جانيت نمور اضطر وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس إلى إغلاق صفحته على الفيسبوك بعد سنوات من النشاط الفيسبوكي وآلاف الأصدقاء، وذلك بعد أن وجد نفسه وسط معركة كلامية حادة الألفاظ بين المؤيدين لإسرائيل والمدافعين عن الحق الفلسطيني في غزة. لكن شظايا المواجهات الكلامية طالته شخصيا على شكل انتقادات حادة وقاسية لمواقفه السياسية التي اعتبرها البعض قد تغيرت جذريا بعد تسلمه حقيبة وزارة الخارجية حديثا.
آذان صماء ورغم مطالبة تيمرمانس المتكررة للجميع باحترام حرية الاختلاف بالرأي، ومناقشة الأمور بروية وعدم القذف بالألفاظ النابية، تواصلت التعليقات ولم تهدأ المشاحنات. عندها حذر من جديد إلى انه سيضطر إلى إقفال هذا المنبر إذا استمروا على هذا المنوال...وقال انه يتفهم المشاعر والعواطف المتأججة بسبب الدماء التي تذرف، ولكن يجب عدم تجاوز حدود اللياقة والحشمة في التعامل مع بعضنا البعض على هذه الصفحة .. وكرر من جديد آسفه أن يرى المستوى المتدني في التخاطب الذي وصل إليه البعض على صفحته ... مع ذلك لم يلق كلامه سوى آذان صماء وكانت النتيجة اختفاء صفحته عن الفيسبوك.
الوزير قبل الشخص تولي تيمرمانس لمنصب وزير الخارجية الهولندية يفرض عليه عدم الانخراط في محادثات شخصية لها طابع سياسي عبر هذه القنوات، وان تبقى وظيفته السياسية هي المركزية، لأن هذا يتضارب مع المبادئ التوجيهية الرسمية للوزراء في طريقة تعاطيهم مع وسائل الإعلام على النحو المنصوص عليه في دليل الوزراء. ومن اجل تجنب الخلط بين الشخصي ومنصب الوزير (أو أي طرف سياسي) يمنع على الوزراء فتح أكثر من حساب واحد على كل موقع تواصل. لذلك وتحاشيا للمزيد من الإحراج ارتأى تيمرمانس انه من الأنسب إقفال هذه الصفحة، ومعها باب الانتقادات المتواصلة له، إذ إن الرد يعني إبداء الرأي الشخصي والسكوت صعب عليه.
التفاف على مواقفه السابقة على موقع تويتر علق العديد من الهولنديين على خطوة الوزير هذه، وقالت إحدى المغردات بسخرية "هذه أسهل طريقة للهرب إذا كنت لا تستطيع الدفاع عن سياستك الفاشلة".. وكان هناك تعليقات كثيرة منتقدة لسياسة حزب العمل الذي ينتمي إليه الوزير تيمرمانس والتي تبدلت مع وصوله إلى الحكم في حكومة مارك روتا 2 . وقال مغرد " خلال سنتين من الصداقة مع تيمرمانس أشرت إليه مرارا إلى انه إذا أصبح وزيرا سيقوم بالالتفاف 180 درجة على مواقفه، ليس هو وحده بل كذلك ديديرك سامسوم رئيس الحزب. وهذا ما حصل الآن في حكومة روتا 2" .....وقال آخر "إذا انقلبت على مواقفك قبل الانتخابات النيابية يمكنك توقع الانتقادات من الناس. لقد كنت موجودا في محاضرة ألقاها تيمرمانس في أمستردام قبل أن يصبح وزيرا واستعمل حينها عبارات كبيرة ضد إسرائيل. إذا أراد الآن أن يضع اللوم على حماس، ولا يرى ذنب إسرائيل في ما تقوم به من قتل لأطفال وإنشاء مستوطنات وغيرها، اعتقد أن هذا يعني أن الوزير قد التف على مواقفه السابقة. مثل قوله "إن حماس قد تلقت تحذيرات منذ شهور بسبب إطلاقها للصواريخ وان الكيل قد طفح". منذ سنوات يتم توجيه التحذيرات إلى إسرائيل بسبب بنائها للجدار والمستوطنات غير الشرعية. إضافة إلى التقارير عن تعذيب الأطفال والمداهمات الليلية والاعتقالات، وتصدير بضائع من منتجات المستوطنات في الضفة الغربية..مع هذا يا تيمرمانس هذه التحذيرات أثمرت تعاونا مع اسرائيل في مجالات مختلفة...".
تجنب الإحراج إلا أن العديد من المغردين ابدوا أسفهم لاضطرار الوزير تيمرمانس إلى ترك الفيسبوك بعد سنوات طويلة من الوجود "الفيسبوكي" . وقال احد المعلقين الذين يعمل كمستشار إعلامي في مجال السوشيال ميديا "هذه مشكلة معروفة تواجه الشخصيات العامة. لكن تيمرمانس ارتكب هفوة على صفحته على الفيسبوك، بسماحه للآخرين بالكتابة على حائطه وطرح ما يريدون من مواضيع. كان بإمكانه وضع علامة في مربع صغير تمنع هذه الإمكانية. بهذا ستكون الردود محصورة بما يطرحه هو على صفحته من مواضيع والأمور تحت سيطرته. كما يمكنه منع بعض الناس من الانضمام الى النقاش..". كما اجمع العديد من المعلقين والمغردين إن أقفال تميرمانس لصفحته هي خسارة "لان صفحته كانت تؤمن فسحة من الانفتاح والاختلاف بالرأي..انا اتبعه منذ سنوات واقدر جهوده واهتمامه. من العار ان يسمح لبعض المتصيدين بإسكاته وإسكات زمن طويل من النقاش المنفتح.
ينشر بحسب اتفاق الشراكة بين المصدر أونلاين وإذاعة هولندا.