قال نشطاء إن المقاتلات السورية قصفت مناطق للسُنة في دمشق وأنحاء البلاد يوم الأحد مع استمرار حملة القصف الجوي التي يستهدف بها الجيش النظامي مقاتلي المعارضة رغم الهدنة التي توسطت فيها الأممالمتحدة والتي يبدو الآن انها انهارت. وقال الناشط المعارض المخضرم فواز تللو إن الهدنة انتهت عمليا مع تعرض دمشق لغارات جوية وحشية منذ اليوم الأول واعتقال مئات الأشخاص.
وأضاف تللو الذي له اتصالات جيدة بمقاتلي المعارضة إن الأسد يحاول استغلال الهدنة لاستعادة السيطرة على مناطق في دمشق.
وقال تللو متحدثا من برلين ان مناطق سنية في مدينة حمص التي تبعد 140 كيلومترا شمالي دمشق وفي ريف حمص تعرضت لقصف الجيش النظامي يوم الأحد.
وانتهك جانبا الصراع وقف إطلاق النار في عيد الأضحى الذي توسط في التوصل اليه المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي وكان مفترضا أن يبدأ أول أيام العيد يوم الجمعة.
وتحمل السلطات السورية "عصابات إرهابية مسلحة" المسؤولية عن خرق الهدنة وتقول المعارضة ان وقف اطلاق النار مستحيل والجيش السوري يواصل تحريك دباباته واستخدام المدفعية الثقيلة والطائرات المقاتلة ضد المناطق السكنية.
ولاقت دعوة وقف اطلاق النار تأييدا دوليا واسعا بما في ذك من روسيا والصين وإيران الحلفاء الدوليين الرئيسيين للرئيس بشار الأسد.
ولكن مآل الهدنة فيما يبدو هو نفس المصير الذي لاقته جهود السلام الفاشلة السابقة مع استمرار سقوط عشرات القتلى يوميا والخلاف بين القوى الدولية والاقليمية.
كما يتزايد اتساع الفجوة الطائفية بين الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد وبين الأغلبية السنية وهو ما يؤجج المشاعر الدينية في المنطقة ويدفع مزيدا من الجهاديين الأجانب للتوجه إلى سوريا.
وفي دمشق أفاد نشطون وسكان بوقوع انفجارات كبيرة وتصاعد أعمدة الدخان فوق المدينة مع قصف طائرات الجيش السوري لضواحي زملكا وعربين وحرستا.
وقال بيان لمكتب حرستا الاعلامي وهو جماعة معارضة ان القصف الجوي والبري أودى بحياة ما لا يقل عن 45 شخصا في الضاحية منذ يوم الجمعة.
وأضاف البيان أن الكهرباء والماء والاتصالات قطعت وأن عشرات الجرحى نقلوا من مستشفى حرستا العام مع اقتراب القصف.
وأفاد النشطاء أيضا بوقوع قتال في ضاحية دوما إلى الشمال الشرقي حيث يهاجم مقاتلو الجيش السوري الحر المعارض حواجز طرق للقوات الموالية للحكومة.
وقصفت الطائرات الحربية ايضا بلدات وقرى في محافظة دير الزور بشرق البلاد ومحافظتي إدلب وحلب الشماليتين حيث يحاول مقاتلو المعارضة تعزيز تفوقهم في المناطق الريفية من خلال قطع خطوط الإمداد عن المدن الرئيسية والتي لم يقع اي منها بالكامل تحت سيطرة المعارضة.
وأفادت أنباء بوقوع قتال في مدينة حلب المركز الصناعي والتجاري لسوريا. وقال نشطاء ان مقاتلي المعارضية هاجموا عدة حواجز للقوات الموالية للأسد وان فتاة عمرها 20 عاما قتلت في قصف للجيش لحي سليمان الحلبي.
وتعرضت محاولات المعارضة المسلحة لتصوير نفسها على انها بديل موحد للأسد لانتكاسة عندما اندلعت اشتباكات يوم السبت في الأشرفية وهي منطقة كردية في حلب ظلت حتى الان خارج نطاق القتال. ودارت الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وأعضاء من الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.
وقال مهيمن الرميض منسق جبهة ثوار سوريا ان القتال اندلع عندما ساعد مقاتلون من حزب العمال الكردستاني قوات الأسد في الدفاع عن مجمع أمني في الأشرفية تعرض لهجوم من مقاتلي المعارضة.
وقال الرميض إن عشرات الأشخاص قتلوا واحتجز مقاتلو المعارضة عشرات من أعضاء حزب العمال الكردستاني.
وأضاف انه ينبغي احتواء حادث الأشرفية لانه قد يمتد إلى مناطق اخرى في الشمال الشرقي حيث لحزب العمال الكردستاني وجود تنظيمي قوي.