خرجت مسيرات حاشدة في العديد من المحافظات اليمنية إحياءً للذكرى ال45 للاستقلال من الاحتلال البريطاني الذي تم فيه إجلاء آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن عام 1967. المسيرات التي خرجت في تعزوإبوسقطرى رفعت شعارات تؤكد استمرار الثورة التي اندلعت العام الماضي ضد نظام صالح والمضي على خطى الثائرين الذين قدموا على مدى سنوات من الكفاح ضد المحتل البريطاني قبل أن يجبروه على الرحيل. ورفع المشاركون شعارات تطالب الرئيس عبدربه منصور هادي إلى سرعة البت في القضايا الوطنية الكبرى وعلى رأسها قضية الجنوب وهيكلة الجيش وإقالة بقية أقارب الرئيس السابق من قيادة الجيش والأمن. ففي محافظة تعز، أفاد مراسل «المصدر أونلاين» تيسير السامعي أن مسيرة حاشدة انطلقت صباح اليوم من تقاطع وادي القاضي وجابت شوارع المدينة حتى وصلت إلى أمام مبنى المحافظة. وأضاف ان المتظاهرين حملوا لافتات تدعو إلى استكمال أهداف الثورة بسرعة هيكلة الجيش ومحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين العام الماضي، كما ردد المتظاهرون هتافات تؤكد على وحدة اليمن وتدعو إلى حل القضية الجنوبية حلا عادلا. ودعا محمد غالب احمد رئيس دائرة العلاقات الخارجية عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمنى المشاركين إلى «الوقوف مع إخوانهم في المحافظات الجنوبية من اجل حل قضيتهم». وقال: «إذا وقفت تعز مع أبناء الجنوب في مطالبهم الحقوقية سنضمن يمنا واحدا». وقال غالب في كلمة أمام المحتشدين أمام مبنى محافظة تعز «إن اليمنيين لم يكونوا يعرفوا شمالاً ولا جنوباً حتى جاء حرب صيف 94 التي زرعت الأحقاد بين أبناء الوطن الواحد»، حسب تعبيره، مضيفاً ان «أبناء الحراك الجنوبي السلمي هم أصحاب قضية وهناك بعض القيادات الجنوبية استغلت هذا الحراك السلمي لتحقيق بعض المصالح الشخصية الضيقة على حساب الوطن ووحدته». وأضاف غالب «ثورة فبراير وحّدت اليمن وقد احتفلنا في عدن بمناسبة عيد الاستقلال يوم أمس بحشود هائلة ولأول مرة منذ 1994م بعيدا عن وصاية نظام صالح». من جهته، رحب عبدالحافظ الفقيه رئيس التجمع اليمنى للإصلاح في تعز بمحمد غالب احمد وضيوف آخرين ومن مشايخ وشخصيات ردفان والصبيحة. وقال إن «الحراك السلمي هو مقدمة حقيقة لثورة فبراير وان جميع أبناء تعز وجميع اليمنيين مع تحقيق جميع مطالب أبناء الجنوب الوطنية ورد جميع المظالم، والانتصار للقضية الجنوبية». وفي جزيرة سقطرى، أفاد مراسل المصدر أونلاين ان مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية أقام صباح اليوم السبت مهرجاناً خطابياً بمناسبة ذكرى الاستقلال، ورددوا شعارات تحيي الذين ناضلوا وصمدوا في وجه الاحتلال البريطاني الذي دام لأكثر من 120 سنة. وفي كلمة مجلس تنسيق قوى الثورة الجنوبية، قال علي محمد شوقي عضو المجلس «إن الثلاثين من نوفمبر هي نتاج لعديد من الملاحم الثورية التي سطرها أجدادنا لتحرير ثرى الوطن من الاحتلال الذي جثم على جنوب اليمن ما يقارب قرن ونصف». وأضاف ان «ثوار سقطرى لعامين وهم يهتفون برحيل الفاسدين والطغاة وبقايا النظام وبفضل الله وبعزيمة شباب الثورة أوشكت الثورة على استكمال باقي أهدافها وتأسيس الدولة المدنية الحديثة القائمة على العدالة والمساواة والحرية والشراكة الحقيقة». كما جابت مسيرة حاشدة مدينة إب بعد أن أقيم مهرجان دعا له المجلس التنفيذي لقوى الثورة بالمحافظة بمناسبة ذكرى الاستقلال. وأفاد مراسلنا محمود الحمزي ان المهرجان الذي أقيم في شارع الشهيد العرومي أعاد إلى الأذهان تلك الحشود الثورية التي كانت تخرج في بدايات الثورة. وأضاف ان المتظاهرين رفعوا شعارات تطالب الرئيس هادي بإصدار قرارات جريئة للتهيئة للحوار الوطني. وألقى كلمة المجلس التنفيذي لقوى الثورة عبد العزيز آل قاسم طالب فيها الرئيس هادي وصناع القرار سرعة اتخاذ قرارات شجاعة تؤدي الى توحيد وهيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية في البلاد «وتحريرها من الولاءات العائلية والشخصية وكذا تصحيح الجهاز الإداري ومؤسسات الدولة المختلفة وتطهيرها من أذناب الفساد والمفسدين». وردد مشاركون هتافات ترفض الدخول في الحوار الوطني «مالم تصدر قرار حاسمة تعيد الاعتبار للمؤسستين العسكرية والأمنية وتطيح بأقارب صالح من السيطرة على قيادة تلك المؤسسات». وشهد المهرجان تفاعلا بحضور الشاعر مجيب الرحمن غنيم والذي القى قصيدة شعرية الهبت حماس الجماهير ونالت استحسانهم. وعقب المهرجان، خرج ثوار المحافظة بمسيرة نسائية ورجالية حاشدة انطلقت من شارع الشهيد العرومي باتجاه شارع العدين ومرت من أمام مبنى السلطة المحلية.