دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى ضرورة وجود خارطة طريق سياسية تسهل رحيل بشار الأسد وحدوث تغييرات سياسية في سوريا، قائلا إن مستقبل دمشق يجب أن يكون خاليا من الأسد. وقال كاميرون في مقابلة خاصة مع سكاي نيوز عربية " دعونا نكن واضحين إزاء ما ينبغي أن يحدث. يجب أن يكون لدينا خارطة طريق سياسية تسهل رحيل الأسد وحدوث تغييرات سياسية في سوريا". وأضاف أنه "لا يمكن لهذا الرجل الذى قتل الكثير من أبناء شعبه وهو لايزال ممعنا في ذلك على نحو يومي في الاستمرار في سدة الحكم".
وأشار إلى أن المجتمع الدولي "لم يقم بما يكفي لحل الأزمة السورية، ولكن دعونا نقر بأنه اتخذ بعض الخطوات"، مضيفا بأن بريطانيا "قدمت كما كبيرا من الموارد لمساعدة اللاجئين على الحدود السورية والتأكد من أن هؤلاء يتلقون الرعاية اللازمة".
وناشد كاميرون المجتمع الدولي بأن يقوم بالمزيد بما في ذلك الأممالمتحدة وأن يضغط في اتجاه حل الأزمة، مجددا التزامه بالعمل مع المعارضة داخل وخارج سوريا.
ولفت إلى أنه يرغب في رؤية نظام سوري يحترم حقوق الأقليات بما في ذلك المسيحيين، وقال "نريد أن نرى نظاما يعيش بسلام مع جيرانه. جملة من الأمور نحبذ رؤيتها في سوريا ومن الجلي أن الوضع الراهن مقلق للغاية".
النووي الإيراني وذكر كاميرون خلال الحوار أن امتلاك إيران لأسلحة نووية سيشكل وضعا خطرا للغاية للعالم بأسره، مستبعدا أي خيار للحيلولة دون حدوث ذلك.
وقال "يحدونا الأمل أن تكون تلك الخيارات غير ضرورية بسبب وجود مسار مفتوح لإيران لكى تتخلى عن طموحاتها بامتلاك أسلحة نووية وأن تتبع مسار الطاقة النووية السلمية كما تفعل الدول الأخرى ولهذا فرضنا هذه العقوبات القاسية".
وأضاف "هناك خيار يجب أن تتخذه إيران، هناك طريقان أحدهما سلمي من خلال الحصول على طاقة نووية سلمية وبالتالي رفع العقوبات بالتدريج وتطبيع العلاقات مع بقية العالم (..) هذا هو العرض لشعب وحكومة إيران (..) يجب أن يحسموا أمرهم .. هذا خيار إيجابي لكن يتعين على الإيرانيين أن يختاروا".
ورأى أن امتلاك إيران للأسلحة النووية " سيكون سيئا للمنطقة وللبلاد المجاورة وسيئا للعالم بأسره (..) أعتقد أنه يتعين علينا أن نكون حازمين إزاء رفض تملك إيران للأسلحة النووية".
القضية الفلسطينية وحول مفاوضات السلام المجمدة بين الفلسطينيين وإسرائيل، قال كاميرون "اعتقد أنه لا يوجد تحرك من جانب الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات ليناقشوا القضايا الشائكة وهذا محبط لنا جميعا".
وأوضح: "نحن نريد أن نصل إلى حل لهذا الصراع ولكن لا نستطيع أن نكون أكثر حماسا لإيجاد الحل، يجب أن نحث الطرفين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات ليتفاوضوا على كل القضايا (القدس واللاجئون والحدود وتبادل الأراضي والمستوطنات).. جميع هذه القضايا يجب مناقشتها وحلها في نهاية المطاف".
وأشار إلى أن "التحركات في الأممالمتحدة وخطابات الزعماء والمؤتمرات" تعد بمثابة عوامل مساعدة، لكن الأهم من ذلك كله أن يجلس الفلسطينيون والإسرائيليون ويتحدثوا ويتفاوضوا ويقررا من أجل الوصول إلى حل الدولتين الذى نريده جميعا ونؤمن أنه حل مرض للطرفين.
وقال كاميرون "نريد إسرائيل آمنة وسالمة، وفلسطين آمنه وسالمة (..) إلا أن الوقت يداهمنا وعلى الطرفين أن يتفاوضا بسرعة تفوق أي وقت مضى".
وشدد من جانبه على ضرورة محاربة التطرف أينما وجد والدفاع عن الإسلام المعتدل وموائمته مع الحقوق والديمقراطية.
وعن الربيع العربي، ذكر كاميرون أنه "مهم ومرحب به لأنه وفر لبلدان مثل ليبيا وتونس ومصر فرصة لمستقبل ديمقراطي توفر من خلاله فرص عمل أفضل للشعوب وصوتا وآذانا صاغية وفرصة للاستقرار على المدى الطويل".
لكنه استدرك قائلا: "لكن لا يوجد خط مستقيم يربط بين ماضي تلك الدول ومستقبل سلمي ديمقراطي(..) الأمر يحتاج إلى وقت لأن هذه التحولات صعبة".