أرجعت حورية مشهور نائبة رئيس اللجنة الوطنية للمرأة موجة العنف ضد المرأة اليمنية إلى الموروث الشعبي الذي قالت أنه يعمل على إضطهاد المرأة، وذكرت عدداً من الأمثلة الشعبية التي تحث على التحريض بالعنف. لكن الباحث محمد سيف العديني تحدث خلال ندوة نظمتها منظمة صحفيات بلا قيود صباح اليوم الأربعاء بصنعاء تحت عنوان "مناهضة العنف ضد المرأة: ضرورة إنسانية وأولوية دينية ومهمة اجتماعية" تحدث في ورقته عن "النظرة الدينية للعنف ضد النساء"، وأكد خلالها إن العلاقة بين الجنسين سواء كانا زوجين أو أي علاقة شرعية أخرى تعتمد على مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات، وأن أي تفسير فقهي يخالف هذا القاعدة المستمدة من روح الشرع لن تكون سوى رؤية فقيهة قابلة للصواب أو الخطأ". وأضاف "إن كل ما خالف روح الشريعة ومبادئها مردود" مشيراً إلى أن عدد من الفقها أخطأوا في فهم قوله تعالى "فاضربوهن" وحملوه على الضرب الحسي. وقال "إن لفظ الضرب ورد في القرآن الكريم بأكثر من معنى وأنه في هذا الموضع لا يمكن أن يحتمل معنى الضرب الحسي المباشر لأن ذلك يخالف روح نصوص الشريعة ومقاصدها من العلاقة بين الزوجين التي أراد لها الإسلام أن تكون علاقة سليمة لا تشوبها شائبة ووضع عددا من الأحكام المتعلقة بحالات الخلاف لا يمكن أن يكون الضرب واحدا منها". من جانبها، اتهمت المحامية بمحكمة الأحداث ليندا محمد "بعض علماء الإسلام بتمرير الموروثات الإجتماعية السلبية بواسطة الفقة الإسلامي" واعتبرت ذلك "بيع للإسلام" ودعتهم في نفس الوقت "إلى الاعتذار عن مثل هذه الجريمة". أما استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور عبدالباقي شمسان، فقال "أن مشكلة العنف ضد المرأة من أخطر ما يواجه المجتمعات في العالم" مشيراً إلى أن "العلاقة غير متكافئة بين الجنسين عبر التأريخ، ليس لأسباب بيولوجية حسبما يعتقد البعض، ولكن نتيجة التنشئة الاجتماعية". وقال في ورقة عمل قدمها بهذا الخصوص "أن المناهج المدرسية في كثير من البلدان تعمل على تشكيل صورة نمطية سلبية عن المرأة، ونحن بحاجة إلى عمل كبير لتغيير هذه الصورة". ودعا "الجميع أفراداً وحكومات ومؤسسات مجتمع مدني إلى التكاتف لتغيير النظرة القيمية للمجتمع تجاه المرأة". واتفقت رجاء العباسي ممثلة مكتب منظمة أنتر نيوز في اليمن، مع ما طرحه شمسان، وقالت في ورقتها التي تحدثت عن العنف كظاهرة عالمية "أن العنف لا جنس له ولا دين ولا مكان جغرافي، بل هي ظاهرة تبدأ فردية ثم تتمدد لكامل المجتمع". بينما أشارت إلى "أن النساء لسن وحدهن من يتعرضن للعنف، بل إن الرجال قد يتعرضون لذلك أيضاً، كما والأطفال" غير أنها قالت "إن النساء يقعن ضحية للعنف غالباً في أثناء الحروب، بالإضافة إلى العنف المنزلي والاغتصاب بمختلف أنواعه، وجرائم الشرف والتحرش في الشارع وأماكن العمل". وفي مداخلة للصحفي عبدالرحمن محسن، انتقد الحجاب التقليدي اليمني، ووصفه ب"الكفن" للمرأة، وأضاف "أنه يعيقها عن أداء دورها الطبيعي". لكن حديث محسن قوبل بانتقاد شديد من الحاضرين. وبينما عبر النائب البرلماني فؤاد دحابه عن تضامنه مع المرأة التي تغطي وجهها، أكد على تضامنه مع كل حق شخص في حريته الشخصية. وأعلن دحابة "توبته عن أي عنف مارسه ضد زوجته أو أي من أقاربه الإناث". وأشار إلى أن من ممارسات العنف ضد المرأة "منعها من حقها في التدين، وأداء الصلاة في جماعة، وفصلها في مسجد مستقل".