أكدت مصادر محلية من محافظة صعدة أن الاشتباكات التي نشبت نهاية الأسبوع الماضي على الحدود اليمنية السعودية في مديرية «منبه» توقفت، ولم تشهد المنطقة أي اشتباكات أمس السبت. وعلم المصدر أونلاين أن الاشتباكات التي وقعت، أيام الأربعاء والخميس والجمعة، بين أشخاص ينتمون إلى قبيلة «آل أمشيخ» اليمنية، وآخرين من قبيلة «بني مالك» السعودية، أسفرت عن قتيل بين حرس الحدود السعودي، وجريحين في الجانب اليمني.
مصادر خاصة أفادت «المصدر أونلاين» باحتراق طقمين عسكريين من قوات حرس الحدود الملكي (السعودية) بجميع ما فيها من جنود ومعدات، لكن الشيخ محمد سالم عوفان، شيخ منبه، نفى وقوع قتلى، مشيراً إلى أنه ومعه آخرين «احتوى الموقف وأن هدوءاً يسود المنطقة التي شهدت توتراً يومي الخميس والجمعة الماضيين».
واستغرب الشيخ عوفان التهويل من شأن هذا الموضوع، مؤكداً أن أشخاصاً ينتمون إلى قبيلة «آل امشيخ» في منبه » أطلقوا النار على معدات شق سعودية وكانت بعيدة، وهو ما دفع الجانب السعودي إلى أن يرد بعنف» مضيفاً «لكنا احتوينا الموقف وتواصلنا مع قائد حرس الحدود السعودي، وقائد حرس الحدود اليمني، ومع عقال ومشائخ آل امشيخ ومشائخ بني مالك السعودية، وأوقفنا الاشتباكات بعد 5 ساعات من المحاولات والتواصل».
وأكد الشيخ عوفان أنه هو شخصياً يتابع الأمر على مدار الساعة ولم يستبعد وجود أطراف مدفوعة «لتفجير مشكلة على الحدود اليمنية السعودية» وأشار الشيخ عوفان، وهو شيخ منبه الأكبر، إلى أن هذه المنطقة وهذا الجبل (جبل الفذة) في منبه، هو محل نزاع قديم بين قبيلتي «آل أمشيخ» اليمنية و«بني مالك» السعودية، التابعة لإمارة جيزان لافتاً إلى صدور أحكام عرفية بين الطرفين، صدرت قبل 15سنة ، وأشرف عليها شيوخ كبار من الجانبين وأن هذه الأحكام موجودة بحوزة الطرفين.
وأضاف قائلاً «هناك أشخاص من أصحابنا في آل أمشيخ يقولون إن بعض بنود الاتفاقية لم تنفذ، ونحن هدأنا الأمور وتواصلنا مع قائد قطاع العارضة السعودي وأوقفنا المعدات حتى نتقصى الحقيقة وننظر في المشكلة، فإن كانت المسألة قبلية حليناها على طريقة الأعراف والتقاليد القبلية بين الجهتين، وإن كانت نظامية بين دولتين رفعنا للقيادة السياسية في صنعاء بالموضوع، وهم يتواصلوا مع الحكومة السعودية ويتصرفوا كدولة» مضيفاً «لكن يبدو لي أن الحوثي يريد مشاكل».
وبخصوص اللجنة التي نشرت وسائل إعلام محلية أخباراً تفيد بأن فارس مناع محافظ صعدة أرسلها إلى منبه سخر الشيخ عوفان من هذا الخبر، وقال: «هذه لجان فارس مناع وعبد الملك الحوثي، نحن لا نعترف بها، ولا نقبل بأن يكون عبد الملك الحوثي وصياً علينا» مؤكداً: «نحن نحمي حدودنا بأنفسنا من قبل أن يخلق عبد الملك الحوثي».
وأضاف: «عبد الملك الحوثي ليس جهة رسمية حتى يرسل لجان، ويصدر بيانات تحرض على الحرب» مؤكداً بأن إطلاق النار بدأ من قبل أشخاص ينتمون إلى قبيلة «آل أمشيخ»، وأن هذه القبيلة وجدت نفسها «غصباً عنها أمام مشكلة».
ولم يعترف الشيخ محمد سالم عوفان سوى بلجنة تقصي الحقائق التي يقودها عبد الإله عاطف قائد حرس الحدود اليمنية، وقال عوفان: «تواصلنا مع الأخ عبد الإله عاطف، كجهة رسمية، وبعد أن تأكدنا من أن اللجنة التي يقودها لجنة تقصي حقائق ولجنة رسمية من مسؤول في الدولة رحبت بها، وأنا شخصياً أتابع تحرك اللجنة ساعة بساعة وعلى اتصال بجميع الأطراف بما فيهم قائد حرس الحدود السعودي».
وأضاف «لا يمكن أن نرضى أن يتدخل الحوثي في هذا الموضوع أو يخلق لنا مشكلة، ونحن لاقينا عبد الإله عاطف وقلنا له هذا الكلام».
والمنطقة التي تشهد حالة توتر شديد على حدودي البلدين (اليمن والسعودية) هي منطقة شهدت قتالاً ضارياً بين قبيلتي «آل أمشيخ» اليمنية، و«آل مالك» السعودية، ودامت الحرب 35 سنة، على نحو متقطع، سقط فيها من الطرفين عشرات القتلى والجرحى، وحلت المشكلة قبل 15 سنة، على أساس قبلي عرفي صاغه كبار المشائخ من الجانبين واستبعد الشيخ عوفان أن يكون للمشكلة الواقعة اليوم علاقة بهذه المشكلة القديمة آملاً أن تحل الإشكالية في أسرع وقت.
وحاول «المصدر أونلاين» التواصل مع الشيخ فارس مناع محافظ صعدة، للإفادة حول هذا الموضوع، ومع الشيخ علي ناصر قرشة المحسوب على جماعة الحوثي، إلا أن الطرفين اعتذرا. حيث أجاب على تلفون مناع شخص آخر، وقال إن الشيخ مريض. وأجاب قرشة، بعد محاولات عدة، طالباً إعطاءه دقائق حتى يتسنى له التأكد من الأمور على الأرض، وبعد أن حاولنا الاتصال به مرة أخرى لم يرد قرشة.