بدا الصحفي صدام الكمالي في أناقته بفرح زفافه اليوم الخميس مبتهجاً، ينظر بتوهج لمهنئيه، ويردف في قرارة ذاته: «لقد نجحت بالفعل». للمرة الثانية من نوعها، ينظم عرس بلا قات في العاصمة اليمنية صنعاء، لكن هذه المرة كان الحشد وفيراً، وتناغم المهنئون في الرقص على أنغام الأغاني اليمنية والعربية الفرائحية.
وشجرة القات، نبات مخدر، يزرع في اليمن ومنطقة القرن الإفريقي، يتناول ويخزن في الفم لساعات، ويترافق معه في بعض الأحيان تعاطي مشروبات «الطاقة» والغازية، والسجائر. واستغنى الفلاحون في مدن وبلدات باليمن عن زراعة المحاصيل والحبوب، بزراعة شجرة القات، التي تمدهم بعائد مالي مضاعف عما يتحصلونه من بيع المحصول الغذائي، كالخضروات والفواكة، مع غياب الدور الحكومي في دعم زراعة المحاصيل الغذائية. في اليمن، يصعب تحديداً، اتخاذ قرار إقامة أي مناسبة بدون قات، تلازم النبتة الخضراء اليمنيين بشكل دائم، فيما كانت الفكرة تنطي كمزحة يتداولها اليمنيين، أن يقام عرس بلاقات. بيد أن المبادرات التي خاطر بها شبان، انقلب على تقاليد، استنزفت الثروة المائية والزراعية والصحية بأبناء هذا البلد الفقير. في منتصف فبراير الجاري، أعلن شاب عن إقامة عرس بلا قات، وحظي حينها بحضور غير مسبوق، من المقاطعين لمضغ القات، وآخرين لا يعرفون شخصياً العريس لكنهم استجدوا المشاركة ووضع حد للدهشة التي اعترتهم، من إعلان إقامة عرس بلا قات. ونجح الشاب «البراء شيبان» من كسر قيود عادات إقامة الأعراس، ونظم حفل زفاف فريد من نوعه، بعد اشترطه على الحضور عدم تناول القات. وحينها، أعلن رجال أعمال استعدادهم لتحمل تكاليف إقامة حفلات الزفاف شريطة أن تكون خالية من طقوس مضغ القات. واختلف المشهد تماماً، في عرس الزميل صدام الذي احتفل بزفافه على الصحفية رغدة جمال، وتداول شبان على ميحاهم ابتسامة نظرة في توزيع المعجنات، والعصائر، والحلويات، في أكياس وصحون أنيقة. وشاركت شخصيات حكومية وسياسية ورجال الصحافة وطلبة جامعيون ونشطاء حقوقيون في العرس، وأعربوا عن أملهم أن يستمر نشاط إقامة أفراح بلا قات.