أن تكون هذه الانطفاءات المتكررة هكذا خبط عشواء و مؤكد أن حكومتنا الموقرة لديها حكم وأهداف لا يدركها المواطن العادي فارتأيت أن أعرضها للشعب لعله يفهم ويقدر سياسة الحكومة ويدعو لها عوضاً عن كيل اللعنات والسب لها ولوزارة الكهربا ولكل من يعمل فيها . لا أطيل عليكم وأترككم مع الحكم الخفية لانقطاع الطاقة الكهربائية : 1- لما كانت الحكومة تحب الخير لمواطنيها في الدنيا والآخرة فإنها تلجأ إلى إطفاء الكهرباء لساعات كثيرة حتى يشعروا بالحر فيتذكروا نار جهنم و حرها - والعياذ بالله - فيكون هذا رادعاً لهم لاجتناب المعاصي والإكثار من فعل الخيرات ( جزى الله الحكومة خيراً ). 2- ونظراً لتزايد حالات السرقة وحرصاً من الحكومة على مصالح المواطنين تلجا إلى إطفاء الكهرباء فيظلوا متيقظين ( كيف يناموا في الحر؟) وبذلك لا يتعرضوا للسرقة. 3- ورغبة من الحكومة في نشر التآلف والمودة بين الناس تطفئ الكهرباء فيضطر الناس إلى الخروج أمام منازلهم والسمر مع الجيران في انتظار عودة الكهرباء . 4- وفي سبيل التخفيف من معاناة مرضى الفشل الكلوي الأسبوعية والحد من الكثافة السكانية (عصفورين بحجر واحد ) تعمل الحكومة على زيادة فترات انقطاع الكهرباء فلا يستطيعون إجراء عمليات غسيل الدم فيموتون في هدوء (واسألوا مركز الغسيل الكلوي بالحديدة ) . 5- وحرصا من الحكومة على عدم نشر الرعب في قلوب المواطنين الرقيقة من رؤية الأسلحة بمختلف أنواعها تطفئ الكهرباء أثناء عمليات نقل وتحميل الأسلحة من الميناء إلى الشاحنات. 6- و رغبة من الحكومة في جعل السلع لاسيما الخضروات والفواكه في متناول جميع أفراد الشعب تطفئ الكهرباء فيخاف التجار من فسادها بسبب الحر فيضطرون إلى خفض أسعارها أو بيعها بعد فسادها بثمن بخس ( والمواطن يشتري فرصة حتى لو فاسد عنده مناعة ). 7- ولكي تنعش الشعب وترفه عنهم تطفي الكهرباء فيلجأ المواطنين إلى البحر ملاذهم الوحيد ويرتموا في أحضانه (وهم لا يعرفون السباحة ) ليبتلعهم البحر ويخرجهم جثث هامدة. 8- وحرصاً من الحكومة في الأجر والثواب تطفئ الكهربا في وقت صلا الفجر وكأنها تنادي المواطنين النيام إلى الصلاة وتقول الصلاة خير من النوم ( معها اجر فعلا ). 9- وكي لا تكون الحكومة متهمة بعدم مكافحة البطالة فإنها تطبق مبدأها الوحيد ( طفي لصي ) وبذلك تخلق مورد رزق لمهندسي صيانة الأجهزة المنزلية نتيجة كثرة الأعطال الناجمة عن طفي لصي . 10- و خوفاً من الحكومة على صحة مواطنيها وعدم إصابتهم بالأمراض التي تسببها التخمة تزيد من الانطفاءات الكهربائية فتقل شهية المواطن للأكل ( بسبب الحر) فلا عجب أن غالبية سكان الحديدة يتميزون بالرشاقة . 11- وحرصاً على تطبيق شعار العالم أصبح قرية واحدة تطفئ الحكومة الكهرباء وتحرم المواطنين من الانترنت الذي قد يستخدمه البعض في أغراض غير سلمية ( بحسب وجهة نظرها وكل واحد حر في وجهة نظره ) فيشعر المواطن انه فعلا يعيش في قرية ( لكن قرية تهامية ) . 12- تزيد الحكومة من الانطفاءات الكهربائية فيضطر الطلاب في مدارسهم أو جامعاتهم إلى الهروب منها بسبب الحر المؤدي إلى ضعف التركيز ( إذا وجد التركيز أصلاً ) وبذلك لا نعاني من الازدحام الشديد . 13- وتعمد الحكومة إلى الإطفاء المتكرر لتحرم الأطفال من الإدمان على متابعة قصصهم المحرضة على العنف ( مش ناقصين عنف ) , وتحرم النساء من متابعة المسلسلات التركية والتي قد تؤدي إلى المشاكل بين الأزواج (تذكروا نور ومهند وما سببته من حالات طلاق ).