عرضت مواقع إلكترونية دأبت على بث تسجيلات ورسائل التنظيمات المتشددة رسالة صوتية لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، خصصها لموضوع الفيلم المسيء للنبي محمد، ودعا عبرها ل"الاقتصاص" من المسيئين، كما أشاد بالهجوم على القنصلية الأمريكية بمدينة بنغازي وبالاحتجاجات أمام سفارة واشنطنبالقاهرة. وقال الظواهري في الرسالة التي لا يمكن لCNN تأكيد صحتها بشكل مستقل، إن أمريكا "سمحت باسم الحرية الشخصية وحرية التعبير بإنتاج فيلم معادٍ للرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، ولكنّ هذه الحرية الشخصية التي يتشدق بها الأمريكان لم تمنعهم من تعذيب أسرى المسلمين في باغرام وأبو غريب وغوانتانامو والسجون السرية." وتوجه الظواهري ب"التحية" لمن قال إنهم "أحرار شرفاء.. اقتحموا السفارة الأمريكية في بنغازي،" كما أشاد بالذين تظاهروا أمام السفارة الأمريكية في القاهرة، وأنزلوا العلم الأمريكي ورفعوا مكانه "علم الإسلام والجهاد،" ودعا "سائر المسلمين للاقتداء بهم." واعتبر الظواهري أن حادثة الفيلم "ليست الأولى، بل هي تمثِّل نمطًا متكررًا مارسه الجنود الأمريكان في غوانتانامو وباغرام والعراق وأفغانستان،" وقال إن واشنطن "التي تنكَّرت لِما وقَّعت عليه من معاهدات جنيف" الخاصة بالسجناء وسمحت لعناصر استخباراتها بتعذيبهم، كما وقفت إلى جانب إسرائيل. وتابع الظواهري، في رسالته التي لم تتجاوز سبع دقائق: "لا نريد أن نخدع أنفسنا؛ إننا نواجه حربا صليبية صهيونية تقودها أمريكا، وفي مواجهة هذه الحرب ودفاعًا عن الأمة المسلمة قام المجاهدون بشن الحملات المباركات على نيويوركوواشنطن وبنسلفينيا،" بإشارة إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر. ورأى زعيم تنظيم القاعدة أن من وصفه ب"التحالف الصليبي الصهيوني" لا يعرف ولا يفهم ولا يتجاوب "إلا مع لغة القوة،" مضيفاً: "وإذا لم نكن أقوياء فسيستمر العدوان علينا وعلى ديننا ورسولنا" على حد تعبيره. وتابع الظواهري في رسالته التي اشتملت على مقاطع بصوت سلفه أسامة بن لادن: "لا بد أن نكون أقوياء؛ في القتال، وفي السياسة، وفي الفكر، وفي الدعوة وفي البلاغ.. لا بد أن نتصدى لأمريكا وإسرائيل والغرب المعتدين علينا، وأن ندعم من يتصدى لهم، وفي نفس الوقت علينا أن نفرِّق بين النصارى الذين اعتدوا علينا وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم، وبين النصارى الذين يسالموننا ولا يعتدون علينا." وختم الظواهري رسالته بالقول: "أمتنا المسلمة، إن أبناءك المجاهدين يعاهدون الله سبحانه وتعالى على أن يتصدوا لهذه الحملة الصليبية الصهيونية على ديار الإسلام والمسلمين، وعلى مقدساتهم وحرماتهم وبلادهم وثرواتهم حتى يشفى صدرك ممن أهانوك وقاتلوك وسرقوك" داعياً إلى "الاقتصاص" ممن أساء للنبي محمد. يشار إلى أن الهجوم على السفارة الأمريكية في بنغازي أدى إلى مقتل أربعة أمريكيين، بينهم السفير كريستوفر ستيفنز، وتزامن الهجوم مع احتجاجات خرجت في عدة دول ضد فيلم حمل اسم "براءة المسلمين" اعتبر مهيناً للدين الإسلامي والنبي محمد.
